Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, February 25, 2015

هل من الممكن أن تستخدم الصين القوة العسكرية لحماية مصالحها النفطية؟

للإجابة على ذالك السؤال الذي هو عنوان للموضوع علينا أن نتذكر أن الصين ليس لديها تاريخ من التدخل العسكري في شؤون الغير بل أنها كانت معرضة دوما للتدخل والغزوات من قبل دول مثل اليابان بينما أمريكا على سبيل المثال لا تتردد في التدخل العسكري في حال شعرت أن مصالحها أو مصالح شركاتها العملاقة مهددة, وسواء كانت تلك الشركات نفطية أم غير نفطية لا فرق.
تاريخ الولايات المتحدة حافل بعمليات التدخل العسكري المباشر أو تدبير الإنقلابات العسكرية في بلدان معينة مثل جواتيمالا الذي تم تدبير إنقلاب على رئيسها المنتخب ديمقراطيا جاكوبو أربينيز لأن تصرفاته هددت مصالح الشركات الأمريكية ومصالح أمريكا كدولة حيث سعى للحد من سيطرة شركة الفواكه المتحدة على أراضي ومقدرات جواتيمالا حيث كانت تمتلك ٤٢% من أراضي جواتيمالا وكامل السكة الحديد وشركة الكهرباء والتلفون والتلغراف. وقد ذكرت موضوع إنقلاب جواتيمالا كدليل على أن النفط ليس هو السبب الوحيد الذي من أجله يتم تدبير الإنقالابات والتدخلات العسكرية فهناك أيضا بنما وجرينادا, فمن باب أولى أن تتدخل لضمان إستمرار تدفق الذهب الأسود. وبسبب حساسية أمريكا تجاه تناقص إمداداتها من النفط فقد تقوم بمحاولة التدخل في فنزويلا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لضمان عودة تدفق النفط الفنزويلي إلى مستواه الطبيعي.
السؤال هنا وماذا عن الصين؟
الجواب في أن الصين سوف تضطر قريبا للتخلي عن سياسة الرجل اللطيف أو السيد اللطيف إذا أرادت حماية مصالحها خصوصا النفطية حيث لم يعد يخفى على الجميع أن الصين قد زادت إنفاقها العسكري وأنها تمتلك حاملة طائرات وتعمل على إمتلاك المزيد منها وسوف تجد نفسها في مواجهة الند بالند مع من يهدد مصالحها حتى لو كان الولايات المتحدة نفسها.
في أمريكا لايوجد أحد يدرك أهمية النفط وضمان إستمرار التزود به أكثر من البنتاجون حيث أن الجيش الأمريكي يستهلك ٣٥٠ ألف برميل من النفط يوميا ويعد أكبر مستهلك صناعي للنفط في العالم إذا نظرنا للجيش الأمريكي بصفته كمشروع مستهلك للنفط. كما أن التاريخ أثبت أن أعتى وأقوى جيوش العالم قد يتسبب تناقص الإمدادات النفطية في هزيمتها كما حصل مع الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية وخصوصا في معركة الأردين حيث تسبب نقص الوقود في توقف الدبابات الألمانية عن العمل وسهولة تدميرها من قبل جيوش الحلفاء.
إذا قمنا بحساب المركز الذي تحتله القوات المسلحة الأمريكية كمستهلك للنفط على أساس كونها دولة مستقلة فسوف تحتل المركز ٣٨ تسبقها السويد والقوات الجوية الأمريكية لوحدها تستهلك ٢.٥ مليار جالون في السنة من الوقود. إن أي تقلب في سعر الوقود بمدى عشر دولارات أمريكي لبرميل النفط سوف يكبد ميزانية القوات المسلحة الأمريكية ١.٣ مليار دولار تضاف إلى عجز الميزانية الأمريكية المتزايد.
هناك بديل قد يكون متوفرا محليا وهو الوقود الحيوي من نباتات مثل الذرة وفول الصويا ولكن سعر الجالون قد يبلغ ٣٥ دولارا أمريكيا وهو يعادل عشرة أضعاف تقريبا سعر الغالون من وقود الطائرات المستخرج من النفط.
إن التقلبات في أسعار النفط وتجاوزها حاجز مائة دولار قد تشكل أخبارا سارة لدول مصدرة للنفط كفنزويلا والمملكة العربية السعودية والكويت ولكنها بالتأكيد العكس بالنسبة للدول المستوردة للنفط مثل الولايات المتحدة والصين. هناك أيضا تزايد في إستهلاك الغاز ومحاولة إحلاله محل النفط ولكن لا يمكن ذالك بشكل كلي وروسيا لديها إحتياطيات ضخمة من الغاز تحاول بواسطتها أن تمد نفوذها لأوروبا التي تعد مستهلكا رئيسيا للغاز الروسي. ألمانيا أعلنت عقب كارثة مفاعل فوكوشيما في اليابان أنها سوف تكون دولة خالية من المفاعلات النووية سنة ٢٠٢٢ مما رسم إبتسامة واسعة على وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأن ذالك معناه إزدياد إعتماد ألمانيا على الغاز الروسي الذي يشكل نسبة ١\٣ من واردات ألمانيا من الغاز خصوصا عبر خط أنابيب نورد ستريم (Nord Stream) والذي يعد الأطول في العالم ويمتد مسافة ١٢٠٠ كم تحت بحر البلطيق بين مدينتي فيوبرغ (Vyborg) الروسية وجريسفوالد (Greifswald) في شمالي ألمانيا
إن التغيير الذي شهدته السنوات الأخيرة على مشهد بيع وشراء النفط هو تزايد تحكم الشركات الحكومية في كميات متزايدة من النفط مما يترك كميات أقل لتداولها في السوق الحر. شركات مثل أرامكو السعودية, روزنيفت, شركة نفط الهند, سينوبك وشركة النفط الصينية تعد لها وزنها وتأثيرها الذي لايمكن تجاهله في سوق صناعة النفط.شركات النفط الحكومية في الصين والهند لديها عقود طويلة الأجل مع شركة نفط أرامكو السعودية والصين تجاوزت الولايات المتحدة كأكبر مستورد للنفط السعودي مما يؤدي إلى زيادة تمتين العلاقات بين السعودية وكل من الصين والهند. إن إزدياد معدل التبادل النفطي بين شركات النفط الحكومية سوف يؤدي إلى تشعب شبكة من العلاقات بين تلك الشركات وبالتالي بين الدول التي تتبع لها تلك الشركات مما سوف يؤدي إلى نشوء تحالفات بين تلك الدول تتمحور حول تأمين طرق إمداد النفط ومصادره أكثر مما تتمحور حول العلاقات السياسة أو الإقتصادية.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment