Flag Counter

Flag Counter

Saturday, December 9, 2023

كيف تنهب الولايات المتحدة العالم بطريقة حضارية؟

 كان العجل الذهبي ومازال رمز الطمع والجشع وهي صفات تميُّز اليهود عن غيرهم من شعوب العالم وذلك ليس من معاداة السامية بل في التوراه, الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم). الله جل جلاله أرسل الى بني اليهود ربما ألف نبي منهم موسى عليه السلام, زكريا ويحيى عليهما السلام وعيسى عليه السلام ولكنهم قتلوا الكثير من الأنبياء وذلك لقب أطلق عليهم, قتلة الأنبياء. 

مدينة نيويورك التي لا تنام حيث هناك تمثال العجل الذهبي في شارع وول ستريت والذي يدور الحديث عنه أكثر من أي شارع آخر في العالم وحيث هناك مكاتب البنوك, صناديق التحوط والشركات الاستثمارية العابرة للقارات. اليهود أو حتى أكون أكثر دقة المرابون(المصرفيون) الدوليون هم ملوك مدينة نيويورك والتي منها يحكمون الاقتصاد العالمي وبالتالي يحكمون العالم. بنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي يقع مقره الرئيسي في مدينة نيويورك ويسيطر من خلال ذلك المقر على جميع فروعه الأخرى البالغ عددها ١٢ فرعا.

كان تأسيس بنك الاحتياطي الفيدرالي سنة ١٩١٣ نقطة محورية في مساعي المربين الدوليين من أجل السيطرة على الإقتصاد العالمي وتأسيس حكومة عالمية. إن مهمة البنك وهو مؤسسة خاصة وليس حكومية هي كما تصفها وسائل الإعلام بأنها الملجأ أو الملاذ الأخير من أجل توفير السيولة النقدية للبنوك في حال وقوع أزمات اقتصادية قد تؤدي الى انهيار الاقتصاد في الولايات المتحدة وبالتالي العالم. هناك حدثان مهمان لا يمكن أن نفصلهما عن تاريخ تأسيس البنك وهو فرض قانون ضريبة الدخل لسنة ١٩١٣ والحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٤.

الولايات المتحدة قدَّمت ومن أموال دافعي الضرائب القروض الى حلفائها الأوروبيين حيث حقَّقَ المصرفيون الأمريكيون وعلى رأسهم جي بي مورغان أرباحا خيالية. لجنة تحقيق من الكونغرس الأمريكي كشفت سنة ١٩١٢ أن جي بي مورغان كان يسيطر بطريقة غير مباشرة على ١١٢ شركة أمريكية وتقدَّرُ ثروته ٢٢ مليار دولار أمريكي وذلك حتى قبل ظهور بنك الإحتياطي الفيدرالي الى الوجود. القروض التي قدمتها كانت بضمان السبائك الذهبية التي إنتقلت من الدول الأوروبية الى خزائن بنك الاحتياطي الفيدرالي والحكومة الأمريكية. الولايات المتحدة كانت لا تقبل مقابل صادراتها من الأسلحة والذخائر الى حلفائها الأوروبيين إلا الذهب.

هناك مقولة شائعة بأنه لا يمكن حصول الحروب دون وجود البنوك المركزية وتلك قد تكون صحيحة نوعا ما ولكن ليس الى درجة مطلقة والتاريخ يتحدث عنه نفسه. ولكن حرب عالمية بدون دور رئيسي للبنوك المركزية, ذلك غير ممكن. ولذلك فإن التصريح بأن الحرب العالمية الأولى والثانية بدون وجود بنك الإحتياطي الفيدرالي غير ممكنة الحدوث فإنه على صواب في آرائه.

الحروب لاتقع هكذا فجأة ولكنها في حاجة الى مقدمات, أزمة اقتصادية عالمية على سبيل المثال. بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع سعر الفائدة سنة ١٩٢٩ في الوقت نفسه الذي كانت المؤشرات تشير الى حالة كساد اقتصادية سببها نقص المعروض من النقود وهي لعبة اعتادت على ممارستها البنوك المركزية. وعندما تكون المؤسسة المالية المعنية هي بنك الإحتياطي الفيدرالي, تصبح عندها الأزمة عالمية. إنَّ تصاعد التيارات الفاشية والعنصرية في أوروبا كان سببها أزمة ١٩٢٩ حيث وصل الى السلطة في ألمانيا زعيم الحزب النازي أدولف هتلر و زعيم الفاشية في إيطاليا بينيتو موسوليني وفي إسبانيا الجنرال فرانشيسكو فرانكو. الحرب الأهلية الإسبانية(١٩٣٦-١٩٣٩) كانت فرصة من أجل ممارسة حرب عالمية مصغرة حيث قدمت ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية الدعم الى القوميين بقيادة فرانكو والجمهوريين الذي كانوا عبارة عن خليط من الشيوعيين والاشتراكيين والأناركية الفوضويين وكانت تتلقى الدعم من الإتحاد السوفياتي.

الحرب العالمية الثانية كانت نتيجتها زيادة نفوذ أنصار العجل الذهبي من المصرفيين(المرابين) الدوليين من خلال إتفاقية بريتون-وودز الى تضَمَّنت إنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وهيئة الأمم المتحدة بديلا عن عصبة الأمم المتحدة وإنسحاب بريطانيا لاحقا من فلسطين وإنهاء إنتدابها حيث تم الإعلان عن تأسيس دولة الإحتلال الصهيوني. كما نصَّت الإتفاقية على إعتماد الدولار عملة إحتياط عالمي حيث يطبع بنك الإحتياطي الفيدرالي الدولار ويشتري العالم مقابل لاشيئ تقريبا.

الولايات المتحدة تنهب العالم حضاريا وفي الدول التي لديها قانون عادل يساوي بين كبار اللصوص وصغارهم في المحاسبة والمساءلة خصوصا مزوري العملة ولكن في الولايات المتحدة, تمتد أيدي المصرفيين الى جيوب المواطن وهو ينظر اليهم مبتسما. كمان أنَّ طباعة الدولار الأمريكي خارج سلطة بنك الإحتياطي الفيدرالي تعتبر جريمة تزوير عملة ولكن البنك يطبع النقود هكذا, من الهواء. الدولار الأمريكية لا يستند الى أي عملة من العملات ولا الذهب أو الفضة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment