Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, September 27, 2022

روسيا تنتصر, أوروبا تنقسم وأمريكا لا تعلم ماذا تفعل

هناك مثل شائع في مصر يقول:"تلف تلف وترجع لصاحبها" حيث أن ذلك المثل ينطبق على حال القارة الأوروبية. في السابق كانت الدول الأوروبية الإستعمارية تطلق على الدولة العثمانية لقب "رجل أوروبا المريض" والأن يطلق على القارة الأوروبية لقب "العجوز" بسبب إنخفاض نسبة الخصوبة ومعدَّل المواليد الجدد. المنظومة الأخلاقية الأوروبية تتعرض الى الإنهيار بعد عدَّة عقود من عوامل الحت والتعرية التي تمثَّلَت في الجماعات النسوية وحقوق الشواذ وغير ذلك من التوجهات الإجتماعية التي تستهدف الأسرة التي هي أساس المجتمع.

الدول الأوروبية خرجت من الحرب العالمية الثانية مدمَّرة تماما خصوصا المانيا التي سويت بعض مدنها مثل دريدسن بالأرض. الخارطة الديمغرافية في أوروبا بدأت في تشكيل ملامح جديدة بسبب مقتل أكثر من ٥٠ مليون أوروبي مدنيين وعسكريين أغلبهم من الشباب في الحربين العالميتين الأولى والثانية. كما أنه علينا أن لا ننسى مرض الإنفلونزا الإسبانية الذي أدى الى وفيات وصلت الى أكثر من ٢٠ مليون على مستوى العالم. النهضة الصناعية في أوروبا بدأت بعد الحرب بسبب خطة مارشال الأمريكية لإعادة الإعمار حيث ازدادت الحاجة الى الأيدي العاملة وكانت البداية من ألمانيا التي استوردت بصفة عمال مؤقتين أيدي عاملة من تركيا ودول مثل إيطاليا وإسبانيا التي استوردت الأيدي العاملة من مستعمراتها السابقة في دول المغرب العربي.

الوقت هو العامل الحاسم في تقرير مصير القارة الأوروبية العجوز. وكما هو أصبح معلوما أنه مع مرور الوقت تحولت عقود العمل الى أذونات إقامة دائمة ثم الحصول على المواطنة الكاملة. الهوية الأوروبية بدأت في تغيير ملامحها حيث هناك تبعات سياسية واقتصادية بسبب وجود أقليات مهاجرة ولكن بدأت في التزايد بمعدل أسرع من غيرهم من مكونات المجتمعات الأوروبية الأخرى. النسبة العظمى من المهاجرين الى أوروبا هم من المسلمين من دول عربية ومن دول المغرب العربي بشكل رئيسي مما أدى الى تغيير ديمغرافي واسع النطاق في عدة دول أوروبية على رأسها فرنسا حيث بدأت البعض في الحديث علنا عن أزمة هوية وانتماء. 

الأزمة السورية أدَّت الى تدفق أكثر من مليون لاجئ على المانيا بدون حساب عدد اللاجئين الى الدول الأوروبية الأخرى وذلك من شأنه أن يؤدي الى تأزيم الأوضاع أكثر وأكثر. الشعوب الأوروبية بدأت في التململ من قضية اللاجئين وكانت ردات فعلها هو التصويت للأحزاب اليمينية المتطرفة. ملف اللاجئين كان أحد الأسباب الرئيسية في أزمة البريكاست و انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي والتي لن تكون آخر الدول التي تقوم بذلك.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع النقاط على الحروف حيث بدأ عملية عسكرية في أوكرانيا مما أدى إلى انفجار الوضع في أوروبا بأكملها. العقوبات الأمريكية والأوروبية أدت الى نتيجة عسكية خصوصا في مجال الطاقة حيث إرتفعت أسعار الوقود بشكل جنوني في الولايات المتحدة و أوروبا. الشعوب الأوروبية بدأت في التعبير علنا عن عدم رضاها عن العقوبات وعن قرارات السياسيين الذي بدا أنهم يراعون المصالح الأمريكية أكثر من المصلحة الوطنية. 

هناك مظاهرات في كل مكان من أوروبا ورسميا فازت جورجيا ميلوني في الانتخابات الإيطالية حيث سوف تصبح رئيسة للوزراء. فرنسا كانت على موعد مع فوز ماري لوبان زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف ولكنها خسرت في جولة الإعادة أمام الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون. السويد أيضا انضمت إلى القائمة وباقي الدول الأوروبية سوف تلتحق باليمين المتطرف إن آجلا أم عاجلا. وعلينا أن لا ننسى وأن نتعلم من دروس التاريخ كيف أن الأوضاع الاقتصادية المتأزمة في عدة دول أوروبية التي أعقبت الكساد العظيم(١٩٢٩م) في الولايات المتحدة قد أدَّت الى ظهور هتلر في ألمانيا, موسوليني في إيطاليا و فرانكو في إسبانيا وهو كانوا أطرافا رئيسيين في الحرب العالمية الثانية.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment