Flag Counter

Flag Counter

Thursday, November 23, 2023

غزة ٢٠٢٣, طوفان الأقصى وحروب الموارد

إنَّ جميع حروب وأزمات العالم تقف خلفها دوافع إقتصادية وعند البحث في أسباب هذه الأزمات والحروب, فتِّش دائما عن المال. وكما يقول فولتير:"عندما يكون الحديث عن المال، فإن كل الناس على دين واحد." وعندما سألوا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن أسباب تواجد قوات أمريكية في سوريا, كانت إجابته:"أريد حصتي من النفط." حرب ٢٠٢٣ في قطاع غزة أو عملية طوفان الأقصى كما أطلقت عليها حركة حماس لا تخرج عن ذلك المنطق.

أسباب تأسيس دولة الإحتلال الصهيوني هو الحفاظ على مصالح الدول الغربية الإقتصادية في المنطقة والإبقاء على منطقة قوس أزمات لا يهدأ في منطقة الشرق الأوسط خصوصا بلاد الشام والرافدين وهي سوريا, لبنان, الأردن, العراق, فلسطين. ولعل أهم تلك المصالح الإقتصادية هي حقول النفط والغاز البحرية في منطقة قطاع غزة وقناة تربط بين البحر الأبيض المتوسط و البحر الأحمر وتكون بديلا لقناة السويس بالإضافة الى مشاريع اقتصادية بالإشتراك مع عدة دول عربية.

ولكن هناك معلومة مهمة من الممكن أن تثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل المنطقة وهي التي ذكرها وليام غاي كار في كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج" حول أسباب موافقة عصبة الأمم على الإنتداب البريطاني على فلسطين وذلك تمهيد من أجل تنفيذ وعد بلفور وبنود اتفاقية سايكس-بيكو وتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. وليام غاي كار تحدَّث عن ثروة من المعادن والمواد الخام في فلسطين خصوصا منطقة البحر الميت تقدَّرُ قيمتها سنة ١٩١٨ مبلغ ٥ تريليون دولار. والشاهد أنه عندما اقترح ممثل الأمم المتحدة السويدي الكونت فولك برنادوت أن يكون تأسيس الوطن القومي لليهود في منطقة الجليل الغربي شمال فلسطين وليس الجنوب حيث مكامن تلك الثروات, اغتالته عصابات شتيرن الصهيونية التي كانت بقيادة إسحق شامير الذي أصبح مطلوبا للعدالة الدولية منذ ذلك الحين ولكنه تولى لاحقا منصب رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني وحضر الى مفاوضات مدريد للسلام ١٩٩١ و تواجه مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي رفع صورة المجرم المطلوب دوليا متسائلا عن سبب عدم القبض عليه.

هناك سيناريو لما هو قادم وهو الأكثر احتمالا برأي الشخصي ويتلخص في كبش فداء من قادة حركة حماس سوف تتم التضحية به وأنه سوف تكون هناك مفاوضات هدنة طويلة المدى برعاية قطرية حيث أن حركة حماس لا تثق إلا بالمفاوض القطري, إطلاق سراح المحتجزين في سجون الإحتلال الصهيوني أو عدد كبيرا منهم قدامى المعتقلين وذوي الأحكام المطولة. ولاحقا سوف يتم إغتيال عدد من قادة حماس ربما يكون يحيى السنوار وإسماعيل هنية من بينهم وذلك من خلال معلومات سوف يقدمها الجانب القطري في تكرار سيناريو صفقة وفاء الأحرار ومبادلة عدد من الأسرى مقابل الجندي جلعاد شاليط سنة ٢٠١١ حيث نجحت دولة الكيان الصهيوني في اغتيال أحمد الجعبري الذي كان يشغل منصب رئيس الأركان ونائب القائد العام في كتائب عز الدين القسام وذلك خلال أقل من شهرين من تنفيذ الصفقة ويشاع على نطاق واسع أن ساعة يد هدية شخصية من أمير قطر كانت تحتوي على جهاز تتبع(جي بي إس) وهي التي ساعدت أجهزة الأمن الصهيونية على ترصده واغتياله.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية 

النهاية

No comments:

Post a Comment