صدمت حين شاهدت فيديو لأحد مدرسي كلية الشريعة في الجامعة الأردنية أمجد ميرزا قورشة وهي يلقي محاضرة لطلابه حول سوريا أقل مايقال فيها أنها تحريضية وخارج المنهاج التدريسي وفيها خروج على أخلاقيات التدريس. أستغرب تحول الجامعة الأردنية من منبر علمي وثقافي وتنويري إلى وكر للدعشنة من قبل من هم من أمثال ميرزا ممن تعطي لهم المنابر التدريسية والرسمية حيث له برامج إذاعية وتلفزيونية على التلفزيون الأردني. أمجد قورشة يرتدي ثياب الحملان أمام العامة بينما حين يطمئن لعدم وجود الكاميرات فإنه يتحول لذئب ويقوم بنشر فكره التحريضي في مؤسسة رسمية مخالفا سياسة الدولة التي يعمل فيها ويقبض مرتبه منها.
في الأردن والوطن العربي الكثيرين من أمثال أمجد قورشة أيتام ذالك المدعو إبن تيمية والملقب بشيخ الإسلام يحملون فكره التكفيري ضد الأقليات والطوائف. أمثال أمجد قورشة ممن يحلمون بمذابح جماعية لمخالفيهم في الرأي حين قدوم خلافتهم الإسلامية المزعومة التي يتاملون إقامتها على جماجم المسيحيين والدروز والعلويين والإسماعيليين والملحدين وبس.
لنكون صريحين ونرجع لأصل تلك المشكلة وهي إنتشار ذالك الفكر بدون منازع كأساس للفقه السلفي ولاحقا التكفيري الجهادي على الرغم من معارضة الكثيرين أيام إبن تيمية له ولفقه والغمز واللمز من طرفه كونه لم يتزوج وكونه صدرت بحقه وحق تلميذه إبن القيم الجوزية مؤخرا فتاوي من علماء أندونيسيا وهي أكبر بلد إسلامي بأنهم يقولون بالتجسيم وهي من عقائد اليهود كما ذكروها في كتبهم. أين ماقيل في كتب الحديث نقلا عن الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم أن أمتي لا تجتمع على ضلالة؟ كيف يكون إبن تيمية على حق وقد عارضته الدنيا كلها في ذالك الوقت؟ هل الأمة الإسلامية كلها التي عارضته وفكره على ضلالة وهو على صواب؟ ماهاذا التقديس لذالك الشخص وأرائها؟
محاضرة أمجد قورشة تضمنت عددا من المغالطات المتعمدة وتزوير للتاريخ ولكن لمصلحة من؟ ومن هو المستفيد؟
أولى هذه الإفترائات هي أن العلويين وقفوا في صف المستعمرين من التتار والفرنسيين وأي مستعمر ضد المسلمين. بالنسبة لموضوع التتار فهو موغل في القدم ومايحاول أمجد قورشة القيام به هو تنقية التاريخ السني من التهم بالعملة والخيانة والتفريط في بلاد المسلمين وإلصاق التهمة بالأقليات وذالك أمر خطير له عواقبه وتبعاته. سقوط بغداد على يد هولاكو تم من قبل خليفة المسلمين المستعصم وهو سني المذهب والذي رفض دفع رواتب الجند الذي قام الجنرال المسلم سليمان شاه بتجنيدهم على الرغم من قدرته على ذالك والأموال الهائلة التي بحوزته فإنفض السامر وسقطت بغداد وباقي القصة معروفة من حوض الذهب الأحمر المدفون في حديقة القصر إلى الأموال الهائلة التي صادرها هولاكو من قصر الخليفة والتي إستغرب معها إمتناعه عن دفع مرتبات جنده وصرفهم حتى أصبحوا يتسولون على أبواب المساجد إلى جواري وزوجات وخادمات الخليفة الذي إقترب عددهم من الألفين, 750 جارية وزوجة وألف خادمة.
محاولة إلصاق التهمة بالوزير إبن العلقمي تثير عدد من التسائلات التي تنفي الإجابة عنها تلك التهمة مثل, وهل كان المغول وهم من قاموا بتحطيم الإمبراطورية الصينية في سنين قليلة من مساعدة إبن العلقمي لدخول بغداد؟ بالرغم من مما يقال عن معارضة إبن العلقمي لتلك الخطوة, فمن هو المسؤول عن خروج جيش بغداد لمهاجمة المغول خارج أسوارها وقيام المغول بإيقاعهم بالفخ عن طريق تحطيم السدود خلفهم لمحاصرتهم ومنعهم من التراجع؟
هناك الكثير مما يدور حول سقوط بغداد بأيدي المغول وأنصح من يريد الإستزادة من ذالك بقرائة كتاب البرفسور سعيد بن حذيفة الغامدي الباحث في التاريخ الاسلامي أستاذ التاريخ الاسلامي والدراسات الشرقية في كلية الاداب قسم التاريخ جامعة الملك سعود – الرياض-في كتابه ( سقوط الدولة العباسية – ودور الشيعة بين الحقيقة والاتهام) حيث أن الدكتور سعيد الغامدي سافر للكثير من البلدان منها تركيا وإيران وإطلع على الوثائق التي تروي تلك الحقبة التاريخية بلغاتها الأصلية ولم يكن مثل شيوخ ثقافة بول البعير ورضاع الكبير الذين يحكمون على السمع كحكمهم داروين بالإلحاد بسبب كتاب أصل الأنواع على الرغم من أنهم لم يقرأوه بل نسخوا قول قساوسة الكنائس في تلك المسألة.
أما بالنسبة للتعاون مع الفرنسيين فإن من تعاون معهم وتولى عددا من أهم المناصب بمعية المستعمر الفرنسي هو صديقهم الصدوق في سوريا تاج الدين الحسيني وهو سني وأغلب أعضاء الحكومات السورية العميلة التي شكلها المحتل الفرنسي وأعضاء البرلمانات الوهمية هم من السنة بينما كان قادة الجهاد ضد الإحتلال الفرنسي كلهم من الأقليات التي رفضت تقسيم سوريا وأهم ثلاثة هم الشيخ القائد المجاهد صالح العلي(علوي), الشيخ القائد المجاهد سلطان باشا الأطرش(درزي) والزعيم المجاهد إبراهيم هنانو(كردي) حيث إشتعل الساحل السوري وحوران وحلب بالثورة مما خفف الضغط على دمشق نتيجة إضطرار المحتل الفرنسي لسحب عدد كبير من قواته لتلك المناطق.
موضوع أحداث حماة ومن قبلها حلب تناولها أمجد قورشة بطريقة قامت على تبرئة تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي والتغاضي عن مجزرة مدرسة المدفعية في حلب سنة 1979 والتغاضي عن تنظيم مبني على عقيدة معارضة الدولة بحمل السلاح ضدها إن لم تقبل بتسلمه الحكم. في أي بلد في العالم لا تقبل الحكومة بذالك السلوك بل هناك بلدان تمنع حمل الإسلحة بدون ترخيص وتتشدد في منح تراخيص السلاح فما بالك بمجموعة أشخاص يكدسون الأسلحة ويحملونها ويرهبون الناس بها ويقتلونهم ويتصلون بجهات أجنبية تزودهم بالتعلميات والأموال؟ فماذا يتوقع أمجد قورشة أن تكون ردة فعل الدولة تجاههم؟ أن يغادروا الحكم بكل بساطة ليتركوهم يفرضون شريعتهم الظلامية على أحد أقدم حضارات العالم؟
المحاضرة والحق يقال كانت مسلية ومليئة بقصص الخيال العلمي وخصوصا المظليات والمظليين الذين يهبطون في أحياء دمشق ليقوموا بنزع الحجاب وحدث أن مظلية علقت على جدار ولم تتمكن من تحرير نفسها والهبوط على الأرض حيث قامت الجماهير بضرب رأسها بالجدار حتى ماتت. يبدو أن معارف الدكتور بالمصطلحات العسكرية ضعيفة حيث ليس من الضروري أن يهبط جندي المظليات من الجو وهو كغيره يجيد القتال على الارض كأي جندي مشاة عادي. ولكن والحق يقال أنني قرأت عن قصة نزع الحجاب من مصادر أخرى ولكن تلك كانت مجموعة تصرفات فردية إستنكرها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وأمر بوقفها فورا.
أمجد قورشة وأمثاله ينتمون لشيوخ ثقافة بول البعير ورضاع الكبير ونكاح القاصر يتكلمون عن سوريا كأنها ليست بلدا إسلاميا وهو وأمثاله سوف يفتتحونها ليقيموا بها شرع الله. سوريا بلد فيها حرية دينية وأماكن عبادة لكل المذاهب والطوائف بدون تدخل الحكومة في العلاقة بين المواطن وربه ولكن ذالك بعكس مايريده هو وأمثاله من الكهنة والمشعوذين ممن يروجون لثقافتهم الظلامية.
أمجد قورشة يكذب على طلابه ويستغل ضعف ثقافتهم الدينية ومعرفتهم بالتاريخ ليضللهم ويخلق منهم دواعش المستقبل المشبعين بالفكر الضلالي التكفيري الذي يؤمن بذبح المخالف والقتل على الهوية. أين الحكومة الأردنية والوزارات المختصة بمتابعة نشاط أمجد قورشة وأمثاله لتوقفهم عند حدهم وتمنعهم من تسميم عقول الطلبة بدلا من منحهم منابر حكومية من جامعات وتلفزيون وإذاعة وصحف؟
وأريد ان أختم موضوعي بنقطة أخيرة ومهمة, متى يفهم أمجد قورشة وأمثاله أنهم بفقههم الظلامي إختطفوا الدين الإسلامي ولم يبقوا منه شيئا؟ الله غفر لبغي(مومس) من بني إسرائيل لأنها سقت بخفها كلبا عطشا في الصحراء شاهدته يأكل التراب حول البئر من شدة العطش. كما أن الله هو نفسه الذي غفر للبغي قام بإدخال إمرأة مسلمة الجنة بسبب هرة(قطة) حبستها فلم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض. المرأة من بني إسرائيل كانت بغي دخلت الجنة والمرأة المسلمة لم تنفعها صلاتها وإسلامها فدخلت جهنم. متى يفهمون حقيقة وجوهر الدين الإسلامي؟ متى يقرأون سيرة حياة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم كما أريد لها أن تظهر وليس كما أرادوا هم ليبرروا همجيتهم وثقافة الذبح على الهوية؟
رابط الفيديو لمحاضرة الدعشون أمجد قورشة
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment