لا أستطيع منع نفسي من الضحك والشق العريض كلما شاهدت أو قرأت أو سمعت خبرا عما يسمى المعارضة السورية وفضائحها التي زكمت الأنوف وأصبحت لا تعد ولاتحصى من كثرتها وتكفي لتسجيلها في كتاب شبيه بكتاب جينيس للأرقام القياسية. فبداية بقضية الأطفال الذي تم إعتقالهم وقلع أظافرهم وإهانة عائلاتهم ومرورا بقضية المقبرة الجماعية في درعا ثم قضية الطفل حمزة الخطيب الذي يبلغ من العمر سبعة عشرة عاما ومازال في نظر إعلام المعارضة طفلا وفضيحة ساري ساعود وفضيحة فتاة سحاقية من دمشق ومظاهرات حماة ودير الزور التي تجاوزت أعداد المتظاهرين فيها أعداد السكان وسلمية الثورة وخصوصا أحداث الجامع العمري وغير ذالك الكثير حتى ختمتها مؤخرا محطة العربية بفيديو الطفل البطل الذي ينقذ أخته من رصاص القناص على أصوات تكبيرات من يطلقون على أنفسهم ثوار وأنهم يقومون بما يسمونه ثورة يتم الترويج والدعاية لها بمثل تلك الفيديوهات حيث تبين فيما بعد أنه ليس إلا مشهد تمثيلي لفيلم حيث يظهر في نهايته الطفل البطل والطفلة الضحية مع طاقم التصوير وكل مقطع فيديو وأنتم بخير.
تحولت مايطلقون عليها ثورة في سوريا إلى أشبه بمهرجان سيرك يتبارى فيه المهرجون إلى تقديم أفضل العروض لديهم لإقناع المشاهدين بمهاراتهم رغم أن بعض مايقومون به ليس إلا ألاعيب خفة وحركات بهلوانية يتم التدريب عليها مسبقا والتنسيق فيما بين اللاعبين حول كيفية القيام بها. بهلوانيات مايطلق عليه الثورة السورية لا تختلف عن حركات الأكروبات وألاعيب الخفة التي يقوم بها مهرجو السيرك فقضية إعتقال الأطفال وقلع أظافرهم وإهانة أهاليهم بعجزهم عن إنجاب غيرهم تذكرني بالإشاعة التي إنتشرت إبان مايطلقون عليه الثورة الفرنسية بأن الملكة ماري أنطوانيت أجابت مقهقهة من ذكر لها بأن الشعب الفرنسي لا يجد الخبز ليأكله, " دعوهم يأكلون البسكويت ". الفارق الوحيد هو أنه في تلك الفترة لم يكن هناك كاميرات فيديو ولا محطات فضائية ولا تلفونات خليوية بكاميرا تصور الحجر قبل البشر. والسؤال هو أين صور الأطفال المقلوعة أظافرهم؟ أين فيديوهات إسعافهم في المستشفيات أو العيادات الميدانية بعد إطلاق سراحهم المزعوم؟ ماهي أسماء أولئك الأطفال؟ والسؤال الأهم لماذا إرسال أطفال ليكتبوا شعارات مزعومة على الجدران بإسقاط النظام؟ ماذا يفهم أولئك الأطفال من السياسة؟ ومن هو المسؤول عن الزج بهم في تلك الحادثة المزعومة؟ كل ماذكرته طبعا بفرض حصول تلك الحادثة حيث لايوجد ربع دليل بل وزاد الطين بلة نشر صحف أجنبية وإن لم يخيبني ظني (بي بي سي-عربي) صورة لأحد أولئك الذي تزعم المعارضة السورية أنه طفل تعرض للتعذيب وقلع الأظافر وهو بكامل صحته وعافيته ولا تبدو عليه مظاهر قلع أظافر ولا أي شيئ.
قضية المقبرة الجماعية في درعا لا تقل تهريجا عن سابقتها حيث يتم الحفر في منطقة غير معروفة ويتم إستخراج جثث ضحايا عمليات خطف وتقييد الحادثة ضد مجهول حيث تبخر الضحية ولم يعد يعرف له طريق. الحفريات طبعا تم بحضور حشد كبير من الناس وفي منطقة تخضع لسيطرة القوات الحكومية بدون أن نلاحظ حضورا أمنيا أو عسكريا وتربة حفر جافة في منطقة شهدت أمطارا غزيرة مؤخرا.
قضية الطفل حمزة الخطيب تم اللعب فيها على مشاعر المتابعين والمشاهدين أنه توفي من تعذيب من يطلقون عليهم الشبيحة وتم قطع عضوه الذكري وأنه طفل رغم أن مشاهدة جثمانه حيث يعادل حجمه حجم شخصين بالغين على الأقل توحي بأن أقل عمر له هو 17 – 18 عاما. أي عرض لصور حمزة الخطيب على أخصائي جنائي سوف يقول أن الإنتفاخ على الجثة وعلامات الإزرقاق ليس ناتجه إلا عن وفاة حصلت منذ فترة ليست بقصيرة وليس لها علاقة بالتعذيب ومن يطلقون على أنفسهم إسم ثوار هم أخر من يتكلم عن التعذيب فعشرات الفيديوهات التي يمكن للجميع أن يطلع عليها في اليوتيوب لما يطلق عليه الجيش الحر قبل ظهور تنظيمات مثل النصرة وداعش إرتكابهم لعمليات تعذيب وقتل معارضيهم وخصومهم وحتى مواطنين عاديين. أما بالنسبة لطفولة حمزة الخطيب المزعومة المهدورة فلا أظن من يقومون بتجنيد الأطفال حتى قبل ظهور تنظيمات مثل النصرة وداعش والإلقاء بهم في أتون صراعهم مع الجيش السوري يحق لهم أن يتكلموا عن ذالك حيث يحق لي ولغيري التسائل عن عدم وجود أكثر من صورة أو صورتين لحمزة الخطيب أحدهما منشورة في موقع للحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا لا تظهره كطفل وإنما كشخص بالغ, والأخرى يطنطن بها رموز المعارضة السورية هناو هناك ويستجدون بها التعاطف الدولي مع قضيتهم.
باقي بهلوانيات مايطلق عليه ربيع سوري هي أشهر من أن أتكلم عنها فقضية الطفل ساري ساعود ومن قتله معروفة للجميع وبشهادات أهله وفضيحة فتاة سحاقية من دمشق ظهرات صاحبة الصور الأصلية لتحكي عن سرقة صورها من صفحتها على الفيسبوك وقضية أعداد المتظاهرين في حماة ودير الزور كتب عنها صحفيون أجانب يحتلون مناصب تدريسية مرموقة في جامعات بلادهم ولم أقرأها في صحف عربية أو سورية أو لبنانية تؤيد أيا من أطراف النزاع في سوريا وفضيحة الطفل الذي ينقذ أخته من رصاص القناص المزعوم أصبحت بجلاجل وسلمية مايطلق عليه متظاهرون ونشطاء فضحتها شهادة شيخ سلفي من المؤيدين لمايسمى الربيع السوري على قناة البي بي سي حيث ذكر تخزين النشطاء السلميين السلاح في المسجد العمري في درعا وكذالك شهادة هيثم مناع عن عروض تم تقديمها له بإدخال السلاح إلى سوريا عن طريق درعا. سوف أتجاوز كل ذالك وأحدثكم عن رموز ثورية مزعومة خصوصا أعضاء مايطلق عليه المجلس الوطني وقادة فصائل مسلحة يتم تشبيههم مرة بغاندي ومرة بجيفارا ورموز ثورة ونضالية مشهورة بينما يتم طمس تاريخ سوريا الحقيقي وتاريخ ثورتها النبيلة على الإستعمار التركي والفرنسي وأخص بالذكر الشيخ المجاهد صالح العلي والشيخ المجاهد سلطان الأطرش والمجاهد الكبير إبراهيم هنانو وقادة الثورة ضد الإحتلال الفرنسي في الغوطة.
سوف أبدأ بوليمة شحادين وعش دبابير وهي التسمية التي أطلقها هيثم مناع على المجلس الوطني وليست من عندياتي حيث يصف موقع الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية على الإنترنت المجلس الوطني السوري بأنه يضم الكفائات الوطنية والشخصيات الفاعلة. وحتى لا أظلم أعضاء المجلس الوطني فإنهم فاعلون في تنظيم حفلات الغداء والعشاء على أنغام الدبكة في تركيا والمشاركة في مؤتمرات يتم إقامتها في فنادق خمس نجوم في كل من تركيا وبروكسل وباريس وعواصم أوروبية أخرى. مقر المجلس الوطني هو في مدينة إسطنبول التركية وليس مثلا في سوريا التي يزعم إعلام المعارضة أنه قام بتحرير حوالي 70% منها وكما يقول المثل (أول الرقص حنجلة).
ولمن لا يعلم فإن المجلس الوطني السوري كان في بدايته ذكوريا بإمتياز حتى دخله أمثال سهير الأتاسي الملقبة بين بعض المعارضين السوريين (بأم البندورة) وهو اللقب الذي أطلقه عليها أيضا المعارض السوري أشرف المقداد في أحد مواضيعه بعنوان (سهير الأتاسي....تئبرني أم البندورة) وأختها فرح الأتاسي. فرحان الأتاسي والد فرح ومرح الأتاسي وعم سهير الأتاسي تم القبض عليه بتهمة الخيانة والتجسس سنة 1965 لصالح السفارة الأمريكية والحكم عليه وعلى شريكه عبد المعين حاكمي بالإعدام حيث تم تنفيذ الحكم سنة 1965.
أحمد معاذ الخطيب(الحسني) والذي كان يحتل سابقا منصب رئيس المجلس الوطني هو حفيد تاج الدين الحسيني والذي تولى رئاسة الدولة السورية لفترة سنتين تقريبا من 1941 – 1943 وكان يوصف بأنه مفرط التعاون مع فرنسا وأنها قامت بتعيينه(ماري ويلسون – الملك عبدالله, بريطانيا وقيام شرق الأردن, ترجمة فضل الجراح).
جورج صبرا تولى أيضا رئاسة المجلس الوطني السوري لفترة من الفترات وهو شيوعي مسيحي يشاع أنه تحول للإسلام ولكن هذه أمور شخصية وعلاقة بين الإنسان وربه. مربط الفرس في تعيين جورج صبرا رئيسا للمجلس الوطني هو شخصية نائبه, فنائب جورج صبرا لم يكن إلا فاروق طيفور الشخصية القوية في حزب الإخوان المسلمين السوري وذالك يعطي فكرة عمن يسيطر فعليا على سير الأمور داخل ذالك المجلس حيث أن جورج صبرا لم يكن إلا واجهة بينما تسيير الأمور فعليا بيد فاروق طيفور.
رندة قسيس أيضا عضو في المجلس الوطني السوري قد قامت بكتابة موضوع في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 9\9\2010 بعنوان (نحو يوم وطني لفض غشاء البكارة) وللأمانة لست أعلم إن كانت مستمرة بعضويتها في ذالك المجلس ولكن الموضوع موجود على موقع الحوار المتمدن لمن يريد الإستزادة من الفكر الراقي لأحد أعضاء المجلس الوطني السوري وأهداف الربيع السوري, يوم وطني لفض غشاء البكارة!!!
وإذا لم يكفيكم كل هؤلاء فهناك عبد الباسط سيدا الذي كان يعيش في السويد عالة على نظام الخدمة الإجتماعية يتلقى الإعانات حيث أنه عندما قام الإخوان المسلمون-فرع سوريا بتعجيم أعوادهم لإختيار واجهة للمجلس الوطني ونبشوا في دفاترهم القديمة, لم يجدوا أصلح من عبد الباسط سيدا والذي لم يقدموا للسوريين ربع دليل على شهاداته العلمية الرفيعة وإنجازاته في مجال دراسة الحضارات القديمة. المهم بخصوص موضوع عبد الباسط سيدا فقد أتحفنا المعارض السوري أشرف المقداد بموضوع عنوانه (فضيحة بجلاجل: رئيس المجلس الوطني السوري وعائلته يعيشون على حساب المعونة الاجتماعية السويدية) حيث ذكر أنه جامعة دمشق كلية الفلسفة لم تمنح شهادة أعلى من الدبلوم حتى سنة 1994 وهي التي غادر فيها عبد الباسط سيدا سوريا إلى السويد فما بالكم بالدكتوراة.
ولا تستغربوا وصفي للمجلس الوطني وأعضائه بالمهرجين ولاعبي السيرك بل أنا في وصفي قد منحتهم تكريما لا يستحقونه وليس هناك من لا يشاهد فيديوهات مشاجراتهم في المؤتمرات التي يعقدونها والصداع الذي سببوه لرعاتهم الأمريكيين والأوروبيين بسبب تشرذمهم وخلافاتهم وخصوصا الفيديو الذي قام فيه أحد السفير الفرنسي السابق في سوريا في أثناء أحد إجتماعات المجلس الوطني في تركيا بعمل غسيل ومكوى لأعضاء من المجلس في صالة الفندق الذي يقيمون فيه على خلفية إنتخاب قوائم وإضافة أعضاء للمجلس في أحد الإجتماعات وكان يخاطبهم كأنهم تلاميذ مدرسة.
أما بالنسبة لقادة الفصائل السورية المسلحة والتي تعمل تحت مسمى الجيش السوري الحر بفرض عدم إنقراضهم فمهنهم السابقة إما حداد أو نجار أو بليط أو راسب إعدادية عاطل عن العمل وطبعا أنا لا أعير الناس بمهنهم فالعمل ليس عيبا ولكن رحم الله من عرف قدر نفسه فلا يجوز للإعلام أن يقوم بتصوير بليط أو نجار على أنه رومل وجنرال لا يشق له غبار خصوصا بالإنسحاب التكتيكي.
أستغرب من سوري يحمل أي شهادة جامعية أن يطالب بثورة وتغيير نظام وعدالة إجتماعية قد يكون مسؤولا عن تطبيق تلك التطلعات وتنفيذ تلك الوعود شخص كل مؤهلاته شهادة إبتدائي راسب أو إعدادي راسب على أقصى تقدير.
أستغرب بمن يقبلون أن يحكمهم شخص قضى عمره خارج سوريا عالة على نظام الضمان الإجتماعي في بلد المهجر أو شخص من نسل عائلة إشتهرت بتعاونها مع الإحتلال الفرنسي لبلدها ولو أن تاج الدين الحسيني كان ينتمي لأحد الأقليات لكان الإعلام المعارض لم يتوقف على التطبيل والتزمير والتهليل والغمز واللمز ولكن الدولار يفعل فعله.
أستغرب بمن يطبلون ويزمرون بأن الحدود مع الجولان المحتل كانت هادئة كل تلك السنين فماذا فعلوا الأن والمنطقة الحدودية تحت سيطرتهم؟ هل هم يشكلون الأن خطرا على أمن دولة الكيان الغاصب؟ هل قامت القوات الصهيونية بالتدخل ودك معاقل جبهة النصر ومايسمى الجيش السوري الحر في المنطقة الحدودية الفاصلة أم أنها تعالج جرحاهم في مستشفياتها وتمدهم بالسلاح وتسمح لهم بحرية الحركة بالقرب من السياج الفاصل ومهاجمة القوات الحكومية؟
أستغرب من أشخاص يؤمنون بأن مايطلق عليه ثورة برعاية الرئيس الأمريكي وهيلاري كلينتون أيام الرئيس السوري في الحكم معدودة وأشخاص مثل نتنياهو ورئيس الشين بيت السابق أفي ديختر مرهف الإحساس والجولاني والبغدادي, سوف تنجح وتجلب لهم دولة الحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية والرخاء والعدالة الإجتماعية.
وفي الختام أترككم مع فيديوهات عزف ثوري على نايات شيطانية من إنتاج شبكة شام الإخبارية والذي لا يترك مجالا للشك بالأهداف الحقيقية لما يطلقون عليه ربيع سوري.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment