الأحافير النباتية والحيوانية ليست ضرورية لتكوين النفط الخام والغاز الطبيعي كما أثبتت أبحاث علماء سويديين.
ماذا كان سوف يحصل لو تم إثبات أن "الوقود الأحفوري" لم يكن مسألة متعلقة بتحلل النباتات والحيوانات, وأنه في الحقيقة تكون في باطن الأرض نتيجة تفاعلات كيميائية بسيطة وأنه لاحاجة لأن تكون خائفا نتيجة الإعتقاد بقرب نفاذ النفط والغاز الطبيعي؟
تقديرات النفط الخام المستخرجة من كوكبنا تتباين على نطاق واسع. الإحصائيات التي نشرت في أواخر شهر مايو سنة 2009 في المجلة الدولية لتكنولوجيا النفط والغاز والفحم تقترح أننا إستخدمنا أكثر مما نظن.
الفكرة بأن النفط الذي نستهلكه في طريقه إلى النفاذ تعد أمرا جديدا. العلماء أخبرونا أن النفط عبارة عن مورد محدود تشكل منذ ملايين السنين نتيجة تحلل كائنات نباتية ومكونات حيوية من النباتات والحيوانات المنقرضة. الكمية التي تم إستخراجها من الأبار العميقة منذ أن بدأ الحفر التجاري سنة 1870 تقدر بتريليون برميل, الكثيرون توقعوا أننا نقترب من نقطة نصف كمية النفط المتبقية على الكوكب.
ولكن كان هناك دائما من يزعمون أن النفط هو عبارة عن مادة طبيعية تتكون بشكل تلقائي في طبقة(دثار-غشاء) القشرة الأرضية. هم يذكرون أنه عمليا في كل مكان إذا كنت قادرا على الحفر بعمق كافي لتحصل عليه.
المؤيدين لنظرية الأصل اللاإحيائي للنفط يزعمون أن البرهان موجود في حقيقة أن العديد من الأبار المهجورة والتي كانت منتجة في السابق, قد وجدت ممتلئة مرة أخرى بعد سنين عديدة, يزعمون أن النفط المتجدد تكون بفعل قوى طبيعية في طبقة(دثار-غشاء) القشرة الأرضية.
المنتقدون لنظرية النفط اللاإحيائية يختلفون في رأيهم حيث يزعمون أن الأبار المهجورة من الممكن أن يتبين إمتلائها بعد بضعة سنين ولكنها تبقى غير متجددة. إن ذالك ببساطة نتيجة تأثير هجرة النفط ببطئ من خلال الفراغات المسامية من مناطق الضغط المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض في البئر الذي تم حفره. إذا تم إستخراج ذالك النفط فإن الحفرة سوف تستغرق وقتا أطول لتمتلئ مرة أخرى. هم يصرون على أن النفط هو مورد غير متجدد تكون وترسب تحت ظروف بيولوجية وجيولوجية معينة.
حتى الأن فإن المؤمنين بنظرية النفط اللاإحيائية تم نبذهم بإعتبارهم يصرحون بأراء علمية خاطئة ولكن للأسف فإن دراسة جديدة أثبتت أنهم على صواب.
قام موقع علوم وتكنولوجيا بنشر تقرير أن باحثين في المعهد الملكي للتكنولوجيا في العاصمة السويدية ستوكهولم إستطاعوا إثبات أن أحافير الحيوانات والنباتات ليست ضرورية لتكوين النفط الخام والغاز الطبيعي. تلك النتائج تعتبر ثورية لأن ذالك يعني أنه من ناحية سوف يصبح من الأسهل البحث عن مصادر الطاقة ومن ناحية أخرى, أنه يمكن العثور عليها في جميع أنحاء العالم.
يذكر الأستاذ الجامعي في المعهد الملكي للطاقة فلاديمير كيتشروف أنه بالإستعانة بأبحاثنا, يمكننا القول أين يمكن العثور على النفط في "السويد".
جنبا إلى جنب مع إثنين من زملائه الباحثين الجامعيين, قام فلاديمير كيتشروف بمحاكاة عملية تنطوي على الضغط والحرارة والتي تحدث في الطبقات الداخلية من الأرض, العملية التي تولد الهيدروكربونات والتي تعد المكون الأساسي للنفط والغاز الطبيعي.
وفقا لفلاديمير كيتشروف فإن النتائج تعد مؤشرا واضحا بأن إمدادات النفط ليست على وشك الإنتهاء وذالك ماكان يخضاه الخبراء والباحثون في المجال لفترة طويلة.
ويضيف فلاديمير كيتشروف أنه على سبيل المثال ليس هناك مجال للنفط الأحفوري بمساعدة الجاذبية أو قوى أخرى أن يتسرب لعمق 10.5 كم في ولاية تكساس والتي تعد غنية بحقول النفط. وكما يراها فلاديمير كيتشروف فإن ذالك يعد دليلا بجانب نتائج أبحاثه الخاصة عن تكوين تلك المصادر من الطاقة والتي يمكن ان تتكون بطرق أخرى بديلة للأحافير. لقد كان هاذا منذ فترة طويلة مسألة نقاش مستفيض بين العلماء.
" ليس هناك شك أن أبحاثنا تثبت ان النفط الخام والغاز الطبيعي يتكونان من دون إشتراك الأحافير. كل أنواع طبقات الصخور الأديمية(التي تستند إليها المواد السطحية) تستطيع أن تكون خزانات نفطية" كما صرح فلاديمير كيتشروف, ويضيف أن ذالك ينطبق على الأراضي البرية التي لم يتم التنقيب فيها عن تلك المصادر من الطاقة.
ولكن الإكتشاف له المزيد من الفوائد حيث الدقة في إيجاد النفط قد إزدادت بشكل كبير من 20% إلى 70%. وحيث أن التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي يعد عملية مكلفة جدا وسوف تتغير صورة التكلفة جذريا بالنسبة للشركات البترولية وفي النهاية ربما للمستهلكين.
يصرح فلاديمير كيتشروف "بانه سوف يتم توفير مئات المليارات".
لتحديد أين سوف يكون من المجدي التنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط, فإن فلاديمير كيتشروف قد إستخدم أبحاثه للوصول إلى طريقة جديدة. إنها تنطوي على تقسيم العالم إلى قنوات متداخلة بدقة مع بعضها البعض تتوافق مع شقوق تسمى "قنوات الهجرة"(النزوح), من خلال الطبقات الكامنة أسفل سطح الأرض حيث أينما إلتقت تلك الشقوق(قنوات الهجرة), فإن ذالك ملائم للتنقيب.
إن نتائج تلك الأبحاث وفقا لفلاديمير كيتشروف هي تعد في غاية الأهمية حيث أنه ليس بأقل من 61% من الطاقة التي يتم إستهلاكها عالميا مصدرها من النفط الخام والغاز الطبيعي. الخطوة التالية في ذالك العمل البحثي تنطوي على المزيد من التجارب ولكن قبل كل شيئ فإن صقل تلك الطريقة سوف يجعل من الأسهل العثور على الأماكن المناسبة من أجل التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي.
إن إعمال فلاديمير كيتشروف, أنطون كوليسنيكوف وأليكساندر غونشاروف قد نشرت مؤخرا في مجلة علوم الأرض الطبيعية.
رابط الموضوع المترجم:
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment