Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, November 20, 2018

لمحة مختصرة عن العوامل المسؤولة عن تكوين الرأي العام

إن مهنة مستشار العلاقات العامة تعد من المهن الحديثة نسبيا والتي كان لشخص إدوارد بيرنيز(1891-1995) الفضل في إنشائها. إدوارد بيرني لم يكن شخصا عاديا فهو إبن أخت عالم النفس النمساوي الشهير سيجموند فرويد وصاحب الفضل في انتشار أفكار فرويد في التحليل النفسي في الولايات المتحدة. إن إدوارد بيرنيز بالإضافة إلى تأثره بأفكار فرويد فإنه كان مطلعا على كتابات عالم الطبيب والمفكر غوستاف لوبون والذي يعد صاحب الفضل في مجال دراسة علم نفس الحشود ومصطلح العقل الجمعي.
إن الخصائص التي يتكون منها الرأي العام بالإضافة إلى العوامل التي تُشكِّل العقل الفردي والجمعي والجذور التي من الممكن أن نُرجع إليها تلك العوامل من الضروري أن تكون واضحة ومفهومة لدى أي شخص يعمل بمهنة مستشار في العلاقات العامة أو أنه يتخذ من مجال العلاقات العامة مسماً وظيفياً. إن الذي يعمل في تلك المهنة حيث مازالت مسألة الرأي العام وقياس ردود الفعل الجمعية وتوقع تصرفات الجماهير أو الأفراد بناء على ذلك تعتبر أمرا غامضا حيث انه من المهم لمن يحاول أن يفهم الطريقة التي تفكر بها الجماهير أن يفهم الطريقة التي يفكر بها الأفراد ويتصرفون بناء عليها. إن الحالة العقلية للفرد خلال حياته اليومية تتكون من خلال مجموعة من الأحكام التي يصدرها حول عدة مسائل مرتبطة بحالته النفسية أو الجسدية. إن تلك الأحكام تعتبر أدوات وجودية ومع ذلك فهي ليست أحكامه, وليست قائمة على أساس من البحث والإستنتاج المنطقي بل أحكام دوغماتية مستندة على مجموعة من المبادئ والمسائل ذات الأهمية والتي تفرض على الفرد التعامل معها بشكل يومي كسلطة الأسرة, المعلمين و مسائل إقتصادية وإجتماعية.
إنه من صميم عمل مستشار العلاقات العامة أن يفهم الآثار الاجتماعية المترتبة على أفكار الفرد وأفعاله والأسباب التي تدفع ذلك الفرد لاتخاذ قراراته. فعلى سبيل المثال: الأسباب التي تدفع الفرد للإنضمام إلى حزب سياسي بدلا من الانضمام لحزب آخر أو الأسباب التي تجعل الفرد يفضل الإنتماء إلى أحد الكنائس أو أن لا ينتمي لأي كنيسة على الإطلاق. كما يتوجب على مستشار العلاقات العامة أن يتعامل مع حقيقة أن الأشخاص الذي لديهم معرفة قليلة بموضوع ما, فهم في الغالب سوف يكونون فكر إيجابية عن ذلك الموضوع. فإذا قمنا ببحث يتعلق بالحالة العقلية للشخص العادي, فسوف نجد أنها تتكون من عدد كبير من الآراء المحددة بدقة حول مجموعة متنوعة من المواضيع كنشأة الكون ومعنى ذلك, قواعد السلوك والتعامل مع الأخرين, القوانين الضريبية, الخطط الإستراتيجية والحربية, اللقاحات والأمراض كمرض الإنفلونزا وآراء أخرى متعددة. ولكن تلك الأراء يجب أن لا تكون خاضعة للعقلانية في إصدار الأحكام حولها لأن بعضها وباعتراف الخبراء المختصين بقي دون حل, بينما بعضها الآخر قد يُعجز حتى الخبراء المؤهلين عن التعامل معها أو إيجاد الحلول المناسبة لها. ولو كانت الطريقة العقلانية هي المسؤولة عن إصدار الأحكام فيما يتعلق بتلك المسائل لبقي الحكم في أكثرية تلك المسائل معلقا.
في العصور الوسطى، كانت الناس مقتنعين بحقيقة وجود الساحرات وبأن تأثير السحر على الإنسان أمر حقيقي. كان أولئك الناس على درجة عالية من الإقتناع لدرجة أنهم بالفعل أحرقوا أشخاصًا يشتبه في أنهم يقومون بأعمال السحر والشعوذة. يوجد لدينا اليوم عدد  كبير من الأشخاص لا يقلون عن سابقيهم في الإيمان بطريقة أو بأخرى وبشكل راسخ ، بالروحانيات والأرواح ومع ذلك فإنهم لا يقومون بنصب محارق الوسطاء الروحانيين الروحانيين. ولكن بعض الأشخاص ممن لم يقوموا بإجراء أي بحث حول الروحانيات, لديهم نزعة قوية من أجل إستنكار مثل تلك الأمور. البعض الآخر ، ليسوا بأفضل من علما بتلك المسائل ، يعتبرون الوسطاء الروحانيين مُلهَمين بوحي إلهي. منذ زمن ليس ببعيد ، كان كل رجل على قدر من الذكاء متأكد يقينا أن العالم عبارة عن أرض مسطحة بينما في عصرنا الحالي ، الرجل العادي لديه اعتقاد صارم ولكنه يبقى مجهولا حول تلك القوة الغامضة التي سمع أنها تدعى الطاقة الذرية. إن الرجال قليلي المعرفة أو الخبرة حول موضوع معين, سوف يكونون غير متسامحين مع وجهة النظر التي تعارض وجهة نظرهم كما أن الخلافات المريرة الناجمة عن النقاش حول المسائل العامة ليضرب بها المثل في إختلاف وجهات النظر بين أشخاص متعددين عند النقاش حول مسألة ما لا يملك أياً منهم ولو الحد الأدنى من الخبرة أو المعرفة حولها. لقد كانت المشاجرات المريرة حول نظريات كنظرية المسالمة والموادعة(pacifism ) أو النزعة العسكرية قد أدت إلى الشقاق والنزاع حتى بين الإخوة أنفسهم أو بين الأصدقاء المقربين من بعضهم البعض. وعندما يكون الخصام حول مجرد فكرة ليس لها وجود على أرض الواقع, فإن الأخرين غالباً ما يتخلّون عن الخط الرئيسي للنقاش من أجل الإساءة إلى بعضهم البعض.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment