ماذا يحصل في السويد؟ السوستيال وظاهرة خطف أطفال المهاجرين

قضية مؤسسة الخدمات الاجتماعية في السويد المعروفة بإسم (السوسيال) تحولت الى قضية رأي عام بدأت تأخذ أبعادا دولية بعد صدور كتاب بعنوان "Profitable Municipal Kidnapping in Sweden" يتحدث مؤلفه د.أوفه سفيدن عن تجاوزات بحق الأطفال في تلك المؤسسة وصلت إلى الاعتداء الجنسي والإتجار بالبشر. إن تلك المؤسسة التي من المفترض أنها مسؤولة عن رفاه الأطفال الإجتماعي وصحتهم العقلية والجسدية موجودة في جميع دول العالم بأسماء مختلفة مثل الرعاية الإجتماعية وحقوق الطفل وغيرها من التسميات. كما أنها موجودة في جميع دول العالم فإنها تختلف في أساليبها من دولة إلى أخرى. والحقيقة لست أعلم الهدف من التركيز على السويد رغم أنَّ مؤسسات مماثلة في دول مثل الدانمارك معروفة بقوانينها المتشدِّدَة في المسائل التي تخص الأطفال.

سمعت, قرأت وشاهدت قضايا كثيرة تخص مؤسسات الرعاية الإجتماعية في عدة دول حيث الأسباب متعدِّدَة ولعل أهمها الإختلافات الثقافية. في سويسرا وهي دولة معروفة بنظام الهجرة المتشَدِّد للغاية والذي لايمنح الإقامة والجنسية إلا بعد عملية تدقيق وتمحيص قد تستغرق سنوات, رفضت دائرة الهجرة والجنسية منح الإقامة الدائمة لأحد الأشخاص المسلمين لأنه كان يرفض أن تشترك بناته في دروس سباحة مختلطة في المدرسة وهي جزء من حصص التربية الرياضية. كما أنه في سويسرا حالة أخرى من رفض منح الجنسية لأحد الأشخاص بسبب رفضه مصافحة النساء مما تم اعتباره أن ذلك يمنع الإندماج في المجتمع ويساهم في نشر ثقافة عدم التسامح. فرنسا التي تعتبر قلعة كاثوليكية في أوروبا ولا تمنح الجنسية إلا بعد اختبارات ثقافية وتحريات وترديد قسم الولاء لمبادئ وقيم فرنسا العلمانية والثورة الفرنسية, رفضت دائرة الجنسية منح إقامة دائمة الى مقيم من إحدى دول المغرب العربي بعد أن دلَّت التحريات أنه يرفض زيارة زوجته الفرنسية المسلمة حمامات سباحة مختلطة.

هناك دول أخرى مثل الولايات المتحدة وكندا تتعامل بتسامح مع تلك الإختلافات الثقافية أو حتى الدينية منها مثل موضوع الحجاب والنقاب وسلطة الأهل على أطفالهم. الرؤساء الأمريكيون مثل جورج بوش الإبن وحتى باراك أوباما انتقدوا السياسة الفرنسية المتعلقة بحظر غطاء الرأس(الحجاب) و النقاب في أماكن العمل والأماكن العامة خصوصا في المدارس. كما كانت هناك انتقادات ضد سياسة الوجبات المدرسية في بعض الدول مثل الدانمرك التي لا تمنح أطفال المسلمين الحق في إختيار وجبات حلال حيث تحتوي جميع الوجبات على لحم الخنزير أو لحوم حيوانات غير مذبوحة وفق الشريعة الإسلامية. الجالية اليهودية تضامنت مع الجالية الإسلامية في فرنسا ضد قرار منع ذبج الأضاحي والحيوانات وفق الشريعة الإسلامية بسبب تأثُّر الجالية اليهودية بذلك القرار حيث يعتمدون طريقة الذبح الكوشر(الحلال) والتي تعتبر مماثلة لطريقة الذبح الإسلامية. ولكن هناك حادثة في الولايات المتحدة على سبيل المثال حيث تم سحب حضانة طفل عربي مسلم من أسرته بسبب إنتشار صورة الأب وهو يقبُّل طفله عاريا على أسفل ظهره. 

إنَّ بعض الآباء والأهالي لايدركون أو لا يستوغبون بعض القوانين التي تتعلق بالطفل في دول المهجر والتي تختلف إختلافا جذريا عن بلدانهم الأم. هناك حالة الطفل في الولايات المتحدة حيث لا تتعلق القضية أنه مسلم بل القوانين الأمريكية التي تمتع نشر صورة الأطفال العارية أو تقبيلهم في أماكن حساسة ويصنِّفُ القانون ذلك أنه تحرش بالأطفال ولا علاقة بإنتماء الطفل الى إثنية أو عرق او دين مثل الإسلام أو المسيحية. ولكن في الوقت نفسه هناك الكثير من المبالغات بل والتجاوزات القانونية التي يتم رصدها في دول مثل السويد, الدانمرك أو حتى النرويج بينما لا تسمع عن تلك الظاهرة في دول مثل فنلندا رغم أنها تنتمي إلى نفس مجموعة الدول الإسكندنافية.

هناك حالة لأسرة أثيوبية لاجئة في السويد تم سحب الطفل منها وتكليف أسرة مسلمة برعايته رغم أنه ينتمي الى أسرة مسيحية. وعلى العكس تماما, يتم التعهد برعاية أطفال مسلمين الى أسر مسيحية وهي ظاهرة منتشرة في نظام الرعاية الإجتماعية في دولة مثل الدانمرك وليس لها تفسير واضح سوف أنَّ الهدف الأساسي هو عملية تغيير مفصودة, تمييع هوية الطفل الثقافية أو الدينية. هناك مهاجر من دولة عربية قام السوسيال بسحب طفله منه بع ساعات قليلة من ولادته والسبب أنَّ الأب غير صالح من أجل تربية الطفل رغم أنه وصل قادما من إسبانيا وفق أوراق لم شمل مع زوجته السويدية في نفس يوم ولادتها. 

بدأت في قراءة كتاب "Profitable Municipal Kidnapping in Sweden" وهو مترجم الى اللغة العربية ومتوفر في مواقع متعدِّدة في الشبكة العنكبوتية. الحقيقة أنَّ مقدمة الكتاب صادمة للغاية ولو أن سطرا واحدا مما ورد فيها صحيح فإنَّ ذلك كارثة بكل المعايير تنسف سمعة السويد تماما أنه بلد ديمقراطي يحترم حريات وحقوق مواطنيه والمقيمين فيه.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية