Flag Counter

Flag Counter

Saturday, October 10, 2020

عن القضية الفلسطينية

الأنظمة العربية مثل النظام السعودي والقطري كانت ومازالت تتاجر في القضية الفلسطينية وتستخدم إسم فلسطين ممسحة زفر وشماعة أمام شعوبها حتى تعلق عليها أخطائها. تلك الأنظمة العربية التي يروج إعلامها للأكاذيب حول فلسطين مثل النظام القطري الذي يعترف بنسبة 22% من فلسطين حيث قام بعرض خريطة بذلك خلال دورة الألعاب العربية 2011 والنظام السعودي الذي يضغط على القيادات الفلسطينية والشعب الفلسطيني من أجل القبول بصفقة القرن. 

إن ضياع فلسطين ليس مسؤولية شعبها بل مسؤولية الأنظمة العربية والجامعة العربية التي وجه إليها قائد قوات الجهاد المقدس عبد القادر الحسيني قبل إستشهاده في معركة القسطل رسالة يتهمهم فيها صراحة بالخيانة وضياع فلسطين بعد أن رفضوا أن يمدوه بالمزيد من السلاح. الأنظمة العربية هم الذين خانوا الشعب الفلسطيني خلال ثورة البراق سنة 1929 وخانوا الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936 بأن قدموا للثوار الوعود الزائفة بأن بريطانيا قدمت الوعود بالاستجابة لمطالب الثوار. المشكلة أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولكن القيادات العربية لدغت أول مرة من خلال اتفاقية سايكس بيكو وثاني مرة من خلال قمع بريطانيا ثورة 1929. وعلينا أن لا ننسى المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية التي هجمت على القرى الفلسطينية ودمرت منازل القرويين على رؤوسهم وقصفت المدن العربية بدون تمييز وقتلت المدنيين مما أدى الى نزوح عدد كبير من الشعب الفلسطيني الى الضفة الغربية وغزة والى الدول العربية المجاورة في مرحلة لاحقة.

والسؤال هو إذا كانت الأنظمة العربية عاجزة, لماذا يتم إلقاء اللوم على فلسطين وشعب فلسطين؟ لماذا يتم إنكار تاريخ الثورات الدموية التي قام بها الفلسطينيون ضد اليهود وضد بريطانيا؟ أين ذهبت دماء الشهيد عبد القادر الحسيني ورفاقه في النضال؟ أين ذهبت دماء الشهداء الذين قامت بريطانيا بتعليقهم على المشانق بتهمة العصيان والتمرد؟ لمصلحة من يتم تشويه وتزوير التاريخ؟ 

إن إستمرار تعليق أخطاء أنظمة عربية على شماعة فلسطين والشعب الفلسطيني مستمر حتى يومنا هذا. ولو كانت الذريعة هي أن الجيوش العربية كانت ضعيفة وأن قياداتها كانت بريطانية وأن ذلك هو سبب سقوط أجزاء كبيرة من فلسطين خلال حرب 1948, ماهو السبب والذريعة في وقتنا الحالي؟ 

خلال حرب 1948, قامت حكومات عربية ومن أجل حفظ ماء وجهها بتأسيس قوات الإنقاذ من المتطوعين العرب على الرغم من أن قوات الجهاد المقدس بقيادة أمين الحسيني كانت تقوم بمهمتها في التصدي للعصابات الصهيوني. الحكومات العربية منعت عددا كبيرا من الشباب من الانضمام الى كل قوات الإنقاذ أو الجهاد المقدس بما كان سوف يخل بالتوازن العسكري الذي كانت تلك الحكومات تسعى الى الحفاظ عليه بأوامر بريطانية. الجيوش العربية التي دخلت فلسطين خلال حرب 1948 لعبت دورا لصالح العصابات الصهيونية حيث تم تجريد سكان المدن والقرى الفلسطينية من السلاح وتم إصدار الأوامر الى المقاتلين الفلسطينيين بتسليم أسلحتهم وأن الجيوش العربية سوف تقوم بمهمتها في حمايتهم. ولكن السكان والمقاتلين الفلسطينيين كانوا يستيقظون في اليوم التالي ليجدوا أن الجيوش العربية قد أخلت مواقعها وأن العصابات الصهيونية تحتل تلك المواقع.

ولكن التاريخ لاينكر أن هناك قيادات عسكرية عربية عارضت أوامر حكوماتها وقادتها البريطانيين وقاتلت ببسالة خصوصا في القدس حيث قاتلت قوات أردنية بقيادة القائد العسكري الأردني وصفي التل. كما أن قوات عراقية قامت بعصيان أوامر قياداتها في معارك جنين وطولكرم في الضفة الغربية. وأما بالنسبة الى القوات المصرية, فقد أرسلت لها أسلحة فاسدة وتم حصارها سريعا في الفالوجة في قطاع غزة.

عبدالله عزام وبدلا من التوجه الى فلسطين من أجل تحريرها, فضَّلَ التوجه الى أفغانستان وأسامة بن لادن هرول سريعا الى أفغانستان بعد التنسيق مع مستشار الأمن القومي الأمريكي زيغينو بريجينسكي ومئات المقاتلين العرب لبوا دعوة الشيشان للقتال ضد روسيا على الرغم من أن فلسطين على بعد رمية حجر منهم وآلاف من المغفلين قبلوا الدعاية الأمريكي للمشاركة في القتال ضد الجيش العربي السوري والجيش العراقي بدلا من محاولة القتال في فلسطين أو أن يكفوا خيرهم وشرهم بدلا من أن يكونوا أداوت في أيدي دول غربية. أردوغان وهو من أكبر المتاجرين في القضية الفلسطينية يرسل السوريين المغفلين الى ليبيا والى أذربيجان وليس الى فلسطين. كما أنه وعد بإرسال الأسطول التركي من أجل حماية سفن المساعدات المتجهة الى فلسطين ولكنه ابتلع كبريائه بعد أن تم تحذيره من طرف دولة الكيان الصهيوني أنهم لن يترددوا في إغراق أسطوله في البحر.

إن نصف فلسطين بما فيها القدس الشرقية كان تحت السيطرة الأردنية بينما كانت مصر تسيطر على قطاع غزة وقسم كبير من صحراء النقب وذلك خلال الفترة(1948-1967). والسؤال هو لماذا لم تقم الدولتان ببناء المؤسسات الفلسطينية وتدريب قوات فلسطينية وتأسيس دولة مستقلة معترف بها من الدول العربية والأمم المتحدة؟ ماذا كان يتوجب على الشعب الفلسطيني أن يقوم به؟ ثورة وحرب عصابات على الجيش الأردني والمصري وتناحر عربي-فلسطيني. ربما كان عليهم القيام بذلك لأنه لافرق بين قوة إحتلال صهيونية أو بريطانية أو عربية تعتبر نفسها وصية على الشعب الفلسطيني. ربما كان يتوجب عليهم القيام بذلك حتى لا يتم إتهامهم بأنهم باعوا أرضهم للوكالة اليهودية وأنهم وثقوا بأنظمة عربية بالإسم بينما تتحكم بريطانيا في كل التفاصيل بما فيها العسكرية. لقد إرتكبت قيادات فلسطينية الكثير من الأخطاء المؤلمة بحق الشعوب العربية والشعب الفلسطيني في الأردن ولبنان وتونس ودول عربية أخرى أضرت بالقضية الفلسطينية, ولكن هل ذلك يسمح بالتعميم على شعب كامل واتهامه بالخيانة؟

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment