Flag Counter

Flag Counter

Friday, January 3, 2020

الأزمة السورية وحرب التضليل الإعلامي, إعلام قطر والسعودية قي المقدمة

هناك عامل مشترك بين جميع حركات الإحتجاج التي أطلقت عليها تسمية رنانة هي الربيع العربي. ذلك العامل المشترك أنها مثل السفينة بلا دفة في بحر هائج, بلا قيادة ولا هدف سوى أنها فوضوية أناركية تتخذ من القبضة, شعار منظمة كاخ الصهيونية الإجرامية شعارا لها. وقد تكرر كثيرا الإشارة الى الثورة الفرنسية(1789-1799) والى أوجه التشابه بينها وبين ما يطلقون عليه الثورة السورية. والحقيقة أن هناك اوجها كثيرة للتشابه بين الثورة الفرنسية وحركات الربيع العربي الإحتجاجية وهي أن الرعاع, وليس المتعلمين والمثقفين, هم يشكلون الكادر الثوري الحقيقي الذي تقوم على عاتقه مهمة إغراق البلاد بالفوضى حيث تنتشر أعمال الخطف والسلب والنهب والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة. حتى تاريخ الثورة الفرنسية تعرض للتحريف والتغيير. في كتابه "سيكولوجية الثورات", يتحدث الطبيب وعالم النفس والإجتماع الفرنسي غوستاف لوبون عن إقتحام سجن الباستيل وأنهم كان فيه حامية ضعيفة وسبعة سجناء بما لا يتناسب مع وصفه رمز الاستبداد. السجناء السبعة كان بينهم شخص مصاب بعاهة نفسية, أربعة أشخاص متهمين بالتزوير وثلاثة أشخاص يقال أنهم نبلاء معارضين للملك. حتى لويس السادس عشر كان شخصا إصلاحيا وكان يخطط لإغلاق سجن الباستيل.
الإعلام السعودي والقطري و مدونات وصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي بدأت بإعادة استنساخ تجربة الثورة الفرنسية في نشر الشائعات والأكاذيب حول الرئيس السوري والسيدة السورية الأولى خصوصا عبر قناتي العربية والجزيرة حيث تتلقف تلك المدونات والصفحات تلك المعلومات المضللة وتعيدها مرارا وتكرارا. الرئيس السوري تولى الحكم بعد وفاة والده سنة 2000 وكان عمره 35 عاما. وهو شخص إصلاحي درس طب العيون في العاصمة البريطانية حيث التقى هناك السيدة السورية الأولى أسماء الأخرس التي كانت تعمل خبيرة مالية وتعود أصول أسرتها السنية العريقة الى محافظة حمص. بدأ الرئيس السوري تدريجيا سياسة تحرير الإقتصاد وإعطاء مساحة أكبر للقطاع الخاص. ومن المستحيل أن ينكر عاقل أن حالة سوريا قبل بدء الإحتجاجات سنة 2011 هي حالها سنة 2000 ولكن التحديات كانت كثيرة منها إحتلال تركيا لواء الإسكندرون ودولة الكيان الصهيوني هضبة الجولان مما فرض تخصيص قسم كبير من الموازنة العامة للدولة من أجل الإبقاء على القوات المسلحة التي يبلغ تعدادها أكثر من 300 ألف في حالة جهوزية دائمة.
وقد سجلت في سوريا تغيرات كبيرة فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي حيث ارتفعت الصادرات وتضاعفت الاستثمارات وانخفضت نسبة المديونية مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي وبقيت نسبة مديونية سوريا الى المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هي صفر. كما أن معدل اليد العاملة النسوية بلغ 33% من مجموع القوى العاملة الإجمالي خلال الفترة(2000-2007) وهي أعلى نسبة في الوطن العربي. سوريا دولة نظامها علماني يحترم حقوق الأقليات. في سوريا,  حالة نادرة من التعايش يستحيل وجودها في دولة عربية أخرى, في المملكة العربية السعودية أو قطر, يستحيل تعيين وزير أوقاف أو مفتي عام ينتمي للطائفة الشيعية بينما في سوريا, المذهب السني هو المذهب الرسمي للدولة, مفتي سوريا ووزير الأوقاف ينتمون الى الطائفة السنية. المملكة العربي السعودية احتفلت مؤخرا بالسماح للمرأة بالقيادة وقبول نساء في وظائف مضيفات جويات, قطر جرَّدت الآف المواطنين من قبائل بني مرَّة من جوازات سفرهم وجعلتهم بدون في وطنهم أو طردتهم خارج قطر, بينما في سوريا قام الرئيس السوري بمعالجة مسألة الأكراد البدون بأن منحهم الجنسية السورية رغم أن مشكلتهم تعود الى فترة ماقبل سنة 1963, تولي حزب البعث العربي الإشتراكي الحكم في سوريا.
قوات الأمن السعودية مؤخرا هدمت مؤخرا حي المسورة في بلدة العوامية بذرائع واهية منها مكافحة الإرهاب, بينما هناك أحياء أخرى في مدينة الرياض مثلا تشتهر بتواجد الإرهابيين والمتطرفين حيث جرت أكثر من مواجهة مسلحة بين قوات الأمن والإرهابيين, ولكن تلك الأحياء مازالت في مكانها. ولكن إعلام محطة العربية يركز في أخباره حول سوريا على قصف قوات الأمن المناطق السكنية وهي أخبار كاذبة هدفها التضليل, بينما يتجاهل جرائم الإرهابيين. حتى محطة السي إن إن الأمريكية تورطت في عملية التضليل الإعلامي وافتضح دورها بالتآمر مع الإعلامي الفلسطيني خالد أبو صلاح في تفجير خط أنابيب مصفاة حمص بعد تسريب تسجيلات متعلقة بالتحضيرات من أجل تصوير تلك العملية. ولكن قمة الإرهاب الإعلامي في سوريا هو هجوم مسلحين على مبنى الإخبارية السورية في منطقة دروشا في ريف دمشق وقتل أربعة من الحراس وثلاثة من الفنيين. الخبر مر مرور الكرام على وسائل الإعلام العربية والعالمية والتي حاول بعضها التلميح الى أن الهجوم من تدبير جهات سورية حكومية وهو إتهام تافه لا يستند الى أي دليل. كما أن هناك هجوما أخر تم في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا وهجوم على مبنى الإذاعة والتلفزيون في مدينة حلب ضمن سلسلة محاولة عصابات الإرهاب في سوريا قمع الآخر و إسكاته عبر حرمانه من منبر يفضح من خلاله جرائمهم في حق السوريين.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment