Flag Counter

Flag Counter

Thursday, February 22, 2018

أسطورة نهاية العالم وخرافات الأديان والمذاهب

هناك إتجاه متنامي لإثارة حالة من الذعر على المستوى العالمي سواء عن طريق الفيديوهات او الندوات والمحاضرات التي تتكلم عن نهاية العالم وهرماجيدون وما سوف يحصل سنة 2018 من أحداث عالمية خصوصا من المسلمين ممن يفسرون أحاديث نهاية العالم وأن ظهور المهدي سوف يكون سنة 2018 مع التركيز على شهر رمضان. وتلك النبوئات والتوقعات ليست محصورة بالمسلمين سنة أو شيعة بل اليهود وكذالك المسيحيين, فسفر الرؤيا من العهد الجديد من الكتاب المقدس عن المسيحيين يركز على تلك المسالة. وفيما يخص اليهود فللأمانة لست مطلعا بما فيه الكفاية على نبوئاتهم المتعلقة بنهاية العالم ولكنني أسمع أن التلمود يحتوي على الكثير منها. كما أن هناك الكثير من النبوئات بين صفحات العهد القديم ولكنها مكتبة بلغة التورية وتحتاج إلى متخصصين لقرائتها وفهمها.
من يشاهد تلك الفيديوهات او يقرأ تلك النبوئات او تحليلات النصوص المقدسة عند المسلمين والمسيحيين واليهود, يتخيل ان الله سوف ينزل أعمدة من نار يحرق بها الأرض وهكذا سوف ينتهي العالم. إن تلك الرسائل تحاول هوليود نشرها عن طريق أفلام الإثارة والتشويق كفيلم (Knowing) بطولة النجم نيكولاس كيج وفيلم ورلد ور زيد(World War Z) بطولة النجم براد بيت وفيلم 2012 بطولة جون كوساك. كما انه هناك أفلام مخصصة لمرحلة مابعد نهاية العالم كسلسلة أفلام ماد ماكس(Mad Max) وفيلم أنا الأسطورة(I am Legend) من بطولة النجم ويل سميث وفيلم الطريق(The road) بطولة الممثل فيجو مورتينسن وفيلم كتابإيلاي(The book of Eli) بطولة الممثل دينزيل واشنطون.
إن الهدف من تلك السيناريوهات الكارثية التي يتم الترويج لها في وسائل الإعلام المختلفة هو نشر حالة من الخوف والفزع تجعل تمرير أجندات وقوانين إستثنائية أمرا مقبولا بين الشعوب بذريعة الإجرائات الإحتياطية والوقائية. ولعل أحد الأمثلة هو قانون باتريوت السيئ الصيت والسمعة الذي تم تمريره خلال فترة زمنية قصيرة من كارثة سيبتمبر في الولايات المتحدة والذي يسمح للحكومة الأمريكية بالتجسس على هواتف المواطنين الأمريكيين وعناوين البريد الإلكتروني وأجهزة الفاكس بدون إذن قضائي. كما تفجرت فضيحة كبيرة إثر أخبار عن قيام شركات بريد إلكتروني كجوجل وياهو بالتعاون مع الحكومة الأمريكية بكشف بيانات عملائها بدون أذونات قضائية مناسبة وبدون إرسال إشعار للعملاء لإخبارهم بذالك. وفي دول أوروبا خصوصا بريطانيا, يتم تعزيز المراقبة عبر الكاميرات بذريعة مكافحة الإرهاب حيث لم يبقى مكان للخصوصية حيث قد تقوم الحكومة بتثبيت كاميرات المراقبة في غرفة نومك او حتى في حمامك بذريعة حماية الأمن القومي.
تعددت السيناريوهات والنهاية واحدة, نهاية العالم. وقد تكون تلك النهاية بحرب نووية, كارثة إقتصادية عالمية, ظهور الديناصورات, وباء يقضي على البشرية, العصر الجليدي, كوارث طبيعية كالزلازل والبراكين والإنفجارات الشمسية وغير ذالك سيناريوهات لا تعد ولا تحصى. المشكلة أن هناك الكثيرين ممن يندمجون في حبكة الرواية ويبدئون في البحث في النصوص الدينية عن التفسيرات والتبريرات التي توافق هواهم وحالتهم النفسية التي وصلوا إليها. إن كل ذالك بالإضافة إلى أن له علاقة بتقييد الحريات ومصادرتها إلا أن له أهدافا تجارية حيث هناك من يكسب مئات الملايين من الدولارات من الأفلام الإثارة والأفلام الدعائية والوثائقية. كما أن الطغمة الدينية الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية أو أي ديانة أخرى لا على التعيين والتي تتشارك مع كبار رجال المال والأعمال والنخب الإقتصادية في نهب خيرات الشعوب والتلاعب بمشاعرها وعواطفها بإسم الدين لن تجد مناسبة لتظهر فيها على الشاشات ومحطات الإعلام بدون الحديث عن نهاية العالم وأحداث نهاية العالم حيث تقوم مهمتها الحصرية على الترويج للخرافات والغيبييات والضحك على عقول المتابعين لبرامجهم. كل من يزعمون نهاية العالم في هذه السنة او تلك السنة كنهاية العالم في سنة 2016 و 2018 وأن حضارة المايا تنبأت بنهاية العالم في سنة 2012 أو في أي سنة أخرى فكلهم كاذبون ودجالون. فلو أراد الله أن يعلن توقيت نهاية العالم لأعلنها صريحة وواضحة ومن يزعم أن هناك نبيا أو رسولا توقع نهاية العالم أو تنبأ بها وكتب ذالك في نصوص صريحة وواضحة فهو كذاب ومشعوذ. ففي العهد الجديد من الكتاب المقدس, هناك نص من إنجيل القديس متى 24:44 يذكر على لسان يسوع المسيح له المجد النص التالي:"لذلك كونوا أنتم أيضا مستعدين، لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان," والمقصود بإبن الإنسان هو يسوع المسيح والذي هو عند بعض الطوائف المسيحية يعتبر الرب بحسب نظرية التثليث. حتى في النصوص الدينية الإسلامية, ليس هناك نص صريح وواضح في القرأن او في السنة بإعلان توقيت نهاية العالم.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment