السلاح الأكثر فعالية هو الذي قد لا يكون تم أبدا إستخدامه. فقط إسأل الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي. إستباقا لقمة مجموعة العشرين التي عقدت في لندن الأسبوع الماضي, ساركوزي هدد بالإنسحاب فجأة من المحادثات إذا لم يتم وضع لجام ضيق على صناديق التحوط كجزء من الجهود المبذولة لمواجهة الأزمة الإقتصادية العالمية. القادة إتفقوا على المزيد من تنظيم عمل صناديق التحوط وساركوزي بقي في كرسيه.
والأن فإنه دور الصين لتظهر أنها ليست بالخصم الضعيف. خلال التحضيرات التي سبقت قمة مجموعة الدول العشرين(G20) زهاو إكسياشوان محافظ البنك المركزي الصيني قام بنشر ورقة بحث يقترح عملات عالمية بديلة كحقوق السحب الخاصة, وهي وحدة صرف مستخدمة من قبل صندوق النقد الدولي لكي يتم الأخذ بعين الاعتبار إحلالها فعليا بدلا من الدولار كعملة إحتياطية عالمية. بينما بعض المسؤولين في واشنطون قد رفضوا الفكرة لأنها غير واقعية, فإن القادة الصينيين قد قاموا بإتخاذ عدة خطوات لإظهار عدم رضاهم عن هبوط قيمة الدولار نتيجة معاناة الولايات المتحدة من نسبة عجز ضخمة لدعم إقتصادها المتداعي ونظامها المالي.
خلال الأسبوعين الماضيين, قامت الصين بتوقيع إتفاقية مقايضة عملات بمايعادل قيمة ٢ مليار دولار بينها وبين أندونيسيا والأرجنتين والتي تسمح لشريكي الصين التجاريين بتجاوز الدولار كوسيط في عملية المبادلة. وتوالت الصفقات المماثلة التي قامت الصين بإبرامها خلال الستة أشهر الماضية مع ماليزيا, هونج كونج وكوريا الجنوبية. القيمة مجتمعة لعمليات المقايضة تلك - والتي لشركاء بنك الصين المركزي التجاريين ببيع اليوان للمستوردين المحليين لشراء البضائع الصينية, بمائة مليار تقريبا.
الإتفاقيات كانت خطوة غير عادية للصين التي كانت تاريخيا تستخدم الدولار للقيام بتجارتها الخارجية. ولكن بما أن ٧٠% من مبلغ ٢ تريليون من العملات الأجنبية تحتفظ به بالدولار الأمريكي, فإن الصين تبحث عن بعض الوسائل للتنويع. أهتمام بيجين الرئيسي حتمية إصابة الدولار بالضعف, تأكل قيمة موجوداتها نظرا لنمو عجز الموازنة الأمريكية والذي من المتوقع أن يتضخم لأكثر من ١.٧٥ تريليون دولار سنة ٢٠٠٩, بما يعد أكبر كمية من الدين كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي وذالك منذ الحرب العالمية الثانية. " إن ذالك يعد قمة جبل الجليد " جوزيف تان محذرا, كبير إقتصاديي أسيا في الخدمات المصرفية الخاصة سويس الإئتمانية. " لا تبدو واعدة بالنسبة للدولار "
كان هناك متاعب أخرى مؤخرا بالنسبة للتجارة المعتمدة على الدولار. عندما بدأت المؤسسات المالية الأمريكية مثل أي أي جي(AIG) وليمان بروثرز(Lehman Brothers) بالتفكك سنة ٢٠٠٨, أسواق المال العالمية أصبحت مضطربة بشدة حيث أصبح القيام بأي تجارة بالدولار الأمريكي مكلفا جدا. " والذي عجل(بإتفاقية المبادلة الصينية) هو إنهيار ليمان بروثرز والمخاوف بخصوص تمويل التجارة في ذالك الوقت " يقول جوحنا تشا, الإقتصادي الإقليمي في سيتي جروب هونج كونج. " إذا كان الدولار متقلبا بشدة فسوف تكون عملية التحوط أكثر كلفة " .
إتفاقيات المبادلة التي أبرمتها الصبن تجنبت كل تلك المشاكل. محل ملابس ماليزي, على سبيل المثال, يقوم بشراء قمصان وملابس من الصين يستطيع الأن إستخدام العملة المحلية الرينجيت لدفع قيمة مشترياته لأنه لم يعد بحاجة لأن يدفع للبنك رسوما ليقوم بتحويل الرينجت إلى دولار, تكلفة الصفقات أصبحت منخفضة. وبالمثل, فإن شركة صينية تقوم بشراء زيت النخيل من ماليزيا تستطيع القيام بالشراء بإستخدام اليوان.
هناك عيوب بارزة للشركات التي تتخذ ذالك الطريق, على الرغم من ذالك. الشركة الماليزية التي تقبل اليوان كدفعات سوف يكون لديها أسباب قليلة لتحتفظ بتلك العملة, والتي ليست قابلة للتحويل بشكل كامل. " حتى لو كنت تمتلك اليوان من خلال عمليات المبادلة تلك, فماذا سوف تفعل بها؟ " يسأل مارك ماثيو, مخطط إستراتيجي يعمل لصالح فوكس-بيتيت-كيلتون للأوراق المالية(Fox-Pitt Kelton Securities) ومركزه في هونج كونج. الذي يمتلكون اليوان يستطيعون إستثمار الفائض من مدخراتهم في الأوراق المالية الصينية, ولكن لحد معين. الحكومة الصينية صرحت بتاريخ ديسمبر ٩ أنها سوف تضاعف ثلاث مرات كمية الأوراق المالية المحلية التي سوف يكون الممولون الأجانب مؤهلين لشرائها إلى ٣٠ مليار. ولكن مليارات الدولارات يمكن أن يتم إمتصاصها من خلال سندات الخزينة الأمريكية, والتي لا يوجد حد بخصوص تملك الأجانب لها.
ليس مفاجئا أن إتفاقية اليوان قد أظهرت ردود فعل غير مبالية من قبل القطاع الخاص. إنتل والتي هي أكبر مصنع لأشباه الموصلات لديها مرافق تصنيع في كل من ماليزيا والصين. لكن حتى الأن, إنتل لم تستخدم إمكانية مبادلة العملات التي تم وضعها قيد التنفيذ بين الصين وماليزيا. معظم تجارة إنتل الداخلية مازالت تتم بالدولار, وفقا لتشنج تشنج المدير التنفيذي في إنتل لشؤون الشركات ومقره بينانج. ووفقا لسيتي جروب تشوا, شركات في كوريا الجنوبية, والتي كانت من أول الموقعين على إتفاقية مبادلة العملات مع الصين, فقد رفضت حتى الأن الإستفادة منها. في الواقع, حتى لو تم إستخدامها, فإن قيمة الإتفاقية ٢٦ مليار دولار قد تستوعب فقط جزءا بسيطا من التجارة بين كوريا الجنوبية والصين والتي بلغت بمجملها مبلغ ١٦٨ مليار دولار سنة ٢٠٠٨.
ولذالك فما هو دافع الصين لتصدر كل تلك المبادلات؟ " إنها خطة طوارئ في حالة إنهيار الدولار " يقول فوكس-بيتيت كيلتونز ماثيو. " إنها طريقة لإستمرار التجارة مع شركائها التجاريين الرئيسيين.تحليل أخر يذكر أن الصين تحاول فرض نفسها عل الساحة التجارية العالمية من خلال الأقوال لا الأفعال وجعل اليوان عملة عالمية. " أيضا طريقة واحدة لتصبح لاعبا, كما يعلم الجميع, هي بالتهديد أن تترك اللعبة "
إنتهى
المصدر: مجلة التايمز
عنوان الموضوع:
China Takes a Small Step Away from the Dollar
By Neel Chowdhury / Singapore Monday, Apr. 06, 2009
No comments:
Post a Comment