Flag Counter

Flag Counter

Sunday, September 27, 2015

كيف سوف تختصر تكنولوجيا المستقبل المسافات وتساهم في تطور التعليم في البلدان النامية؟

سوف يساهم التقدم في تكنولوجيا الإتصالات في تغيير الطريقة التي تتفاعل فيها الشركات مع بعضها البعض خصوصا مع خروج تقنيات مثل الترجمة الفورية إلى حيز الإستعمال الفعلي بما سوف يلغي مثلا حاجز اللغة بما يؤدي إلى إختصار التكلفة والوقت اللازم لإنجاز الأعمال والصفقات كما أنه يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وفاعلية التواصل. لن يكون من المستغرب أن تقوم شركة تكنولوجيا فرنسية بإدارة فريق مبيعات من جنوب شرق أسيا, إدارة الموارد البشرية في كندا وفريق من المهندسين في ألمانيا. إن جميع العقبات البيروقراطية التي تقف في أيامنا هذه في وجه مثل ذالك التعاون الخلاق سوف تتم إزالتها أو تصبح غير ذات تأثير على الإنتاجية كالمشاكل المتعلقة بأذونات الإقامة وتحويل الأموال وذالك بفضل الحلول التقنية والإلكترونية.
هناك بعض العقبات التي لن يكون بالإمكان تجاوزها بنجاح كامل كالإختلاف بين المناطق الزمنية والفروقات الثقافية ولكن إستخدام العديد من الأشخاص لمنصات عمل مختلفة بشكل مستمر سوف يقلص تلك الفوارق بشكل كبير ويحسن الإنسيابية.
هناك نسبة كبيرة من الوظائف التي لن تتطلب تواجد الأشخاص في الموقع حيث يمكن أدائها عن بعد بفضل التطور في تكنولوجيا الإتصالات حيث سوف يجد شخص من البرازيل نفسه يتنافس على شاغر وظيفي مع أحد الأشخاص الذي يقيم في ولاية كاليفورنيا. ليس جميع الأعمال سوف يمكن أدائها عن بعد ولكن عددها ونوعها سوف يتجاوز في المستقبل العدد المحدود الذي نفكر فيه حاليا. سوف تكون هناك فرصة كبيرة للأشخاص الذين يعيشون في بلدان نامية بزيادة دخلهم الشهري وتحسين مستواهم المعيشي بفضل إمتلاكهم لتقنيات التواصل التي تمكنهم من أداء مهمات معينة عن بعد بدون الحاجة لتواجدهم في الموقع أو المكان بشكل شخصي. موقع (amazon mechanical turk) التابع لشركة أمازون الشهيرة يقدم فرصة للقيام بمهمات محددة مقابل أجر يتراوح حسب نوع المهمة. ليس من المهم جنسيتك أو إذا كنت تقيم في الولايات المتحدة أو من المسموح لك العمل فيها. تلك هي بعض العقبات التي يمكن إزالتها بفضل تطور قطاع التكنولوجيا والإتصالات والتي تكلمت عنها قبل سطور قليلة.
إن مفهوم المصادر المفتوحة في عهد التطور السريع لتكنولوجيا الإنترنت سوف يعطي فرصة بلا حدود لإكتشاف المواهب حول العالم خصوصا في البلدان النامية. المخترع الكيني أنتوني ميوتا(Anthony Mutua) والذي يبلغ من العمر 24 عاما إبتكر شريحة كريستال رقيقة تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية في حال تعرضت للضغط. المخترع تمكن من في معرض نيروبي للعلوم سنة 2012 من إستعراض كيف يمكن لشخص يمارس رياضة المشي من شحن هاتفه النقال في حال وضعت الشريحة في كعب حذائه. التطبيقات المتعلقة بذالك الإختراع سوف تكون بلا حدود خصوصا أنها دخلت مرحلة الإنتاج الفعلي(Mass Production) مما يعني تخفيض تكلفتها مع مرور الوقت وجعلها أوسع إنتشارا.
لسوء الحظ فإن التوزيع في إستخدام المصادر المفتوحة وتطوير الإختراعات والإبتكارات لن يكون متساويا حيث لن تتمكن فئات كثيرة من الإستفادة من ذالك قبل إيجاد الحلول لعقبات عديدة منها توفر الطاقة الكهربائية وعوامل خارجية عديدة سوف تقف حجر عثرة في طريق الإستفادة الكاملة من التطور التكنولوجي في وسائل الإتصالات والإنترنت.
من الممكن إستخدام التكنولوجيا لتطوير قطاع التعليم ولكن ذالك لن يكون بالسرعة التي يتصورها البعض ولكن المستقبل مشرق والأفق مفتوحة حيث يمكن التغلب على المسافة أو ضعف البنية التحتية المخصصة لقطاع الإتصالات في الكثير من البلدان عبر تزويد الطلاب بوسائل تعليمية عبارة عن فيديوهات تكون محملة مسبقا في كمبيوترات لوحية من الممكن شحنها بالطاقة الكهربائية من خلال إستخدام إختراع شريحة الكريستال التي إخترعها المكتشف الكيني أنتوني ميوتا(Anthony Mutua). إن تسخير التكنولوجيا في تطوير القطاع التعليمي سوف يتغلب على الكثير من العقبات كإنعدام الأمن أو ضعف البنية التحتية أو صعوبة الوصول إلى المقرات الدراسية ولكن ذالك لا يعني إختفاء الشكل التقليدي للتعليم, فما يطلق عليه المدرسة الإفتراضية لن تحل بديلا عن المدارسة التقليدية بل مكملة لها.
حاليا هناك عدد من المشاريع التجريبية في عدد من البلدان النامية التي يتم فيها إستخدام التطور النوعي في تكنولوجيا الإتصالات والإنترنت وذالك في المجال التعليمي كمحو الأمية وتعليم اللغات. أثيوبيا هي أحد البلدان التي تم تجريب تلك المشاريع فيها والمتعلق بتعليم اللغة الإنجليزية بواسطة كمبيوترات لوحية محملة مسبقا بفيديوهات وأدوات تعليمية. النتائج كانت باهرة حيث تمكن الأطفال من تهجئة الأحرف الإنجليزية كاملة وكتابة جمل باللغة الإنجليزية وذالك في شهور قليلة.
بدون التطور في وسائل الإتصالات وتكنولوجيا الإنترنت وتطبيقات المصادر المفتوحة فإن تأثير إستخدامها في بلدان تعاني من ضعف البنية التحتية في تلك المجالات سوف يكون التقدم الذي من الممكن تحقيقه يسير في خطوات بطيئة. ولكن العالم الإفتراضي يقدم للطلاب الراغبين في التعلم فرصا جديدة للإكتشاف والإبداع بشكل مستقل بعيدا عن الطرق التقليدية في التعليم والتي تعتمد على مناهج محددة.
مع بالغ تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment