Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, April 26, 2023

شالومات إسرائيلية بين حميدتي ودولة الكيان الصهيوني

محمد حمدان دقلو(حميدتي) في السودان تاجر جمال تحول الى قائد عسكري وجنرال بعد أن نجح في إخماد تمرد انفصالي في دارفور من خلال قيادته ميليشيات الجنجويد التي تم تغيير اسمها لاحقا الى قوات الدعم السريع. الرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير منح حميدتي الذي لم يكن يوما عنصرا في المؤسسة العسكرية رتبة فريق أول مكافأة له على خدماته. حميدتي في تطبيق المثل القائل "سمِّن كلبك يعضَّك" إنقلب لاحقا سنة ٢٠١٩ على ولي أمره ونعمته وذلك بالإشتراك مع الجيش السوداني وقبضوا على الرئيس عمر البشير وأودعوه السجن. البشير نفسه وصل الى الحكم من خلال انقلاب عسكري سنة ١٩٨٩ بقيادة الجبهة الوطنية للإنقاذ, ذراع تنظيم الإخوان المسلمين في السودان.

والآن حتى تكون الصورة أكثر وضوحا بقي أن نعرف أن محمد حمدان دقلو ينتمي الى قبيلة الزريقات العربية وهي أحد أكبر وأعرق قبائل ولاية دارفور في السودان وأن حركة التمرد في دارفور كان قادتها وعناصرها ينتمون الى قبائل إفريقية في دارفور وسبب المشكلة في الظاهر هو الصراع بين القبائل العربية والإفريقية على أراضي الرعي ومصادر المياه ولكن في الباطن فإن النفط والذهب والأهم اليورانيوم في أراضي دارفور وسد النهضة في أثيوبيا هي العوامل التي تؤدي الدور الرئيسي في الصراع السوداني حاليا.

الصين, روسيا والولايات المتحدة هي الأطراف الدولية المتورطة في الحرب الأهلية السودانية التي حتى هذه اللحظة لم يظهر تورط عناصر أجنبية فيها وإن كانت مع مرور الوقت سوف تصبح نقطة جذب للجماعات الراديكالية الإرهابية التي تتخفى وراء قناع الإسلام وترفع راية الجهاد بإسم الدين.

ميليشيات الدعم السريع بدأت في عملياتها العسكرية بمحاولة الاستيلاء على مطار مروي في السودان حيث تتواجد قوات عسكرية وطائرات حربية مصرية تشارك في مناورات مع الجيش السوداني. هناك الكثير من الإشاعات والأخبار عن العلاقة الوثيقة بين حميدتي وأثيوبيا التي يبدو أنها تستغل الفوضى في السودان ومحاولة توريط مصر فيها من أجل تنفيذ خطة ملئ سد النهضة الرابعة التي كانت مصر تعترض عليها وربما تخطط من أجل القيام بعمل عسكري ما ضد أثيوبيا انطلاقا من الأراضي السودانية. ولكن فجأة وبدون سابق إنذار, طائرات عسكرية مجهولة تقصف مقرات ميليشيات الدعم السريع حيث مباشرة تم ملاحظة تغيير إيجابي في لهجة حميدتي مع مصر وإستعادة الجنود المصريين بينما بقي مصير الطائرات الحربية وعددها خمسة مجهولا.

السودان دولة في عين العاصفة كما ذكرت في موضوع سابق حيث تم تقسيمه الى شمال و جنوب حيث غالبية حقول النفط والأراضي الزراعية الخصبة تقع في الجنوب ولكن بدون بنية تحتية, ميناء بحري وخطوط أنابيب تجعل من الممكن استغلال تلك الثروات بدون موافقة الحكومة في شمال السودان في إعادة استنساخ سيناريو انفصال الهند وباكستان حيث فروع نهر السند الرئيسية يقع أغلبها في الهند بينما قنوات الري وتصريف مياه النهر تقع في باكستان.

الدول الكبرى تحاول تقسيم الكعكة السودانية وكل دولة لها مصالح تحاول من خلال دعم أحد أطراف الصراع الحفاظ عليها. الصين تحاول الإستفادة من النفط واليورانيوم بينما روسيا تسعى الى إقامة قاعدة عسكرية بحرية في بورتسودان على البحر الأحمر واستغلال مناجم الذهب. شركات أمريكية قامت بامتلاك الأراضي الزراعية في جنوب السودان فوريا بعد استفتاء الانفصال سنة ٢٠١١ وهناك مساعي الى إنشاء دولة النوبة التي سوف تضم أراضي من مصر والسودان وتحظى باعتراف دولي من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى حيث سوف يتم استغلال الفوضى والحرب الأهلية من أجل تحقيق ذلك. مصر هي الخاسر الأكبر من أحداث السودان حيث سوف يتم حصارها من خلال قضية المياه الحيوية للأمن القومي المصري والإرهاب حيث سوف يتم فتح جبهة جديدة ضد مصر في محاولة من أجل استنزاف الجيش المصري وتحقيق مخطط "أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل" ومستشار حميدتي يوسف عزت يقوم بالإتصال مع قنوات إعلامية إسرائيلية ويقارن بين حماس وخطرها على دولة الكيان الصهيوني والهجوم الذي تتعرض اليه قوات الدعم السريع من الجيش السوداني.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment