Flag Counter

Flag Counter

Saturday, February 28, 2015

نهاية العالم كما نعرفه - هل لإسلام هو الحل والديمقراطية الغربية هي المشكلة؟

للإجابة على ذالك السؤال وإسقاط الإجابة على واقعنا المعاصر وفهم الكيفية التي يفكر فيها الغربيون ويديرون معركتهم الإعلامية التي تتصدرها شعارات تعبر عن مخاوفهم من أسلمة أوروبا يضاف إليها عشرات المواضيع التي تظهر في الصحف والمجلات تتصدرها كلمة أوروبيا(Eurabia), فإنه علينا تقسيمه إلى قسمين وهما; هل الإسلام هو الحل, هل الديمقراطية الغربية هي المشكلة؟
يتكرر في الإعلام الغربي بشكل عام والأوروبي بشكل خاص النقاش حول المشكلة الديمغرافية وتناقص معدلات الخصوبة حيث يتم فيها التركيز على الهجرة الإسلامية وأسلمة أوروبا وتجاهل الأسباب الحقيقية وهي تفسخ وتحلل القيم الأخلاقية وإستنزاف الحضارة الأوروبية خصوصا مفهوم الأسرة التي تشكل اللبنة الأولى لبناء أي مجتمع وإستمرار أي حضارة.
ولو قمنا بالنظر للمشكلة نظرة منطقية وعقلانية فماهي علاقة المسلمين بإنخفاض معدل الخصوبة للنساء في الغرب؟ هل المسلمون لهم دور في ذالك؟ هل قام المسملون بإضافة مواد إلى طعام ومياه الغربيين لتخفيض نسبة الخصوبة لديهم؟
وقد يظن البعض أن الفتاوي المتعلقة بالزواج والطلاق والإنجاب محصورة برجال الدين المسلمين ولكن هل سمع أحدكم بفتاوي الفاتيكان تحريم إستخدام وسائل منع الحمل للمنتمين للكنيسة الكاثوليكية حتى في الدول التي تستفحل فيها الأمراض الجنسية وخصوصا الإيدز والسفلس؟ أتخيل القساوسة الكاثوليك يحملون ألات حاسبة أو لديهم ساعة في الفاتيكان شبيهة بساعة الدين القومي الأمريكي لمراقبة أعداد المنتمين للكنيسة الكاثوليكية مقابل المنتمين للدين الإسلامي؟ المهم بالنسبة إليهم هي المقارنة العددية فهي تشكل لهم كابوسا ولايهمهم إن كان أتباع كنيستهم مصابون بالإيدز والأمراض الجنسية بالإضافة إلى موقفهم المعارض بشدة للإجهاض.
وقد يكون الوضع الإقتصادي أفضل في الدول الأوروبية مقارنة ببعض الدول العربية أو أغلبها, المسألة نسبية تحتمل الخطأ أو الصواب ولكن ماهي أسباب عزوف المواطنين اللغربيين عن الزواج وإنجاب الأطفال؟
الإعلام الغربي يقوم وبشكل مستمر بالعمل على هدم الأسرة كشيئ له قيمة في حياة الإنسان حيث يتم الترويج للعلاقات خارج إطار الزواج وأن بناء الأسرة سوف يقيد حرية الإنسان في العمل والتنقل والسفر بالنسبة للرجل والمرأة على حد سواء. كما يتم الترويج للعلاقات الشاذة المثلية وتشريع القوانين بخصوص الزواج المثلي بل وتبنيهم للأطفال أو في حالة زواج النساء من بعضهم البعض فيمكن لأحدهم القيام بتلقيح صناعي من متبرع مجهول وإنجاب طفل. يتم كل ذالك من خلال البرامج والأخبار والمسلسلات التي تروج لمثل تلك القيم خصوصا برامج وأخبار نجوم السينما في هوليود ونجوم الرياضة والتي تركز على أخبار زواجهم وطلاقهم وكيف أن الزواج قد يحد من النجاح المهني أو يؤثر على عمل أو نجومية الممثل او الفنان.
النتيجة أنك قد تجد من هم متزوجون في الغرب لمدة عشرة سنين او عشرين سنة وبدون أطفال ولم يفكروا حتى في إنجابهم أو من هم في علاقات خارج إطار الزواج بدون إنجاب أطفال ويستخدمون وسائل منع الحمل أو لايذهبون لطبيب لمعرفة سبب تأخر الإنجاب. الحكومات الغربية تبذل بعض الجهود في سبيل مكافحة تلك الظاهرة كإعفائات ضريبية على الأسرة يتم تحديد نسبتها بعدد المواليد وإجازات أمومة مدفوعة الأجر ومنح مالية لمرة واحدة لكل مولود جديد قد تبلغ أكثر من ألف دولار أمريكي أو مايعادلها في بعض الدول.
ولكن المشكلة في أغلب الدول الغربية أعمق بكثير من أن تحلها إعفائات ضريبية او ألف دولار تمنح لمرة واحدة عن كل مولود جديد يولد للأسرة. النظرة الغربية للمشكلة سطحية وبعض تلك الحلول قد اعطت نتيجة عكسية حيث يزداد عدد الأمهات العازبات بشكل كبير وتزداد معهم عدد قضايا المحاكم المتعلقة بالنفقة والسؤال هو كيف سوف يتمكن شاب عمره 18 سنة من توفير نفقة طفل وتحمل مسؤولية منزل وهو مازال يسكن مع والديه ويستلم منهم مصروفا؟ كيف سوف تتمكن أم أوروبية عزباء عمرها قد لايزيد عن 16 عاما من رعاية طفل وتحمل مسؤولية أسرة؟ إن مشكلة الأمهات العازبات والمواليد خارج إطار الزوجية بدأت تشكل ضغطا حقيقيا على الجهات المختصة بالتعامل مع تلك المشاكل وتعد أزمة حقيقية في الدول الغربية وخصوصا بريطانيا والولايات المتحدة.
إن العامل الديمغرافي وإنخفاض معدل الخصوبة الذي يؤدي إلى تناقص معدل المواليد يضع المسؤولين في الدول الغربية أمام مشكلة حقيقية أو هي أزمة متعلقة بإزدياد اعداد المتقاعدين والإلتزامات المتعلقة بهم من معاشات تقاعد وتكاليف رعاية صحية. تناقص أعداد المواطنين الذي يقومون بالحلول مكان المتقاعدين في سوق العمل سنة بعد سنة بسبب تناقص اعداد المواليد سوف يؤدي إلى مواجهة الكثير من الدول الأوروبية والأسيوية أزمة مزمنة إن طال الزمن أو قصر, فمن سوف يقوم بدفع كل تلك المعاشات التقاعدية والتأمينات والإلتزامات للعجزة وكبار السن والمتقاعدين؟
ألمانيا تعد أكبر دولة صناعية اوروبية والمستشارة الألمانية أنجيلا ميريكل بدون أطفال ولكن ذالك امر ثانوي ذكرته على الهامش لأوضح كيف ان عدم الإهتمام بتكوين أسرة هي مشكلة حقيقية في هرم القاعدة الإجتماعية للدول الأوروبية كما هي في قمة ذالك الهرم. تخيلوا أن مدينة ألمانية تدعى(غوسلار - Goslar) وهي واحدة من أجمل البلدات الألمانية ومصنفة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي قد عرضت بلديتها منح منازل للشباب ممن يقبلون أن ينضموا لقائمة المقيمين فيها بسبب إنخفاض عدد سكانها من 50 ألفا إلى أربعة ألاف في فترة زمنية لا تتعدى عشرة سنين. فتخيلوا من سوف يلبي نداء رئيس بلديتها أوليفر جونك في بلد تزعم حكومته رسميا وتعترف بأن تحول بلدهم إلى دولة إسلامية أصبح مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.
ولكن المشكلة التي تعاني منها ألمانيا تعد ثانوية بالنسبة لدول أخرى مثل اليابان وتايوان والصين والهند ودول أخرى حيث أن المجتمع الألماني مجتمع ديناميكي ومنفتح ومستعد لإستقبال موجات من المهاجرين للتعويض عن إنخفاض معدل الخصوبة لدى المواطنين الألمان فماذا عن دولة مثل الصين حيث سياسة الولد الواحد وتفضيل الأسرة الصينية للذكور على الإناث قد أدى إلى تناقص حاد في أعداد الإناث وتفاقم المشكلة. وكما هو من المعلوم بالضرورة إختلاف الحالة من بلد إلى أخر فالموروث الإجتماعي في الهند والذي يفرض على النساء تقديم المهور لأزواجهم وليس العكس قد أدى إلى تفضيل الأسر الهندية للمواليد الذكور وإزدياد معدلاتهم على الإناث وإزدياد نسب الإجهاض في حالة كشف الجنين الأنثى حيث أصبح ذالك ممكنا بسبب إنتشار أجهزة الكشف المبكر عن جنس الجنين وإنخفاض أسعار الفحوصات. دول مثل تايوان, الصين والهند تعاني من مشكلة أن طبيعة تلك المجتمعات تجعل من الصعب عليهم إستقبال الهجرة وإستيعابها فمن ناحية هناك الإكتظاظ السكاني ومن ناحية أخرى هناك عوائق كاللغة والعادات والتقاليد.
اليابان تعد أيضا مثالا على الدول الأسيوية التي تعاني من المشكلة الديموغرافية والتي لم يجدوا الحل المناسب لها إلى الأن فالمجتمع الياباني يعاني من نفس المشكلة المتعلقة بتفضيل مواليد الذكور على الإناث كما أنهم شعب يفضل المحافظة على نقائه العرقي. ولي عهد اليابان الأمير ناروهيتو والذي سوف يصبح إمبراطورا في المستقبل ليس لديه ولي للعهد وأنجب إبنة واحدة تسمى الأميرة آيكو حيث لم يولد للأسرة الإمبراطورية اليابانية أي مولود ذكر منذ خمسة وستين عاما. أخر الأخبار التي قرأتها في موقع البي بي سي العربي عن اليابان فإن زوجته الأميرة ماساكو حامل فإن لم يكن المولود ذكرا فإن هناك لجنة وزارية تدرس تعديل قانون الوراثة الياباني للسماح بتولي إمرأة عرش البلاد.
اليمينيون المحافظون من لف لفيفهم من المفكرين ومعاهد الأبحاث(Think Tanks) والمؤيدين للشركات الإحتكارية العملاقة يقومون بالترويج لوجهة نظرهم التي يمكن تلخيصها; بأن نموذج دولة الرعاية الإجتماعية-الديمقراطية هي دولة تم بنائها وفق نموذج فاشل وغير قابل للإستمرار لأنها تقوم بسلب مواطنيها الإحساس بالمسؤولية مما يجعلهم أضعف في مواجهة التحديات. النموذج الذي يقترحون قائم على مبدأ إشراف الدولة على الشؤون الإجتماعية والإقتصادية والصحية إشرافا غير مباشر وتسليم المسؤولية للشركات الخاصة والشركات الإحتكارية.
نموذج أثبت فشله حتى داخل الولايات المتحدة وجميع الدول الأوروبية والأسيوية والعربية التي طبقته زادت فيها الفجوة بين الفقراء والأغنياء وإزدادت كل انواع الفوارق الإجتماعية حيث أن ذالك النموذج يفتقد إلى نظام قضائي عادل فهو مصمم لمصلحة الشركات الإحتكارية والتوسعية العملاقة ومصمم للعمل في ظل نظام العولمة وإتفاقيات التجارة الحرة. ذالك النموذج عاجز عن تقديم هوية مواطنة حقيقية للمهاجرين الجدد فيبحثون عنها في مكان او رمز أخر, وقد يكون الجهاد هو ذالك الرمز.
وعلى الرغم من فشل ذالك النموذج فإن هناك من يزال يؤيده ويروج له حيث يزعم بعضهم أن الحرب الباردة إنتهت بالنسبة للولايات المتحدة بينما لم تنتهي بالنسبة إلى دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا لأن مواطنيها يصوتون للأحزاب الإجتماعية الديمقراطية والتي تقوم برامجها الإجتماعية على الرعاية الصحية المنخفضة التكلفة وبرامج الرعاية الإجتماعية والإهتمام بالمعاشات التأمينية والتقاعدية للعجزة وكبار السن. هم يعتبرون أنه بذالك فإن الشيوعية في أوروبا لم تنهزم وتندحر  وأن الحرب الباردة في أوروبا لم تنتهي. مبدأهم قائم على نظرية الإنتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح وبذالك فإن تلك الفئات من صغار الكسبة والعمال البسطاء والعجزة وكبار السن ممن هم ليسوا بقادرين على العطاء لتقدمهم في السن أو ممن يعملون في مهن بسيطة لا تحظى بأي إهتمام من قبل أمثال هؤلاء المحافظين واليمينيين فهم فئات إنتهت صلاحياتها ولا تستحق أي رعاية او خدمات.
بالنسبة لهم فإن الحل هو بزيادة قوة الولايات المتحدة خصوصا من الناحية العسكرية ويتسائلون عن الكيفية التي سوف تحترمهم فيها دول مثل روسيا والصين وفرنسا وبلجيكا وهم هشاشة ردة فعلهم على أول هجوم إرهابي داخل أراضي الولايات المتحدة؟ هم يتسائلون ماهي فائدة الحجم الكبير للقوات المسلحة للولايات المتحدة إذا كانت ليس لديها القابلية للذهاب للحرب وتحسب حسابا لعدد الضحايا؟ بالنسبة إليهم فإن هؤلاء الضحايا هم مجرد أرقام في عملية الدفاع عن مصالح الشركات العملاقة والإحتكارية التوسعية المتوحشة.
شعار الإسلام هو الحل يتعرض للمتاجرة به من قبل أحزاب وشخصيات إسلامية تفتي بين أعضائها بأن الديمقراطية والإنتخابات حرام شرعا وأن البرلمانات هي كفر لأنها لا تحكم بما انزل الله وأن الأحزاب بدعة ثم يقومون هم أنفسهم بالمشاركة في الإنتخابات وتأسيس أحزاب وتكون محصلة إنجازاتهم هي صفر كما في حالة الإخوان المسلمين في مصر وتونس التي شارفت على الإفلاس في أثناء حكم حزب النهضة وكذالك في المغرب حيث لم تطبق تلك الأحزاب أي شعارات من تلك التي كانوا يضحكون على البسطاء بها ويطلقونها للإستهلاك الإنتخابي.
السؤال هل نجحت الديمقراطية الغربية في حل أي من المشاكل التي تواجههم خصوصا المشكلة الديمغرافية؟
أصول المشكلة الديمغرافية في أوروبا برأي الشخصي تعود بدايتها إلى فقدان أعداد كبيرة من السكان خصوصا الذكور بسبب الحروب وضحايا الأوبئة. مرض الطاعون او وباء الموت الأسود والذي إنتشر في أوروبا وأسيا في الفترة 1347-1353 وأدى إلى إبادة أكثر من 30% من سكان أوروبا. الحرب العالمية الأولى 1914-1918 وأدت إلى 9 ملايين ضحية أغلبهم من الذكور وهناك من يرفع عدد الضحايا إلى 20 مليون ضحية بين مدنيين وعسكريين. وباء الإنفلونزا 1918 أو ماعرف بإسم الإنفلونزا الإسبانية حيث لم تكد أوروبا تنتهي من الحرب العالمية الأولى حتى بدأ تساقط الضحايا بسبب ذالك المرض حيث هناك تقديرات لعدد الضحايا بين 20-100 مليون. الحرب العالمية الثانية التي بلغ عدد ضحاياها 50-85 مليون يشكلون 2.5% من سكان العالم في ذالك الوقت. وقبل كل تلك الأحداث علينا أن لا ننسى دور محاكم التفتيش في العصور الوسطى والتي يقال ان ضحاياها بلغ 5 ملايين شخص منهم مليون أمرأة تم قتلهم أو حرقهم بتهمة ممارسة السحر الأسود حيث أن كل من يملك قطة سوداء في تلك الفترة كان يعرض نفسه للمسائلة بتهمة ممارسة السحر وكل من يملك نسخة من الكتاب المقدس من غير رجال الكهنوت ومن تصرح لهم الكنيسة بذالك يعرض نفسه لمسائلة محاكم التفتيش.
من الواضح أن تناقص اعداد سكان أوروبا والمسألة الديمغرافية ليست مشكلة المسلمين بل هي بسبب المرض وكذالك الحروب التي يخوضونها بين بعضهم البعض خصوصا حرب الثلاثين عاما وحرب المائة عام  الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.
المشكلة التي نواجهها نحن المسلمون وعلينا أن نعترف بها بكل صراحة ووضوح هي أن جميع النماذج التي قدمناها بعد إنتهاء عصر الخلفاء الراشدين كانت فاشلة وغير مشجعة بداية من الدولة الأموية ثم العباسية ثم عصور التفكك وحكم العبيد والخصيان والدولة العثمانية وهي كلها نماذج قامت على نظرية التفوق العرقي والسياسي لفئة مسلمة على حساب فئة وهو ماينافي ويعاكس المبدأ الذي قام عليه الإسلام بالمساواة بين المسلمين ولذالك لم تدم تلك النماذج وإنهارت بطريقة خلدت في التاريخ ببشاعتها ودمويتها. حتى في واقعنا المعاصر لم نقدم غير نماذج فاشلة جعلت تطبيق فكرة الحكم الإسلامي غير مشجعة رغم نقائها في الجوهر وديناميكيتها وقابليتها للتكيف مع كل الأزمان وكل ذالك سبب سوء التطبيق. الصومال, الشيشان, كوسوفو, أفغانستان هي نماذج تحليل أسباب فشلها يتلخص في جملة واحدة(كانت فاقدة لجوهر الإسلام والذي يمكن تلخيصه في ثلاثة كلمات, الرحمة والمساواة والعدل).
الغربيون يسألون أسئلة مثل هل لدى المسلمين حساسيات من مبدأ أو مفهوم المجتمعات الحرة؟ هل تستطيع الدول الغربية أن تقوم بحل مشكلتها الديمغرافية بواسطة الهجرة الإسلامية بدون أن تتغير هويتها العلمانية الديمقراطية؟ ماهو التغيير الذي سوف يطرأ على الدول الأوروبية في مجال الفن والثقافة والبحث العلمي والطب في حالة تحولت إلى دول إسلامية أو أن نسبة مؤثرة من السكان من المسلمين؟ ماهو مصير الإتحاد الأوروبي وهل سوف يتحول للإتحاد الإسلامي؟
الأمريكيون يسألون ماهو مدى التأييد الذي سوف تتمتع به الولايات المتحدة في الأمم المتحدة من قبل دول أوروبية نسبة كبيرة من سكانها من المسلمين؟ هم يزعمون أنه من الأن هناك معارضة كبيرة داخل الأمم المتحدة لسياسات الولايات المتحدة. كيف سوف تنظر المحكمة العليا ي أحد الولايات الأمريكية لقضية مرفوعة امامها بخصوص زواج الشاذين جنسيا إذا كان 3 من قضاتها الخمسة هم من المسلمين؟
التشويه الذي أحدثه المسلمون في الغرب للإسلام بتصرفاتهم وإفتعالهم المعارك الجانبية على أمور ليست بذات أهمية بل وهناك خلاف عليها حتى داخل البلدان الإسلامية وهي لب المشكلة فهم يقدمون نماذج سيئة للمسلم. قضية الحجاب أم النقاب هي إحدى تلك المشاكل خصوصا في فرنسا والأن وصلت المشكلة للمحكمة الكندية العليا حيث تصر بعض المنقبات على أداء قسم اليمين لحصولهم على الجنسية الكندية وجواز السفر الكندي وهم يرتدون النقاب. رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر رفض حكم إحدى المحاكم المحلية بأحقية النساء بإرتداء النقاب في تلك الحالة وقام بالإيعاز إلى المدعي العام الكندي بتصعيد القضية إلى المحكمة العليا والتي حكمها يعد نهائي وغير قابل للإستئناف.
في فرنسا تم تحريم إرتداء الرموز الدينية على المسلمين والمسيحيين واليهود وجميع أتباع الديانات الأخرى داخل المؤسسات الحكومية والتعليمية ولكن المسلمين يصرون على مبدأ خالف تعرف.
قضية الجزائري الياس حجاج الذي سببها قيادة إحدى زوجاته السيارة بالنقاب بالمخالف من القانون وحيث أن التحقيقات قادت السلطات الفرنسية إلى أنه متزوج من أربعة نساء يحصلن على إعانات حكومية ومساكن خاصة بهم بصفتهم امهات عازبات بينما الحقيقة غير ذالك وأنه يقوم بتأجير المنازل ويسكن جميع الزوجات واولادهم في أحدها وأنه يمتلك مشاريع تجارية مثل ملحمة ومحل بقالة ومشاريع أخرى بالأموال التي تحصلها من الإحتيال على أنظمة الرعاية الإجتماعية الفرنسية. وحتى يزيد الياس حجاج الطين بلة زعم أنه متزوج من إمرأة واحدة والنساء الثلاثة الأخريات هم خليلات على مبدأ ماملكت أيمانكم وبما تسمح به الشريعة الإسلامية.
حاولت في هاذا الموضوع أن أبتعد عن تقديم رأي شخصي ما إستطعت وحاولت أن أحلل فيه موقف الطرفين والأسباب التي تقف وراء تلك المواقف وخصوصا الطرف الغربي. لم ولن أكون مؤيدا للأسباب التي تبرر للحكومات الغربية إضطهاد المسلمين أو تبرر تلك النوعية من المواقف مثل حرمان مهاجر متزوج من إمرأة فرنسية من الجنسية لأنه لا يسمح لزوجته بالذهاب إلى بركة السباحة ففي الكثير من الدول الغربية هناك نساء غربيات يفضلن الذهاب إلى نوادي رياضية أو حمامات سباحة تخصص ساعات للنساء وفي مدن لا يوجد فيها نسبة مؤثرة من المسلمين. كما أنني أدين تصرفات ذالك الجزائري فالتعدد في الإسلام له شروطه وأهمها الكفائة المالية للإنفاق على أكثر من زوجة وليس من شروط التعدد بحسب علمي أن تلك الكفائة المالية عن طريق الإحتيال على أنظمة الرعاية الإجتماعية.
كما أن ردة الفعل على الرسوم المسيئة او الفيلم المسيئ أو وضع القرأن بمراحيض معتقل جوانتانامو لا تكون بالقتل والتفجير وحرق الإنجيل والإنحدار إلى ذالك المستوى العنفي فتلك أفعال لا تنبع من عشوائية بل هي تخطيط مدروس لإحداث ردة فعل تكون محسوبة بعناية والإستفادة منها لتمرير أجندات معينة في بلدانهم والبلدان العربية والإسلامية بالمجمل. علينا أن نعترف أننا فشلنا في إمتصاص الصدمة الناتجة عن تلك الأفعال وفشلنا في أن نوضح للغربيين السبب للمكانة العالية التي يتمتع بها النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وسبب إستياء المسلمين من تلك الأفعال وفشلنا في إستغلال القانون لوقفها وفشلنا في تكوين لوبيات ضغط فاعلة كاللوبيات التي تمثل جاليات مختلفة في الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى وتهتم فعليا بمصالح تلك الجاليات وليست كالجمعيات المؤسسات الإسلامية التي لا تكون ناجحة إلا في حالة كان المناسبة حفلات شواء في الهواء الطلق وحفلات عداء او عشاء يتم دعوة الغربيين إليها لملئ بطونهم فيقتنعون بأننا أمة وسطية ومتسامحة.
إذا كان رأينا نحن المسلمين أن الديمقراطية الغربية فشلت في تقديم الحلول المناسبة للمشاكل التي تعاني منها الدول الغربية فهل نحن نجحنا بتقديم شعار الإسلام هو الحل ووضعه موضع التطبيق؟
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية



No comments:

Post a Comment