Flag Counter

Flag Counter

Friday, November 10, 2023

عملية طوفان الأقصى, مصر في عين العاصفة

هناك خبر ربما ليس له علاقة مباشرة بالأحداث الأخيرة في قطاع غزة وهو أن تقديرات مجلة فوربس ثروة عائلة روتشيلد بلغت ٥٠٠ تريليون دولار. أسرة روتشيلد هم أثرى أثرياء العالم يملكون حصصا في جميع البنوك المركزية التي تخضع الى سيطرتهم خصوصا بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي. وسائل إعلام أمريكية نشرت خبرا أنَّ فوائد خدمة الدين الأمريكي خلال التسعة أشهر الأولى من سنة ٢٠٢٣ قد بلغت تريليون دولار.

ولكن هناك خبر آخر له علاقة مباشرة وهو أن وسائل الإعلام تنقل الصور عن طوفان اللاجئين من شمال قطاع غزة الى جنوبها من خلال طريق صلاح الدين. هناك أثار جيوسياسية للعملية التي أطلقت عليها حماس مسمى طوفان الأقصى  وهي موجة النزوح من شمال قطاع غزة الى جنوبه على مقربة من الحدود المصرية في خطوة أولى  من أجل دفعهم الى النزوح الى مصر في منطقة صحراء سيناء حيث هناك مخطط إقامة دولة فلسطينية بديلة والنتيجة بداية مخطط تقسيم مصر. 

إن جميع من يعملون على ذلك المخطط يعلمون جيدا نتائج مايقومون به وكل شيء محسوب بدقة كبيرة. دولة الكيان الصهيوني تعمل على تدمير منطقة شمال قطاع غزة تماما من جميع النواحي حيث يتم قصف أهداف مدنية ومنازل يتم تدميرها على رؤوس أصحابها رغم عدم تواجد مقاتل فلسطيني واحد أو إطلاق صاروخ واحد من المنطقة. سياسة التدمير الممنهج التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني ليست بدعة من قول أو فعل ولا يتوقع أحد أن يدينها المجتمع الدولي بالطريقة التي سوف يتعامل من أجل إيقافها وكل ما يصدر من مسؤولين أوروبيين هو مجرد كلام في الهواء. 

الولايات المتحدة هدمت مدنا كاملة في ألمانيا واليابان وسوَّتها بالأرض خلال الحرب العالمية الثانية والهدف هو طوفان لاجئين في طريق القوات العسكرية أو تلك التي تحاول الإنسحاب وتنظيم خطوط دفاعية.  ولعل الجميع لا ينسى أن القوات الأمريكية استخدمت أسلحة الدمار الشامل(القنابل الذَّرية) خلال الحرب العالمية الثانية ضد مدينتين في اليابان, هيروشيما وناغازاكي, وأن العاصمة اليابانية تعرضت الى القصف السجادي من الجو وتم تدمير أغلب منازلها وبنيتها التحتية و مدينة درسدن الألمانية لم تكن بأفضل حالا حيث تم تسويتها بالأرض بإستخدام القنابل الحارقة(النابالم). كما أن القوات الأمريكية استخدمت الأسلحة الكيميائية في الحرب الفيتنامية خصوصا العامل الأرجواني وقامت بعملية تسميم مصادر المياه وتلويث الحقول الزراعية. وفي حرب العراق إستخدم الجيش الأمريكي بكثافة قذائف اليورانيوم المنضب مما وأسلحة أخرى محرمة دوليا مما أدى الى تلوث مساحات واسعة من الأراضي العراقية وآثار ضارة مستمرة الى يومنا هذا خصوصا الولادات المشوهة.

إن ذلك هو المجتمع الدولي الذي يناشده بعض السفهاء والمغفلين التدخل من أجل هدنة إنسانية في قطاع غزة. المجتمع الدولي الذي يشاهد قصف المدنيين والمستشفيات والمجازر التي ترتكبها قوات الإحتلال الصهيوني ضد المدنيين. الولايات المتحدة شريك رئيسي في الأحداث وتضغط على مصر وتحاول مساومتها في ظروف إقتصادية صعبة من أجل قبول لاجئين فلسطينيين في الأراضي المصرية أو الإشراف على الأمن في قطاع غزة خلال مرحلة مابعد حماس وتعرض مليار دولار في المقابل والظاهر أن القيادة المصرية ترفض بينما في الباطن, لا يعلم إلا الله موقفها الحقيقي.

(أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل) والصهيونية العالمية تسعى الى تحقيق تلك النبوءة واستغلال اليهود وحتى التضحية بهم لأن ذلك يحقق لها فوائد ومنافع اقتصادية ضخمة للغاية. دولة الكيان الصهيوني ضعيفة الموارد وقليلة المساحة وعمقها الإستراتيجي ضعيف للغاية وذلك من نقاط ضعفها. الحروب العربية-الإسرائيلية كانت تجري أحداثها على أراضي العرب وذلك مهم في العقيدة العسكرية الصهيونية حيث هناك صعوبة في إدارة معركة رئيسية تقع أحداثها في عمق المناطق السكانية اليهودية في أراضي فلسطين المحتلة.

هل تدرك حركة حماس عواقب ما قامت به ودرست آثاره الجيوسياسية على مستقبل المنطقة؟

علينا أن لا ننسى أن حركة حماس هي فرع تنظيم الإخوان المسلمين في فلسطين وتلك حقيقة ليس لها علاقة بالعواطف والمشاعر وأي كلام عن عملية طوفان الأقصى أو غيرها أو تضحيات المقاتل الفلسطيني في الميدان والتي شهد لها العالم وإنسانيته في التعامل مع المدنيين اليهود. حركة حماس كانت تعلم نتائج وعواقب ما قامت به وهي تسعى الى إجبار الدول العربية وحتى إيران على التدخل في الصراع أو مواجهة الغضب الشعبي وإضطرابات داخلية كما حصل مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي دخل حرب ١٩٦٧ تحت تأثير المظاهرات الشعبية وخوفا من إنفجار الوضع الداخلي في مصر رغم أنه كان يعلم جيدا أن قواته غير جاهزة من أجل خوض المعركة وأنَّ أجهزة أمنه وقياداته العسكرية ربما تكون مخترقة وعلى أعلى المستويات.

حركة حماس لديها أهداف تتجاوز فلسطين وذلك ما أعلن عنه القيادي في الحركة محمود الزهار الذي صرَّح بذلك مباشرة في فيديو مسرَّب وأن فلسطين نكاشة أسنان وليست ظاهرة الى الخريطة بالنسبة اليهم في حركة حماس. تنظيم الإخوان المسلمين يتاجر بالقضية الفلسطينية مثل غيره من الأنظمة العربية ولكن مع فارق يشكل كبير هو أنَّ تنظيمات الإسلام السياسي تتاجر بالقضية الفلسطينية بإسم الله والدين.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment