Flag Counter

Flag Counter

Monday, December 18, 2023

ماهي أسباب إختيار الأناجيل الأربعة في العهد الجديد من الكتاب المقدس؟

إنَّ أحد أهم الأسئلة حول تاريخ المسيحية القديمة والتي لايوجد عليها إجابة واضحة: ماهو سبب إختيار الأناجيل الأربعة حصريا حتى تكون ضمن كتب العهد الجديد من الكتاب المقدس والذي يتألف من ٢٧ كتابا؟

في البداية فإنَّ كلمة إنجيل تعني البشارة, أربعة أناجيل وأربعة بشائر: متى, مرقس, لوقا ويوحنا. متى ويوحنا هما فقط من حواريي يسوع المسيح بينما مرقس كما في التقليد الكنسي كان مرافق الحواري بطرس ولوقا(الطبيب) كان من المقربين من شاول الطرسوسي(بولس) و مرافقا له في أسفاره. الأناجيل الثلاثة (متى,مرقس,لوقا) يطلق عليها الأناجيل الإزائية بسبب الروايات المشتركة المتشابهة حيث يمكن مقارنتها بسهولة بينما يقف إنجيل القديس يوحنا منفردا من خلال بعض الروايات والمعجزات التي لم يرد ذكرها في الأناجيل الإزائية.

وقد يرى بعض المختصين في الكتاب المقدس وتاريخ المسيحية القديمة أنَّه ليس هناك سبب واضح في إختيار الأناجيل الأربعة من بين مئات من الكتب الأخرى إلا أن يكون التقليد الكنسي. إن أول مناسبة ورد خلالها أسماء الأناجيل الأربعة كانت سنة ١٤٠م حيث كانت المخطوطات تحتوي على الأناجيل بدون فواصل أو أسماء المؤلفين وأول قائمة قانونية ضمت كتب العهد الجديد كانت سنة 180م وذلك ردا على بدعة مرقيون وكان عددها 27 كتابا.

ولكن لماذا انتظرت الكنيسة أو المسيحيين أو آباء الكنيسة الأوائل كل تلك السنين حتى تظهر أسماء مؤلفي الأناجيل أو يضعوا قائمة قانونية بأسمائها؟

هناك أمر مهم آخر لابد من التحدث عنه وهو هل الإختلافات بين الأناجيل أو التناقضات كما يصفها البعض يمكن إعتبارها عملية تطور تاريخية طبيعية للعقائد المسيحية؟ وأين موقع مؤلف إنجيل القديس يوحنا من ذلك؟

أما بالنسبة الى إجابة السؤال فهي قد تكون أنَّ إنتشار الأمية حيث كان عدد قليل من الأشخاص يعرفون القرائة والكتابة وعدد أقل لديهم الإطلاع والمعرفة الأدبية من أجل كتابة الأناجيل وهي بلا شك مؤلفات أدبية رفيعة مكتوبة بأسلوب ولغة لايمكن إلا أن يكون المؤلف شخص ذو تعليم عالي ومعرفة باللغات والأداب اليونانية. إنَّ حواريي المسيح كانوا أشخاصا من أشباه الأميين حيث كانوا يعملون في مهن بسيطة ومتواضعة مثل صيد الأسماك أو موظفين حكوميين يجمعون الضرائب وهي كانت مهنة القديس متى أو لاوي بن حلفي مؤلف إنجيل بإسمه ولكن ذلك موضع شكوك متعدِّدَة. وحتى لو افترضنا كتابة حواريي المسيح الأناجيل(متى, يوحنا) سوف يكون السؤال: من أين لهم العلم والمعرفة التي تجعل من الممكن كتابة لتلك الأناجيل؟ أين نسخة إنجيل القديس متى التي كتبت باللغة العبرية؟ وماهو مصدر قصة الميلاد العذري في إنجيل القدس يوحنا؟

المسيح بدأ في دعوته بإعلانها حصريا في بني قومه اليهود وأخبر تلاميذه أنه لم يرسل إلا الى خراف بني إسرائيل الضالة(مت ٢٤:١٥) وأن لا يدخلوا الى مدن السامريين(مت ٥:١٠) ولكنه في مواقع أخرى طالبهم بأن يبلغوا الإنجيل الى الخليقة كلها والى جميع الأمم(مر ١٥:١٦) و (مت ١٩:٢٨). إن ذلك أحد المسائل الإشكالية التي تتطلب تفسيرا حيث أنه لو افترضنا أن تاريخ كتابة إنجيل القديس مرقس هو سابق إنجيل القديس متى, كيف نفسر ذلك التناقض؟ ولو كان العكس صحيحا, كيف يمكن أيضا تفسيره في إطار ذلك؟ هل من المعقول أن المسيح أرسل تلاميذه من أجل تبشير جميع الأمم ثم لم يستجيبوا فانكفأ في دعوته الى اليهود أو الخراف الضالة كما أطلق عليهم؟ أم أن الأدق والأكثر صحَّةً أنَّ اليهود لم يستجيبوا وعندها أوصى تلاميذه بأن يكرزوا بالإنجيل في جميع الأمم؟

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment