Flag Counter

Flag Counter

Friday, September 30, 2022

دروس من تاريخ العرب والمسلمين

"الكثرة تغلب الشجاعة" هو أحد الأمثال العربية التي يتم ترديدها على أسماعنا من أجل تبرير الهزائم العربية المتتالية في المعارك مع دولة الكيان الصهيوني منذ سنة 1948 وحتى يومنا هذا. ويتم ترديد ذلك المثل مرارا وتكرارا على الرغم من أنه لا ينطبق على واقع الحال في تلك الهزائم حيث شجاعة اليهود وتسليحهم على قلة عددهم قد غلب الجيوش العربية على الرغم من تفوقها العددي. ولا يمكن أن ينكر عاقل دور الدول الغربية في تقديم الدعم الى الكيان الصهيوني ولكن التشرذم العربي يبقى هو السبب الرئيسي في هزيمة العرب وتراجعهم. 

المثل الذي ينطبق على واقع الحال هو (العقل يغلب الكثرة) ومن دراسة واقع التاريخ, نسمع ونقرأ  في الماضي والحاضر عن الكثير من الشجعان ممن أودت بهم حماقتهم وتهورهم الى حتفهم. والتاريخ يروي لنا نماذج من هزائم العرب والمسلمين في معاركهم ضد أعدائهم تكاد تكون متطابقة. جمال عبد الناصر هدَّدَ ومن وراءه الشعوب العربية برمي اليهود في البحر والقى خطابات هتفت لها الجماهير العربية, الخليفة العباسي المستعصم هدد وتوعد هولاكو بأن المسلمين سوف يدافعون عن الخلافة العباسية ولم يأخذ عِبرَة  ممن سبقوه خصوصا سلطان خوارزم علاء الدين وأولاده ومنهم جلال الدين الذين هددوا وتوعدوا قائد المغول جنكيز خان وإنتهى بهم الحال إمام من الموت كمدا أو قتلا أثناء هروبهم من الجيوش المغولية.

والحقيقة أن قرائتي في تاريخ المسلمين في الأندلس وتاريخ المغول و حروبهم التوسعية في آسيا والوطن العربي وأوروبا جعلتني أسقط الماضي على الحاضر حيث الخطابات العنترية بدون إعداد العدة ورباط الخيل كما أمر القرآن هي السمة المشتركة لكل تلك الهزائم. جيوش الدولة الخوارزمية كانت أكثر من نصف مليون جندي وهي متفوقة عدديا على الجيوش المغولية التي كانت تحت قيادة جنكيز خان والتي أكثر التقديرات تفائلا تعدها 100 الف - 200 الف جندي بمن فيهم قوات من الصين ومن الدول الأخرى التي ضمها هولاكو الى إمبراطوريته. حفيد جنكيز خان هولاكو الذي غزا بغداد وأسقط الخلافة العباسية لم يكن تحت إمرته أكثر من 200 الف - 300 الف جندي وليس مليون جندي كما ترَوَِج المصادر الإسلامية التي ترغب في تبرير الهزيمة. الجيوش الإسلامية في الأندلس كانت متفوقة عدديا على خصومها رغم ذلك سقطت الأندلس. الحروب الأهلية المغولية والخلافات الداخلية هي سبب سقوط الإمبراطورية المغولية ولولا ذلك لكان المغول نجحوا في اكتساح العالم.

إذا كلمة السر هي العقل والحكمة ووحدة الصف والكلمة حيث كان ذلك من الأسباب التي نجح بسببها هولاكو في توسيع إمبراطوريته خلال حياته الى ضعف مساحة أي إمبراطورية عرفها العالم القديم وخلال فترة زمنية لا تكاد تذكر, خمسة وعشرون عاما مقارنة مع أربعمائة عام في الإمبراطورية الرومانية. السلطان علاء الدين خوارزم لم يكن إلا أحمقا برأي الشخصي حيث كان مشغولا بغزو الخلافة العباسية بينما الجيوش المغولية على تخوم مملكته. والخليفة العباسي المستعصم كان يراسل المغول من أجل أن يهاجموا الدولة الخوارزمية في الشرق بينما يهاجمها هو من الغرب. المثير للشفقة أن أعداء اليوم هم حلفاء الأمس حيث تحالف الخليفة المستعصم مع علاء الدين خوارزم ضد سلاجقة الروم وبالفعل نجحت قوات السلطنة الخوارزمية في هزيمة قوات السلاجقة وقتل قائدهم طُغرل ولكن ذلك كان سببا في أن تتجه أنظارهم الى السيطرة على عاصمة الخلافة العباسية في بغداد. الخليفة العباسي المستعصم هو من يتحمل مسؤولية سقوط بغداد حيث أنه فضَّلَ كنز الأموال على إنفاقها على الجنود وتجهيز القوات. كما أنه كانت لديه عدد كبير من الزوجات والجواري والمحظيات يقال أنه وصل الى سبعمائة أعانه الله على القيام بواجباته تجاههم, فكيف يتفرغ من أجل حرب المغول والدفاع عن عاصمة حكمه وخلافته؟

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية



No comments:

Post a Comment