Flag Counter

Flag Counter

Saturday, November 4, 2023

القضية الفلسطينية والسلام المستحيل

الجميع يرفضون الإعتراف بأنه على الرغم من مرور ٧٥ سنة على النكبة الفلسطينية وإعلان قيام دولة الكيان الصهيوني سنة ١٩٤٨, القضية الفلسطينية غير قابلة للحل. مئات من الاجتماعات وجلسات الأمم المتحدة والقرارات التي لم ينفَّذ منها قرار واحد والسبب الرئيسي هو الدعم الأمريكي المطلق لدولة الكيان الصهيوني والإلتزام بأمنها. ولكن هناك أسباب أخرى لا تقل أهمية وهي تشرذم القرار الفلسطيني والقرار العربي والخلافات بين الأنظمة العربية حول القضية الفلسطينية.

عملية طوفان الأقصى لن تقدم ولن يؤخر في تحرير فلسطين كما يتخيل بعض الممثلين الذي يظهرون على قنوات تلفزيونية مختلفة تمتهن المتاجر بقضية فلسطين ودماء الشعب الفلسطيني. القضية الفلسطينية تمنح تلك القنوات قبلة الحياة حتى تستفيق من سباتها الشتوي والصيفي و تمنح نشطاء كيبورديين فرصة من أجل أن يمارسوا تفاهاتهم والبلطجة الإلكترونية وينفسوا عن عقدهم النفسية وفشلهم في أن يجدوا قضية جادَّة أو هدفا يستحق له قيمة في حياتهم.

قضية فلسطين كانت ومازالت ممسحة زفر للأنظمة, الشعوب والأحزاب في الوطن العربي حتى يحصلوا على أصوات إنتخابية ويمارسوا شعورهم الزائف بالتقرُّب من الجماهير العربية. الأنظمة العربية بأوامر بريطانية تآمرت على ثورة البراق(١٩٢٩) التي كادت أن تقتلع الوجود البريطاني ومعه الإستيطان اليهودي من فلسطين مرة واحدة والى الأبد. الشعب الفلسطيني صدَّقَ وعود الأنظمة العربية ثم في تكرار لأخطاء التاريخ صدَّقَ بأن تعاطف الشعوب العربية يمكن أن يأتي بنتيجة وهي توجيه ضربة قاضية الى دولة الإحتلال الصهيوني.

تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان هم من أكبر المتاجرين بالقضية الفلسطينية ولكن الإخوان المسلمين وشركائهم في دكاكين الإسلام السياسي والسلفي المختلفة يتجاهلون ذلك ويروجون للخلافة الإسلامية والخليفة أردوغان. أردوغان يتعاون مع دولة الكيان الصهيوني في مجالات صناعة الأسلحة ومؤخرا كانت الصادرات الزراعية التركية السبب في سد العجز في الخضراوات والفواكه في دولة الكيان الصهيوني بسبب حالة الاستنفار واستدعاء جنود الاحتياط. أردوغان يسلم على الفلسطينيين باليد اليمنى وعلى الصهاينة باليد اليسرى ويلعب على جميع الحبال وينافق الجميع ويستغل قضية فلسطين أكثر من الآخرين ويمارس النفاق السياسي.

تجار القضية الفلسطينية ومنهم أصحاب الدكاكين السياسية من أحزاب وتنظيمات إسلامية ويسارية أو علمانية ليس من مصلحتهم الحل النهائي للقضية الفلسطينية التي أصبحت مثل البقرة الحلوب و وسيلة من أجل أن يمارس قادة تلك التنظيمات شعورهم الزائف بعظمة كاذبة. بالطبع أتحدث عن القادة السياسيين وليس عن المقاتل الفلسطيني الذي يحمل العبء الأكبر بينما يعيش قادة التنظيمات السياسية في فنادق الخمس نجوم في الخارج وحتى داخل فلسطين لديهم مصالحهم التي تحفظ لهم مستوى معيشي مرتفع مقارنة مع أغلبية سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يعانون الفقر والبطالة والمرض. رئيس المكتب السياسي في حركة حماس ورئيس وزراء حكومة قطاع غزة إسماعيل هنية أرسل حفيدته من أجل العلاج في مستشفى هداسا عين كارم ولم يعالجها في مستشفيات قطاع غزة أو حتى مصر.

السلام في القضية الفلسطينية مستحيل وحل الدولتين ولد فاشلا لأن جذور القضية الفلسطينية تعتمد الأساطير الدينية وكل طرف من أطراف الصراع يعتقد بأنه مدفوع بأوامر إلهية من أجل إبادة الطرف الأخر وطرده والاستيلاء منفردا على المساحة الجغرافية(فلسطين). القضية الفلسطينية لن تحقق أي تقدم حتى لو بسيط بدون تولي الفلسطينيين أمر قضيتهم بأنفسهم والحصول على تعاطف أحرار العالم, عرب ومسلمين وشعوب الدول الغربية, بدون الإرتهان للأنظمة والحكومات العربية والإتكال عليها أو على الجيوش العربية من أجل تحرير فلسطين. الشعب الجزائري قاتل فرنسا أكثر من ١٣٠ سنة وهي أقوى من دولة الكيان الصهيوني والشعب التونسي قاتل فرنسا أربعة عقود وغيرها من الشعوب التي قاتلت المحتلين واخرجتهم وطردتهم دون الارتهان لدول أخرى أو الإعتماد على أساطير دينية. 

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment