كنت أعتقد أنني انتهيت من الكتابة حول أزمة فيروس كورونا ولكن هناك دائما معطيات جديدة ومعلومات جديدة تظهر بشكل مستمر. فقد أصبح من الواضح أن أزمة كورونا تحولت الى بقرة حلوب تدِرُّ على كثير من الجهات أموالا طائلة وأنه بسبب ذلك لايبدو أن الأزمة في طريقها الى الزوال في القريب العاجل. هناك شركات الأدوية التي تكسب مليارات من اللقاحات وهناك شركات صناعة المستلزمات الطبية وحتى المتاجر الصغيرة ضاعفت أسعار بضائعها خصوصا منتجات النظافة الشخصية ومناديل المرحاض. القضية تحولت الى سيرك مفتوح وقصة للتندر في المجالس الخاصة إن سمحت الظروف بإنعقادها.
ولقد بشَّر المسؤولون ومنظمة الصحة العالمية وشركات الأدوية وأطباء بأن الجائحة سوف ترحل عن البشرية بعد أن يتم إنتاج اللقاحات ولكن القضية اخذت أبعادا سياسية. فقد كانت الصين وروسيا من أوائل الدول التي أنتجت لقاحات فيروس كورونا ولكن وسائل الإعلام الرئيسية خصوصا في الولايات المتحدة رفضت تلك اللقاحات ووصفتها بأنها غير أمنة وأنها لم تستوفي الشروط الضرورية وجميع مراحل الإختبار. لقاح شركة فايزر الذي تم الإعلان عنه يوم إعلان فوز جو بايدن بإنتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 وصف بأنه أمن وتم الترويج له في وسائل الإعلام المختلفة. المثير للاستغراب تزايد عدد الوفيات ومن يصابون بأعراض جانبية مزمنة بسبب لقاح شركة فايزر ولكن الشركة تنفي أي علاقة بين لقاحها والوفيات. الدانمرك علَّقت إستعمال لقاح أكسفورد-أسترازينيكا لمدة 14 يوما من أجل التحقق من أعراض جانبية مميتة عبارة عن جلطات دموية. حتى الهند انضمت الى حفلة اللقاحات عبر موافقة طارئة على لقاح كوفاكسين الذي يتم إنتاجه في الهند.
ولكن بدلا من إنفراج الأزمة بسبب بداية التطعيم وإنتاج اللقاحات, اتجهت أزمة فيروس كورونا الى التعقيد. المسنون البريطانيون يرفضون لقاح شركة فايزر ويفضلون لقاح جونسون آند جونسون الذي تنتجه شركة يانسن أو لقاح أكسفورد-أسترازينيكا. بينما الصين التي أنتجت لقاحين مختلفين من شركة سينوفاك وسينوفارم تخطط من أجل استيراد ملايين الجرعات من اللقاح الذي تنتجه شركة فايزر. ويمكن وصف المشهد بأنه كارثي, فوضوي أو عبثي, لا يهم حيث وصلت السلالات الجديدة من كورونا مع بداية إنتاج اللقاحات وحملات التطعيم. لقد تحول الأمر الى مايشبه الإستعراض, سلالة برازيلية أو بريطانية أو من جنوب إفريقيا أو حتى في اليابان, يبدو أن هناك سلالة جديدة قد ظهرت. وحقائق أخرى بدأت تتكشف عن اللقاحات منها أن يجب أن يتم تلقيها سنويا وأن اللقاح لايوفر للمتلقي الحماية مدى الحياة وبعض اللقاحات قد لا تكون فعالة ضد السلالات الجديدة. رئيس شركة فايزر رفض تلقي لقاح شركته بسبب مزاعمه حول معايير أخلاقية وإعطاء الأولوية للأخرين.
الطبيب العراقي المختص في المناعة ماجد العاني حذَّرَ من اللقاحات وذكر أن فيروس كورونا هو عبارة عن فيروس ضعيف ولا يستحق حالة الهلع والخوف. كما ذكر أن البروتوكولات العلاجية المعتمدة خاطئة وهي السبب الرئيسي في زيادة نسبة الوفيات خصوصا في العراق. الدكتور العاني قام بتصميم بروتوكول علاجي نجح في خفض الوفيات بنسبة لافتة للنظر. البروفيسور سيمون مساكاشفيلي من معهد أمراض القلب في موسكو تحدث في برنامج رحلة في الذاكرة للإعلامي خالد الراشد أنه نجح في علاج حالات الكورونا المستعصية بنسبة وفيات 1% وأن نسبة 2% من مرضاه تم كانوا يحتاجون الى جهاز تنفس صناعي. طبيب عراقي أخر هو ماجد اللامي أثار الكثير من اللغط بسبب قيامه بالعمل في علاج مرضى كورونا دون حتى أن يرتدي كمامة ولم يصاب بالفيروس. ورغم أنني أختلف مع الدكتور اللامي حيث ثبت أن بعض الأشخاص من الممكن أن يصابوا بالفيروس بدون أعراض ولكنهم مازالوا يعرضون الآخرين للإصابة. ولكن تلك وقائع يتوجب أخذها بعين الإعتبار حيث تبين أن أقل نسبة وفيات مرضى كورونا هي من نصيب الأطباء الذين يتجنبون إتباع بروتوكولات منظمة الصحة العالمية. الدكتور ماجد العاني تسائل عن إعطاء مرضى كورونا في العراق أدوية كورتيزونات مثل ديكساميثازون والتي تعتبر مثبطة لجهاز المناعة بينما من المفترض القيام بعكس ذلك, تعزيز جهاز المناعة. البروفيسور سيمون مساكاشفيلي رفض هو الآخر بروتوكولات منظمة الصحة العالمية وقام بإعطاء مرضاه باراسيتامول ومضادات تخثر والنتيجة كانت خفض الوفيات في الحالات التي يعالجها الى 1%.
وبعيدا عن نظرية المؤامرة وما يتضح من أراء الكثير من المختصين أن فيروس كورونا صناعة مخبرية وليس طبيعيا. فقد ذكر بعض الأطباء ومنهم الدكتور ماجد العاني أن وبدلا من انكفاء فيروس كورونا خلال فصل الصيف إلا أنه إزداد إنتشاره بعكس المتوقع من عائلة فيروسات كورونا ومنها فيروس الإنفلونزا الموسمية. الدكتور أديب الزعبي وفي لقاء مع قناة سكاي نيوز عربية ذكر أن النظرية القائلة أن الخفاش مصدر الفيروس هي باطلة. فقد تم إكتشاف حالات وفاة سببها مرض كوفيد-19 في عدة دول أوروبية قبل ظهورها في ووهان في الصين بفترة زمنية طويلة. سبب آخر دفع الدكتور الزعبي الى الإعتقاد بأن فيروس كورونا هو صناعي هي تركيبته الوراثية حيث يتكون من 28 ألف وحدة مادة وراثية بينما فيروس الإنفلونزا يتكون من 9 آلاف وحدة وراثية بالإضافة الى 6 بروتينات من أصل 15 غير معرَّفة على المستوى العلمي.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment