Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, June 1, 2022

صفحات من التاريخ الأسود للإخوان المسلمين

إنَّ العلاقة بين تنظيمات الإسلام الراديكالي ودول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا بدأت مع بداية تأسيس تلك التنظيمات حيث يعتبر تنظيم الإخوان المسلمين وأفكاره المتطرفة هي المنبع الذي تغذَّت منه جميع تنظيمات الإسلام السياسي في وقت لاحق. سنة ١٩٢٨م, قام شاب مصري يدعى حسن البنا بتأسيس تنظيم الإخوان المسلمين في مصر وتم بناء أول مسجد تابع للجماعة في مدينة الإسماعيلية من خلال تبرع بلغ ٥٠٠ جنيه مصري قدَّمته شركة قناة السويس البريطانية. الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس كانت مهتمة بقناة السويس الإستراتيجية لأنها كانت تعتبر الطريق الأسهل والأقصر الى الهند درة التاج البريطاني ولذلك تم إعلان تأسيس الجماعة ليس في القاهرة حيث الظروف الطبيعية تفرض ذلك باعتبارها العاصمة والمدينة الأكثر كثافة سكانيا, ولكن في الإسماعيلية إحدى مدن قناة السويس.

بريطانيا العظمى كانت تشعر بأن رياح التغيير قادمة لا محالة خصوصا مع تصاعد المشاعر القومية المناهضة للاحتلال البريطاني في مصر وبسبب ذلك كانت تسعى إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة حتى بعد رحيل قواتها والذي كان مجرَّد مسألة وقت. جماعة الإخوان المسلمين قامت بخدمة الأجندات البريطانية خلال تلك المرحلة الحرجة من تاريخ مصر. ولكن لأن تمويل الجماعة عن طريق بريطانيا كان يمثل مشكلة دينية ووطنية للجماعة ومؤسسها الشاب ومن ثم كان القرار تمويل الجماعة بواسطة عبد العزيز آل سعود في أرض نجد والحجاز(السعودية) حيث كانت بريطانيا تدفع لآل سعود وهو بدوره يدفع الى حسن البنا الذي كان يزور السعودية بإنتظام كما ذكر الدبلوماسي الأمريكي هيرمانن ايلتس الذي التقاه في منزل نائب وزير المالية الشيخ محمد سرور.

كان الإخوان المسلمون أكثر عداوة للقوميين والشيوعيين في مصر من البريطانيين أنفسهم وكانوا موالين للنظام الملكي. قام الإخوان في البداية بتأسيس مايشبه نظام الكشافة في وقتنا الحالي ثم إنتقلوا الى تأسيس الحرس الخاص والذي كانت العضوية فيه سرية للغاية ويضم أكثر العناصر إخلاصا للجماعة ويأخذون الأوامر من حسن البنا شخصيا والذي كان شخصية براغماتية متلوِّنة يعتنق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. براغماتية حسن البنا جعلته ينقلب على النظام الملكي عندما أصبحت الوقائع على الأرض تشير الى أنه ساقط لا محالة وأصبح مؤيدا تنظيم الضباط الأحرار ورئيس التنظيم جمال عبد الناصر. أنور السادات كان عضوا في تنظيم الضباط الأحرار وفي الوقت نفسه عضوا في جماعة الإخوان المسلمين وكان صلة الوصل بين الجماعة والتنظيم. كما أنه يشاع على نطاق واسع أن جمال عبد الناصر نفسه إما أنه عضو في التنظيم أو مقرب منهم.

الإخوان المسلمين انقلبوا على الملك فاروق وقاموا بإغتيال رئيس الوزراء النحاس باشا وحاولوا خلق الاضطرابات في مصر والاستيلاء على الحكم بواسطة ميليشيات الحرس الخاص وميليشيات مسلحة تم إرسالها الى فلسطين ظاهريا من أجل قتال العصابات الصهيونية ولكن الهدف الحقيقي كان إكتساب خبرة قتالية من أجل الإستيلاء لاحقا على الحكم في مصر. الملك فاروق بدوره حظر التنظيم وقبض على قياداته وعدد كبير من أعضائه وقام أعضاء في البوليس السري المصري باغتيال حسن البنا أمام مقر الجماعة في القاهرة سنة ١٩٤٩. كما أنَّ الإخوان المسلمين إنقلبوا لاحقا على الزعيم المصري جمال عبد الناصر وحاولوا إغتياله سنة ١٩٥٦ فيما عرف بحادثة المنشية في مدينة الإسكندرية. وقد كان أنور السادات عضوا في جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم الضباط الأحرار في الوقت نفسه وكان صلة الوصل بين الجماعة والتنظيم. كما أنه يشاع على نطاق واسع أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر إما أنه كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين أو على الأقل مقرباً منهم.

تجارب الحكم والسياسة في عدد من البلدان التي وصل الى كرسي الحكم فيها تنظيم الإخوان المسلمين أثبتت فشلهم وعدم وجود أي برنامج اقتصادي, إجتماعي وسياسي على قائمة أولوياتهم بالطبع مع إستثناء إطالة اللحية وحف الشارب, النقاب والحجاب والجلباب وتقصير الثوب للرجال. الأولوية كما شاهدنا في مصر كانت التمكين للجماعة في جميع مفاصل الدولة خصوصا الجيش والتخلي عن سيناء من أجل توطين فلسطينيين من قطاع غزة  بالاتفاق مع الولايات المتحدة والاستقواء بالتنظيمات الإرهابية على الشعب المصري. في السودان حكم تنظيم الإخوان المسلمين من خلال انقلاب عسكري سنة ١٩٨٩ قام به ضابط في الجيش هو عمر حسن البشير والنتيجة تقسيم السودان الى شمال وجنوب, حرب أهلية في دارفور وتدهور الحالة الإقتصادية حتى أن سعر صرف الدولار كان ٢ جنيه سوداني وأصبح ٢٠٠٠ جنيه في عهد حكم الإخوان المسلمين.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment