Flag Counter

Flag Counter

Thursday, September 24, 2015

نهاية العالم كما نعرفه - كيف يسيئ تجار الدين لصورة العرب والمسلمين في الولايات المتحدة والدول الأوروبية؟

شاهدت مؤخرا صورة من إحىدى الدول الإسكندنافية لمواطنين من سكان تلك البلاد الطيبين يشكلون درعا بشريا حول مسجد يقال أنه معرض للهدم. إذا كان ذالك المسجد مبنيا بالمخالفة للقوانين المرعية فيجب برأي أن يهدم وذالك يشمل أي مكان عبادة لأي طائفة يخالف القوانين التي من المفترض أنها تطبق على الجميع. لست أعلم لماذا يظن المتأسلمون أنهم فوق القانون في بلدان المهجر التي يصلون إليها جائعين خائفين من الإضطهاد ومن الحروب في بلادهم ثم يطالبون بتطبيق نظرية التفوق الديني التي تم حشي دماغهم بها في بلادهم ليل نهار. في فرنسا عندما تم سن قانون يمنع إرتداء الرموز الدينية في المدارس وكذالك في أماكن العمل الحكومية فقد كان ذالك القانون يخص جميع الديانات ولم أسمع غير المتأسلمين يحتجون ويعزفون على نغمة التفرقة العنصرية والعرقية. السلطات الفرنسية إستعانت بفتوى الأزهر التي ذكرت أن النقاب ليس فريضة دينية عند حظر ذالك المظهر العثماني المستهجن بين كثير من المسلمين أنفسهم.
خالف تعرف هو شعار المتأسلمين ولكن على الطرف الأخر في الدول الغربية هناك من يقوم بمحاولة الحد من الهجرة الإسلامية بطريقة تثير الإستغراب حيث تم رفض منح مسلم من بلاد المغرب العربي الجنسية في فرنسا لأن زوجته الفرنسية التي أسلمت لا تذهب للمسابح المختلطة وهي ترتدي الحجاب والجلباب الإسلامي حين خروجها من المنزل. تم تبرير قرار رفض منحه الجنسية أنه يضطهدها بعدم السماح لها بذالك وأن التحريات التي قامت بها سلطات الهجرة الفرنسية أثبتت تلك المعلومة الخطيرة. المشكلة أن وزير الهجرة الفرنسي لم يسأل نفسه عن راهبات الكنائس وهل يذهبن للمسابح ناهيك عن كونها مختلطة أم لا؟
تلك النوعية من التصرفات المستهجنة من قبل مسؤولين غربيين وكذالك تصريحاتهم قد تتسبب بردة فعل معاكسة تدفع الكثيرين للتطرف وإحساسهم أنها فعلا حرب على الإسلام. لا أحد يستطيع أن ينكر وجود تصرفات وقوانين معينة قد ترقى إلى درجة التمييز العنصري ضد المسلمين وإن كنت أظن انها ليست منتشرة بالقدر الذي يحاول المتأسلمون الإيحاء لأتباعهم السذج به.
قضية زواج المثليين تعد موضوع نقاش ساخن ومثال واضح على تلك التصرفات المستهجنة حيث على المسلم أن يقبل بالشذوذ لكي يصبح معتدلا ومندمجا في المجتمع. المشكلة أن إستنكار عدم قبول المسلمين بذالك لا يقابلها إستنكار للديانات الأخرى وخصوصا اليهودية والمسيحية التي تعد تلك التصرفات غير مقبولة وضد القيم العائلية. إزدواجية المعايير هي سمة المفكرين الغربيين المدمنين على مفاهم مثل أسلمة أوروبا والإسلاموفوبيا وأوروبيا حيث يناقضون أنفسهم بخصوص إنخفاض معدل الولادات في بلدانهم بينما يقومون بتشجيع كل التصرفات التي تنتقض من القيم العائلية بل وحتى تعتبر الزواج وتكوين أسرة موضوعا مستهجنا.
المشكلة لها وجهان, الأول المهاجرون المسلمون الذين يرفضون الإندماج ويستمرون بالعيش قرب بعضهم البعض ربما لإقتناعهم مسبقا بأن ذالك يشكل نوعا من الحماية في بيئة يتم حشو أدمغتهم انها عدائية نحوهم. وفي تلك الحالة فإنه من الصعوبة إقناعهم بعكس تلك الأراء العوجاء. وأما بالنسبة للثاني فتلخصها حالة المهاجر إلى فرنسا التي ذكرتها حيث يختصر الكثير من الغربيون مفهوم الإندماج بذهاب نساء المسلمين للمسابح المختلطة وإرتدائهم البكيني.
بعض الكتاب الغربيين اليمينيين المعادين لكل ماهو مسلم يحاولون الإصطياد في المياه العركة بنوعية أسئلة عن المسلمين الذين لم ينتفضوا ضد المجزرة التي تم إرتكابها في إحدى المدارس الروسية في بيسلان؟ كم مسلما إستنكر المجزرة؟ ماهي النسبة المئوية من المسلمين المستعدة لإستنكار تلك الأفعال في العلن؟ كم مسلما على إستعداد للإنضمام إلى مجموعة أو نادي إجتماعي لإدانة تلك الأفعال وأن مرتكبيها لا يمتون للإسلام بصلة؟ كم مسلما ساروا في مظاهرات ضد ماتم إرتكابه في مدريد, لندن ونيويورك؟ كم مسلما مستعد للجهر بأنه لم يهاجر لأمريكا أو أوروبا لتنشئة أسرته وفق مبادئ الأصولية الدينية؟
أحد هؤلاء في حوار على الفيسببوك من خلال أحد الجروبات التي كنت مشتركا فيها وهو من الولايات المتحدة إستنكر عدم السماح للمرأة بتعدد الأزواج وإعتبر ذالك تمييزا فإقترحت عليه وهو كان متزوجا أن يقبل بزواج زوجته مني ومن ثلاثة أو أربعة أخرين فيكون بذالك قدوة بدلا من التنظير ورمي الإتهامات, عندها تهرب من الإجابة بوضوح وأنه كان عنده فضول وتفوه بكلام ليس له أي معنى.
هناك من يستشهد ببعض الحالات كدليل على تغلغل الأسلمة في المجتمعات الغربية. في بريطانيا يقومون بإعادة بناء نصف الحمامات في سجون المملكة بسبب مزاعم سجناء مسلمين أنها تتجه نحو القبلة حيث يقومون بقضاء حاجتهم بطريقة تسبب لهم الإزعاج.
حالة أخرى هي قرار المحكمة العليا في ولاية ماسوشيتس الأمريكية في أن إدارة السجون في الولاية لم تقد تبريرات كافية لرفضها توفير لحوم معينة كالجمل والثيران لسجنائها المسلمين وذالك في مناسبات دينية معينة؟ تثير تلك الحالة إستغراب الكثيرين ومنهم أنا شخصيا فلست اعلم عن أي مناسبة إسلامية تفرض توفير لحوم جمال أو ثيران فيها. هل تذوق أحدكم الوجبات الجاهزة التي يقدمونها للجنود وتدعى(MRES)؟ وهل يستحق سجين الرفاهية التي يحرم منها جندي في ظروف المعركة؟
سوف أتفهم الحالة الاولى فتلك مسألة منطقية وحساسة وناتجة عن سوء تخطيط حيث تم بناء أغلب السجون منذ فترات طويلة وبعضها يعتبر تاريخيا بالنسبة لفترة بنائه ولكن ماذا عن الحالة الثانية؟ هل سوف يتم مثلا في المستقبل بناء سجون خصيصا للمسلمين في الدول الأوروبية؟
تكمن المشكلة برأي الكثير من الكتاب الغربيين في نظام الرعاية الإجتماعية الفاشل خصوصا في أوروبا حيث يستمر الكثير من المهاجرين في تلقي الإعانات الإجتماعية بدون أن يسألهم أحد أن يقوموا بعمل نافع حتى لو كان تطوعيا.
خليفة قبلان أو مايعرف باللقب المضحك خليفة كولون قام بتأسيس خلافته المزعومة في الوقت الذي قضاه يتلقى أموال الرعاية الإجتماعية متعطلا(وليس عاطلا) عن العمل لأنه قد يكون يعتبر تلك الأموال غنيمة حرب ورزقا إلهيا أرسله الله له من غير حساب. ولم يكتفي الخليفة التركي المزعوم بذالك بل قام بالتخطيط لخطف طائرة وقيادتها لتصطدم بضريح مصطفى كمال أتاتورك في تركيا حيث تم ترحيله إلى تركيا إثر تلك المحاولة.
أحمد رسام قام بالتوجه من مونتريال حيث كان يعيش على إعانات الضمان الإجتماعي إلى الولابات المتحدة حيث كان يخطط لتفجير مطار لوس أنجلوس.
عبد الناصر بن بريكا زعيم مجموعة إسلامية في أستراليا ولمدة عشرة سنين لم يقم بأي عمل وكان يعيش على أموال الضمان الإجتماعي والأن هو مسجون بتهم متعلقة بالإرهاب وتتلقى زوجته 50 ألف دولار سنويا من أموال دافعي الضرائب كإعانات إجتماعية.
لسبب غير معلوم تمتلك بريطانيا جاذبية لأمثال هؤلاء كأبو حمزة المصري الذي قاضى الحكومة البريطانية من أجل زيادة أموال الرعاية الإجتماعية التي تتلقاها زوجته بينما هو مسجون بتهمة التحريض على القتل. أبو قتادة وهو وكيل الدعاية لتنظيم القاعدة في أوروبا كان يعيش من أموال دافعي الضرائب البريطانيين حتى إكتشفت الحكومة البريطانية أنه نصاب وفي حسابه في البنك 150 ألف جنيه إسترليني فتم قطع الإعانة عنه.
أنجيم تشاودري(Anjem Choudary) نصاب أخر تفوق على أبو قتادة حيث لا يمل من الدعاء على الكفار الذين يدفعون من ضرائبهم أموال الرعاية الإجتماعية له ولزوجته حتى يتفرغ لتلك المهمة المقدسة. وحين سألوه في إحدى المقابلات على البي بي سي عن السبب في عدم إنتقاله لبلد أخر يحكم بالشريعة الإسلامية, فكانت إجابته: أن الأرض كلها ملك لله. سوف أتفق من ناحية المبدأ مع تلك العبارة ولكني أعلم أيضا أنه في نفس المصادر التي يقتبس منها تشاودري(Choudary) تلك العبارة, هناك أيضا حديث شريف بما معناه أن يحتطب الشخص فيأكل من عرق جبينه خير له من أن يسأل الناس كما يفعل ذالك المشعوذ وأمثاله من الكهنة والمشعوذين ممن يعيشون على أموال الضمان الإجتماعي لدافعي الضرائب الغربيين.
مرتكبي تفجيرات مترو الأنفاق في لندن كانوا أيضا من متلقي أموال الرعاية الإجتماعية والتي بلغ مجموعها أكثر من 500 ألف جنيه إسترليني.
ولكن ماهو تعريف الإرهابي؟
الهجوم على الصحيفة الفرنسية التي نشرت رسوما مسيئة لزعيم تنظيم داعش الإرهابي هو عمل إرهابي من وجهة نظر الغرب ولكن الهجوم الذي أدى لمقتل ثلاثة طلاب مسلمين في جامعة شمال كارولاينا-تشابيل هيل(north carolina at chapel hill) هو جريمة جنائية. إذا إرتكب المسلم أو الأمريكي الأفريقي جريمة في الغرب فإن أصله العرقي كله يتم إدانته وتجريمه. مرتكب مجزرة تشابيل هيل(chapel hill) تم تصنيفه من قبل الكثير من الوسائل الإعلامية وخصوصا الأمريكية على أنه مختل عقليا بينما إذا كان مسلما فهو مصنف كإرهابي أو إذا كان أسودا فهو مجرم خطير يجب زجه في السجون لأنه خطر على المجتمع. ملاحظة بسيطة هي أن المجرم مرتكب الجريمة في تشابيل هيل كان بحوزته أسلحة مرخصة فهل في الولايات المتحدة يتم ترخيص أسلحة للمختلين عقليا؟
هل جميع العرب أو المسلمين أبرياء حتى تتم إدانتهم أم أنهم مدانون حتى تثبت برائتهم؟
يتم نفي صفة الإعتدال عن المسلمين وأنه ليس هناك مسلمون معتدلون أو انهم إذا وجدوا فهم أقلية وليسوا مؤثرين. أي أنه هناك توجه لدى الكثير من الكتاب المحافظين واليمينيين بإستغلال ذالك لتجريم الإسلام ككل.
الإسلام هو الإسلام, المسيحية هي المسيحية, اليهودية هي اليهودية وليس هناك فائدة من تكرار محاولة تجريم أديان بكاملها بسبب أفعال أشخاص كانت نتيجة إنعكاسات البيئة التي عاشوا وتربوا فيها. داعش هي أحد الأمثلة حيث ينتمي إليها الكثير من الدول الغربية من ألمانيا والسويد وبلجيكا ودول كثيرة أخرى ويقومون بأفعال إجرامية لم تكن لتخطر على بال المسؤولين عن محاكم التفتيش في العصور الوسطى فهل شعوبهم كلها مجرمة؟
هل إرتكاب الأفعال الإرهابية والإجرامية من قبل بعض فئات الشعب أو المنتمين لأي دين أو مذهب يبرر تجريم الشعب بكامله أو إدانة دين ووصمه بالدين الإرهابي؟
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment