Flag Counter

Flag Counter

Sunday, January 15, 2017

حروب بلا هوية


تقرير يناير 2011 في نيوروك تايمز ذكر أن الصين سنة 2010 تحولت إلى بائعة لسندات وزارة الخزينة الأمريكية بعد أن كانت مشتريا رئيسيا لها في السنوات السابقة. الإستغراب بدا واضحا في تقرير الصحيفة الأمريكية الشهيرة لقيام الصين بتلك الخطوة حيث أنها مازالت تمتلك إحتياطيات ضخمة بالدولار الأمريكي على شكل سندات وزارة الخزينة وأدوات إستثمارية أخرى مقومة بالدولار للمحافظة على قيمة عملتها المحلية(اليوان) للحفاظ على صادراتها.
الصين كانت ومازالت تقوم بمحاولات لإخفاء عملياتها الإقتصادية خصوصا مشترياتها من الذهب حيث لايعلن عنها إلى بعد إتمام عمليات الشراء بشكل رسمي. ماقامت به الصين بخصوص بيع السندات أنها قامت بإدارة العملية من خلال وكلاء بريطانيين وبنوك في العاصمة البريطانية حيث لوحظ أنه في نفس الفترة التي نشرت نيويورك تايمز تقريرها فإن بريطانيا تحولت لأكبر مشتري لسندات وزارة الخزانة الأمريكية. كما أن الصين قامت وبحسب تقرير لنفس الصحيفة سنة 2007 بشراء ماقيمته 3 مليارات دولار من أسهم صندق الصخرة السوداء(Black Stone) الإستثماري والذي يبقي على زبائنه والأدوات الإستثمارية التي يستخدمها قيد الكتمان ما أمكن. الصندوق تم تأسيسه بواسطة شخصين, الشخص الأول هو بيتر جي بيترسون((Peter G Peterson أحد قدامى الموظفين في إدارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون  والذي إحتل مناصب في مجلس العلاقات الخارجية ورئيس بنك الإحتياطي الفيدرالي في نيويورك. الشخص الثاني هو ستيفن أ شوارزمان (Stephen A Schwarzman) وهو مليادير مشهور خصوصا بسبب حفلة عيد ميلاده الستون الأسطورية التي أقامها في نيويورك وقبض فيها المغني المشهور رود ستيوارت (Rod Stewart) مليون دولار عن وصلة غنائية مدتها 30 دقيقة.
في سيبتمبر\2012 إقترح مسؤول صيني في حديث لجريدة (China Daily) التابعة للحزب الشيوعي الصيني تدبير هجوم على سوق السندات في اليابان ردا على مساعي غير حميدة لليابان في مسألة الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي. كما أنه بتاريخ 10\مارس\2013 فقد تعرض بنك الإحتياطي الأسترالي لمحاولة قرصنة يقال أن الصين ورائها بهدف الحصول على معلومات متعلقة بقمة (G-20) والتي عقدت في مدينة بريسبان الأسترالية. يشاع على نطاق واسع أن هناك وحدة في الجيش الصيني تسمى وحدة 61398 هي المسؤولة عن تلك النوعية من الهجمات.
الحكومة الأمريكية ليست بأفضل حالا فهي أيضا تمتلك الوحدة تاو(TAO-Tailored Access Operation) والتي تقوم بالتجسس على جهات أجنبية عديدة بالتأكيد من بينها الصين وذالك بإختراق أنظمة الإتصالات والإنترنت. حجم ومدى إتساع العمليات التي تقوم بها تاو أكبر بكثير مما كشفه إدوارد سنودن سنة 2013.
حتى شارع المال والأعمال في الولايات المتحدة وول ستريت(Wall Street) قد بدأ يحسن من موقعه حيث إستضاف بتاريخ يوليو\18\2013 إحتفالية عبارة عن سيناريو لعبة حرب إقتصادية تمت إطلاق إسم (Quantum Dawn 2) بمشاركة 500 شخص يمثلون وكالات حكومية مختلفة.
أحد سيناريوهات الحرب الإقتصادية تدور رحاها بين الولايات المتحدة وإيران حيث أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية وبنك الإحتياطي الفيدرالي قرارا بحرمان إيران من إستخدام أنظمة الدفع التي تعتمد على الدولار الأمريكي. ولكن إيران إستمرت بإستعمال نظام رسائل الدفع (Swift system) والذي تعد بلجيكا مقره الرئيسي حتى نجحت الضغوطات الأمريكية في قطع إيران حتى عن إستخدامه. ولكن الحكومة الإيرانية أوجدت مخرجا يتمثل في التعاون مع الهند وهي مستورد رئيسي للنفط الإيراني لمبادلة النفط بالذهب ثم مبادلة الذهب عن طريق روسيا والصين مقابل الإمدادات الغذائية والبضائع. وحتى مع إغلاق الحكومة الأمريكية لنافذة الذهب التي إستخدمتها إيران فإنها مازالت تحاول إيجاد السبل والوسائل ومنها إيداع عائدات الصفقات النفطية مع الهند في بنوك محلية في الهند حيث يمكنها إستيراد بضائع من التجار الهنود أو قيام مكاتب تجارية هندية بإستيراد البضائع الأجنبية بالدولار الأمريكي لصالح الحكومة الإيرانية والتي تقوم بالدفع لتلك المكاتب بالروبية الهندية من حساباتها البنكية في البنوك الهندية المحلية.
سيناريو اخر لحرب إقتصادية قد يبدأ بتسلل قراصنة المعلوماتية لشبكة إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة وإحداث إضطراب في كمية الإمدادات بما يؤثر على أسعار عقود المستقبليات والمشتقات المالية. ولكن ذالك السيناريو قد يخرج عن نطاق السيطرة ويتطور إلى موجة ذعر تمتد إلى أسواق المال والأسهم.
من الأثار الجانبية للحرب الإقتصادية خصوصا في أسيا هو محاولة الكثير من الدول الإبتعاد عن التعامل مع نظام مالي يهيمن عليه الدولار الأمريكي ومحاولة إيجاد نظام مالي جديد. الصين على رأس قائمة الدول التي تطالب بذالك كما أن روسيا قد ضمت صوتها للصين وحاليا تعمل مع مجموعة دول البريكس على إيجاد بدائل للنظام المالي الحالي خصوصا الدولار الأمريكي و صندوق النقد الدولي.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment