لماذا تقامر إيران في مهاجمة منشآت نفطية سعودية؟
إن ذلك عنوان موضوع نشره موقع البي بي سي على الإنترنت وقد ذكرت بعض النقاط المهمة وتم تجاهل بعضها الآخر. النقطة الأولى هي تخبط الإعلام الحكومي السعودي والإعلام الموازي(الغير رسمي) في إلقاء اللوم في الهجمات الأخيرة على العراق أو إيران أو الحوثيين في اليمن أو حتى أن مصدر الهجمات خلايا حوثية أطلقت الصواريخ والمسيرات من داخل الأراضي السعودية. على الرغم من تبني جماعة الحوثيين في اليمن تلك الهجمات, إلا أن إيران هي المسؤولة, أو تلك الرواية التي يريد الإعلام من الجميع أن يصدقها. عشرات المليارات من الدولارات وأكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدما فشلت في منع الهجمات على منشآت حيوية داخل الأراضي السعودية, السلاح الأمريكي فاشل, مجرَّد خردة. وحتى إطلاق الهجمات من داخل الأراضي السعودي يعني فشلا أمنيا بكل المعايير والمقاييس حيث يعني ذلك أن كل تلك القوات والمعدات التي تم حشدها للمساهمة في عاصفة الحزم قد فشلت في تأمين الحدود وأن جماعة الحوثي قادرة على تهريب عشرات الصواريخ والمسيرات عبر الحدود وإطلاقها من داخل الأراضي السعودية. النقطة الثانية أن صواريخ كروز هي صواريخ أمريكية وأن إيران لاتمتلكها ولا تمتلك تكنولوجيا إنتاج صواريخ وطائرات مسيرة قادرة على إصابة أهدافها بتلك بدقة وبهامش خطأ صفر. وحتى لو افترضنا صحة المزاعم بأن صواريخ كروز إيرانية هي المسؤولة عن هجمات بقيق وخريص, تلك دعاية مجانية للصناعات العسكرية الإيرانية التي نجحت ورغم الحصار الإقتصادي والبحري في إنتاج وامتلاك تلك التكنولوجيا المتقدمة.
الولايات المتحدة ودولة الكيان الصهيوني هم المستفيدون من إطلاق تلك الهجمات لان استهداف منشآت نفطية سعودية بتلك الأهمية سوف يؤدي الى إرتفاع سعر النفط وزيادة أرباح شركات النفط الأمريكية. دولة الكيان الصهيوني تقع على مسافة جغرافية من السعودية مساوية تقريبا للمسافة من اليمن الى مواقع المنشآت في بقيق وخريص. الرواية بأن صواريخ ومسيرات أطلقتها ميليشيات عراقية وعبرت الحدود الكويتية الى مواقع شركة ارامكو في بقيق وخريص لا تتمتع بأي مصداقية وليس هناك دليل على صحتها. كما أنها تعتبر فضيحة أخرى للسلاح الأمريكي الخردة العاجز عن التصدي لصواريخ وطائرات بدون طيار أنتجتها دولة تحت الحصار الإقتصادي العدواني الأمريكي. أو هناك إحتمال أن يكون الهجوم له علاقة بمسألة طرح نسبة 5% من ارامكو للإكتتاب وأن الهجوم سوف يجعل أسعار الطرح الأولي منخفضة وأقل من المتوقع. هناك منافسة أمريكية-بريطانيا شديدة بين بورصة نيويورك وبورصة لندن أي من البورصتين سوف يتم طرح الأسهم من خلالها.
في الختام, إن جميع الإتهامات الموجهة لإيران أو جماعات الحوثي في اليمن أو ميليشيا الحشد الشعبي في العراق هي إتهامات بدون دليل. تلك الهجمات يعتبر انتحارا سياسيا وعسكريا. إن إعلان جماعة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عن الهجمات لايعني أنها هي من قام بإطلاقها وإنما قد يكون للإستفادة من الزخم الإعلامي لتلك الهجمات بسبب حجمها ودقتها. هناك دول قليلة قادرة على إمتلاك صواريخ يمكنها إصابة أهدافها بهامش خطأ يساوي صفر. الولايات المتحدة, بريطانيا, فرنسا ودولة الكيان الصهيوني هي من الدول التي تمتلك تلك التكنولوجيا. المملكة العربية السعودية أو الولايات المتحدة لم تقدمان دليلا واحدا على مصدر تلك الهجمات أو مصدر الأسلحة المستخدمة فيها. المصلحة الأمريكية والصهيوني لها اليد العليا في تلك الهجمات والنتائج المترتبة عليها بينما القيام بتلك الهجمات أو مجرَّد التفكير في التورط فيها هو إنتحار سياسي لإيران حيث نفت تورطها فيها.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment