الأحداث الإرهابية التي ضربت بريطانيا سنة 2005 أحدثت عددا من ردود الفعل في دول مختلفة من العالم حيث إختلفت ردة الفعل بإختلاف الدولة. بعض الدول قامت بتعديل قوانين مكافحة الإرهاب بينما دول أخرى قامت بتعديل قوانين التاشيرة والإقامة أو قررت زيادة المراقبة على عدد من المساجد أو حتى إغلاق بعضها أو تسريع وتيرة محاكمة عناصر إرهابية معتقلة لديها وفي بعض الدول كانت ردود الفعل غير مفهومة مثل فرنسا التي رفض أحد وزراء داخليتها منح الجنسية الفرنسية لمهاجر من المغرب العربي لأن زوجته الفرنسية المسلمة لاتذهب لحمامات السباحة المختلطة أو لأنه يرفض مصافحة النساء. في ألمانيا تم تقديم إقتراح بالإعتراف بالعطل الإسلامية وفي بريطانيا هناك محاكم إسلامية تمارس سلطات كاملة حيث سوف نقرأ في القريب العاجل أحكاما بتفريق زوجين بناء على عدم تكافئ النسب. الحكومات الأوروبية وبدلا من تقليم أظافر الجمعيات الدينية المتطرفة وقصقصة أجنحة التيارات المتشددة قامت بعكس ذالك بل يتم منح اللجوء لأشخاص من المشهور عنهم أن لديهم أجندات عنفية لأن حكوماتهم تضطهدهم وتلاحقهم بدون وجه حق وهم بذالك يظنون أن أولئك المتطرفون سوف لن يقوموا بعض اليد التي إمتدت إليهم بإحسان.
أحد أشهر الفضائح التي إنفجرت في بريطانيا سنة 2014 حيث تعرض 1400 طفل مسلم أغلبهم باكستانيون للتحرش الجنسي في الفترة الممتدة 1997-2013 في بلدة روثرهام(Rotherham) ومن قبل أشخاص من التابعية الباكستانية منهم رجال دين وأئمة مساجد وقادة في الجالية المسلمة في المدينة وأصحاب سوابق قاموا بتكوين مايشبه مافيا إسلامية لإغتصاب الأطفال. المحققون البريطانيون كانوا مترددين في تصنيف تلك الجريمة على أساس عرقي حتى لا يتم إتهامهم بالعنصرية.
أحد الأسر البريطانية المسلمة أمنت على أطفالها الثلاثة لأحد رجال الدين من التابعية الأسيوية(Suleman Maknojioa) لتدريس اطفالها القرأن واللغة العربية فتحرش جنسيا بالطفلة وعمرها 11 عاما أثناء إعطائه دروسا دينية. الأسرة قامت بمقاضاته ولكن المحكمة قامت ورغم إدانته قامت بقبول دفاع محاميه(مسلم) بأنه العائل الوحيد لأسرته وأطفاله الستة وزوجته لاتتقن اللغة الإنجليزية وحكمت عليه مع وقف التنفيذ وهو الأن يستلم مخصصات كاملة من الرعاية الإجتماعية مع منزل حكومي لأنه غير قادرعلى العمل في تدريس القرأن واللغة العربية بسبب تلك الفضيحة.
أحد الأئمة المسلمين في بريطانيا (Mohammed Hanif Khan) ويبلغ من العمر 42 عاما وسبق أن تم تكريمه من قبل الأسرة الحاكمة في بريطانيا قد أدين بالتحرش بطفلين أحدهما همره 12 عاما والأخر 15 عاما.
أحد المواطنين البريطانيين تم إبلاغه من قبل طفله بالتحرش به من قبل إمام المسجد الذي يقوم بتدريسه ومجموعة أطفال أخرين القرأن واللغة العربية فما كان من الأب إلا أن قام بواجبه وأبلغ الجهات المختصة فتلقى تهديدات من الجمعية الإسلامية التي يتبع لها المسجد مما إضطره للإنتقال من المنطقة.
الشعوب الأوروبية ترفض التخلي عن نظام الرفاه الإجتماعي الذي تتمتع به على الرغم من إستحالة إستمراره ضمن معدل الولادات الحالي. في ألمانيا على سبيل المثال فإن 30% من الألمانيات هم بدون أطفال وترتفع تلك النسبة إلى 40% بين الألمانيات ممن يحملن شهادة جامعية. وعلى الرغم من ذالك فإن 70% من المواطنين الألمان يعارضون أي تعديلات إضافية على أنظمة الرعاية الإجتماعية وساعات العمل وتأمينات التقاعد ويفضلون فرض المزيد من الضرائب على الأغنياء ولكن 45% من الألمان في الوقت نفسه يوافقون على كون التنافسية أساسية وضرورية للنمو الإقتصادي وذالك تناقض فكيف تكون التنافسية في ظل نظام رفاهية إجتماعية لايقبل التعديل.
إن أغلب المشاكل التي تعاني منها الدول الأوروبية والمتعلقة بالهجرة ومعاشات التقاعد الحكومية على سبيل المثال لها أصل مشترك وهو تناقص عدد المواليد. تخيلوا أنه في المناطق الريفية في شرق ألمانيا هناك مشكلة متعلقة بنظام المجاري من قلة الإستخدام بسبب تناقص عدد السكان حيث يتطلب إجراء التعديلات عليها مبالغ مالية طائلة.
أنظمة المعاشات التقاعدية المتهالكة في أوروبا من الممكن الإستعانة بها كمثال على حالة الإنحدار بسبب المشكلة الديمغرافية حيث أنه في سنة 2050 سوف تشكل 6.5% من الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة مقارنة بألمانيا 16.9%, إسبانيا 17.3%, 24.8% في اليونان.
ألمانيا وهي تعد أكبر قوة صناعية أوروبية والمحرك الأساسي للإتحاد الأوروبي والقوة الإقتصادية التي تقف وراء اليورو تواجه كارثة ديمغرافية وإقتصادية مستقبلية لأنه في المتوسط فإن الألماني يعمل عدد ساعات أقل 22% من نظيره الأمريكي حيث ان أسبوع العمل في الولايات المتحدة يعد 40 ساعة أسبوعيا وقس على ذالك باقي الدول الأوروبية التي يصل أسبوع العمل في بعضها إلى 33 ساعة أسبوعيا.
إن الظروف التي مرت بها الدول الأوروبية في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية وتطبيق مشروع مارشال حيث تكفل التواجد العسكري الأمريكي الدائم في تلك الدول بسبب مايسمى الحرب الباردة بتحرير الميزانية في تلك الدول من الأعباء الأمنية وتحويلها لمايسمى أنظمة الرعاية الإجتماعية والرفاه الإجتماعي. إن من النتائج التي يعدها البعض سلبية لنظام الرفاه الإجتماعي ومايطلق عليه سياسة الضمير والحساسية الثقافية هو معدل بطالة مرتفع وأسلمة المدن الأوروبية. الأوروبيون يعلمون بكل ذالك علم اليقين ولكنهم غير مستعدين في سبيل محاولة تصحيح الأوضاع عن برامج الرعاية الإجتماعية, أسبوع العمل القصير, الإجازات القصيرة والوظيفة المضمونة مدى الحياة.
الصحافية والناشطة اليسارية ستايسي دولي(Stacey Dooley) وفي فيلم وثائقي بعنوان (My Hometown Fanatics) توضح وبالتفصيل كيف قام مجموعة من المتطرفين الإسلاميين بالإستيلاء تدريجيا على بلدتها والتي تدعى لوتون(Luton) وهي تعد بلدة متوسطة حيث بدئوا بالتكاثر والتناسل وفرض شريعتهم التلمودية وقاموا ببناء 30 مسجدا لجالية مسلمة يبلغ تعدادها تقريبا 30 ألف شخص. تلك الفئات الطفيلية والتي يعيش أغلبها على أموال الضمان الإجتماعي ويهتفون في مظاهراتهم ضد بريطانيا التي أوتهم من جوع وأمنتهم من خوف حيث تقوم سياستهم بالزحف على البلدات الصغيرة فالمتوسطة ثم يبدأون في إستهداف المدن الكبيرة وخصوصا العاصمة. أهدافهم فرض هويتهم الثقافية حتى لو بإستخدام العنف حيث يقومون بتخريب اللوحات الإعلانية التي يعتبرونها تخالف تفكيرهم الأعمى ونشر ملصقات في الشوارع أن هذه منطقة إسلامية تطبق أحكام الشريعة وتسيير دوريات دينية خصوصا في مناطق من العاصمة البريطانية. تلك الدوريات أشبه بالعصابات وأعضائها أغلبهم من أصحاب السوابق وممن أمضوا أحكاما بالسجن. كما أن هناك تزايدا في حالات الإغتصاب الجماعي والإبتزاز الجنسي في المملكة المتحدة من قبل تلك النوعية من العصابات والتي تختار ضحاياها خصوصا من القاصرات الذي يلقيهم حظهم العاثر أو يجبرهم على المرور في مناطق تقوم فيه تلك العصابات بالتسكع. كما أن الكثير من تلك العصابات ترسل عملاء لها لإصطياد الضحايا القاصرات في المدارس بعد إنتهاء الدوام المدرسي حيث يتتبع العميل ويكون سنه في الأغلب مماثلا لسن الفتاة الضحية حيث يتبعها ويحاول إعتراض طريقها كأنها صدفة وعقد صداقة معها وإستدراجها لإقامة علاقة ثم إبتزازها لتشغيلها في الدعارة أو حتى إقامة علاقات جنسية مع أصدقائه.
المشكلة في الحساسية الزائدة من التعامل مع تلك النوعية من المشاكل في الدول الغربية. في ألمانيا مأساة أسرة ألمانية كان العالم كله شاهدا عليها بسبب أولئك المختلين عقليا الذين حاولوا إقناع أختين قاصرتين بالإسلام فنجحوا في إقناع واحدة عمرها 17 عاما بينما تمكنت الأخرى من الهروب من عمليات غسيل الدماغ التي يقومون بها لضحاياهم. أقنعوا الفتاة الضحية بالزواج من أحدهم في مسجد محلي بدون إخبار أهلها أو حتى عدم الكلام معهم لأنهم على غير الملة التلمودية التي يؤمن بها أولئك السفهاء والأم المكلومة شاهدت زفاف إبنتها على اليوتيوب. الحكومة الألمانية لم تحرك ساكنا على الرغم من كون الفتاتين تحت السن القانونية حيث العقوبة القانونية تكون في تلك الحالة أو من المفترض أن تكون مغلظة كما يجب أن تعالج المشكلة من الجذور. هناك أشخاص ليس لديهم أي مشكلة في إنتهاك أعراض الفتيات الأوروبيات لأنهم سافرات أو متبرجات وهناك من تم حشي دماغه بفكر متخلف بأنهم سبايا. كما أن هناك من يؤمن بأن الزواج من فتاة عمرها 10 سنين أو 11 سنة هو حق إلهي وأنه لايقوم بأي فعل خاطئ. إن جذور المشكلة هي التي يجب أن يتم تصنيفها في إطارها الصحيح والتعاطي معها وفقا لذالك من قبل الحكومات الأوروبية والجهات المسؤولة عن إندماج المهاجرين حيث بدأت بعض الدول في تشديد شروط الحصول على الجنسبة وتطبيق الهجرة الإنتقائية وتوقيع الراغب بالحصول على الجنسية على أوراق قانونية لها علاقة بإحترامه قوانين وقيم البلد العلمانية وإلا فسحب الجنسية أو الطرد.
هناك من يتعاطى مع الأحداث على أنها حرب على الإسلام من قبل الغرب وهناك من يقول مؤامرة وهناك من يقول بأنها أفعال المسلمين أنفسهم التي جعلت الكثير من الغربيين ينظرون لكل مسلم كمشتبه به حتى تثبت برائته.
لماذا يلوم المسلمون الغرب ولا يلومون أنفسهم؟ لماذا لايعترف رجال الدين بأن الحرب على الإسلام يقوم بها المسلمون أنفسهم بدلا من لوم الغرب والغربيين؟ ألا يعلم أولئك الأوربيون الطيبون هوية القادمين مشيا على الأقدام تلك المسافات الطويلة؟ هل المواطنون الأوروبيون الذين خرجوا لإستقبال اللاجئين المسلمين بكل مايحتاجونه في محاولة لتخفيف الألم الناتج عن رحلة اللجوء الطويلة وركوب المخاطر يشنون بذالك حربا على الإسلام؟ ولكن السؤال الحقيق الأن كيف سوف يرد أولئك اللاجئون المعروف لليد التي إمتدت لهم بإحسان ومعروف؟
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment