الهند بلد متعدد الأعراق, الثقافات والأديان أكثر من أي بلد آخر في العالم. الهند أكبر ديمقراطية في العالم حيث ولد المهاتما غاندي بطل النضال السلمي الذي حرر بلاده من الاحتلال البريطاني بدون أن يطلق طلقة واحدة. إن أي دولة في العالم بحجم, تأثير وقوة الهند سوف تتعرض الى مخططات دول غربية وشركات عابرة القارات بهدف تقسيمها وإبقائها مشغولة بالفتن والاضطرابات الدينية والعرقية. الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية لم تترك الهند بدون أن تزرع فيها بذور التقسيم والفتنة وتحولت شبه القارة الهندية الى الهند, باكستان, بنغلاديش و بورما. كما حافظت بريطانيا على النظام الطبقي في الهند مما يعزز مبدأ "فرق تسد" ويحافظ على مصالحها حتى بعد رحيل قواتها واستقلال الهند.
المسلمين, الهندوس والسيخ هم المكونات الرئيسية الثلاثة في الهند وبينهم تاريخ من العداء والطائفية. مشكلة كشمير قائمة بين المسلمين والهندوس منذ استقلال الهند وانفصال باكستان. كشمير تسكنها أغلبية مسلمة ولكن حاكمها كان مهراجا هندوسي قرر الانضمام الى الهند وحاليا ولاية جامو وكشمير مقسمة بين الهند وباكستان ويعتبر خط الحدود الأكثر سخونة في العالم. هناك جماعات إرهابية مثل عسكر(لشكر) طيبة تتخذ من القسم الباكستاني في جامو وكشمير مقر معسكرات وتدريب وتقوم بعمليات دموية في الهند. المخابرات العسكرية الباكستانية هي التي تشرف على عمل تلك المنظمات الإرهابية ويقدم لها الدعم والمعلومات الاستخبارية.
التطرف مشكلة تواجه الهند حيث هناك مئات الطوائف الدينية والعرقيات الإثنية حيث تحافظ الحكومة الهندية على نوع من التوازن الهش للغاية بين مكونات المجتمع المختلفة. هناك تاريخ من العنف الديني المغلف بنوع من الغطاء السياسي في الهند. المهاتما غاندي إغتاله سنة ١٩٤٨ أحد المتطرفين السيخ وحفيدته رئيسة الوزراء أنديرا غاندي اغتالها حراس شخصيين من السيخ بسبب حادثة المعبد الذهبي الذي تحصن فيه متطرفون سيخ سنة ١٩٨٤ و اقتحمته القوات الهندية حيث قتل مئات الأشخاص. رئيس وزراء الهند راجيف غاندي ابن أنديرا غاندي إغتاله متطرفون ينتمون الى عرقية التاميل الذين يعتبرون غالبية في ولاية تاميل نادو وفي سيرلانكا المجاورة حيث يسعى التاميل الى الإنفصال. هناك مشاكل بين المسلمين والهندوس منذ انفصال باكستان عن الوطن الأم الهند سنة ١٩٤٧.
مؤخرا هاجم متطرفون هندوس سائق شاحنة مسلم كان ينقل لحم جاموس واتهموه بأنه ينقل لحم البقر المحرم في الديانة الهندوسية. السائق تعرض الى الضرب المبرح رغم أنه كان يحمل كافة التصاريح التي تثبت أنه كان لا يقوم بنقل لحوم الأبقار. إشاعة على وسائل التواصل الإجتماعي عن مسلمين يذبحون بقرة كافية لإشعال الهند وكل عيد من أعياد المسلمين خصوصا عيد الأضحى هناك اضطرابات دينية بين المسلمين والهندوس. كما أنه هناك مشكلة مسجد بابري الذي يزعم الهندوس أنه مبني على أنقاض معبد تاريخي مقدس وأعتقد أن الحكومة الهندوسية المتطرفة التي تحكم الهند حاليا قد قررت هندوسية الموقع مما أدى الى زيادة مستوى التوتر بين المسلمين والهندوس.
الهند تعتبر مثال حي على التطرف الديني الذي يعيق التنمية الحقيقية والذي تعمل دول عديدة على الحفاظ عليه واستمراره حتى يبقى الهنود مشغولين ولا تشكل الهند خطرا على جيرانها خصوصا الصين. الهند دولة لديها قدرات جبارة خصوصا بشرية وشعب نسبة الشباب فيه مرتفعة وقدرات صناعية و تكنولوجية مستقبلية واعدة. جيران الهند يشعرون بالقلق خصوصا من الناحية الإقتصادية لأن الهند لو استغلت قدراتها كاملة فإنها قادرة على أن تبتلع العالم.
تمنياتي للجميع بالشفاء والعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن او الموت
النهاية