Flag Counter

Flag Counter

Saturday, December 11, 2021

الأزمة الإقتصادية القادمة, أين سوف تسقط ندفة الثلج؟

خلال الفترة التي سبقت أزمة الكساد العظيم(١٩٢٩-١٩٣٣), شهدت الولايات المتحدة فصول فقاعة عقارية كان مسرحها الرئيسي ولاية فلوريدا حيث ارتفعت أسعار المنازل والأراضي إلى مستويات غير مسبوقة. أحداث أزمة ٢٠٠٧ كان سببها أيضا مضاربات على المنازل والأراضي بدأت في ولاية فلوريدا وعرفت بأنها أزمة الرهون العقارية منخفضة الجودة. الأزمة القادمة سوف تكون أزمة ديون سيادية وقد تكون بدايتها من الصين أو الولايات المتحدة. الأخيرة تعاني أزمة مالية سببها عدم الإتفاق على رفع سقف الدين الأمريكي بينما الصين تعاني من مجموعات أزمات قد تنفجر أي منها مثل موجة تسونامي وتدمِّر الإقتصاد العالمي. 

أحد أزمات الصين هي أيضا فقاعة عقارية وهو ما يثير إستغراب الكثيرين. ولكن سوق العقارات في الصين مشوَّه حيث يتم بناء الكثير من المنازل التي لايكون المواطن الصيني العادي قادرا على تحمل تكلفتها وهناك مدن جديدة كاملة فارغة من السكان. أزمة أخرى تعاني منها الصين وهي السوق السوداء للقروض والائتمان حيث يتم الاقتراض خارج إطار النظام البنكي وفوائد مرتفعة تصل إلى ٤٠%.  الإعلام يلعب لعبته ويحكم العالم ويشعل الأزمات ويطفئها في نفس الوقت. قنوات يوتيوب ومواقع إخبارية ومواقع على الشبكة العنكبوتية تتحدث عن الموضوع نفسه وفي الوقت نفسه و تتوقف عن الحديث عنه في الوقت نفسه والموضوع هو أزمة شركة إيفرغراند العقارية في الصين التي قد تعلن إفلاسها والتي وصلت ديونها الى أكثر من ٣٠٠ مليار دولار. 

اليابان دولة صناعية حقَّقت نهضتها في قفزات صاروخية من مدن مدمَّرة قصف بالقنابل الذرية الى دولة رائدة في صناعة السيارات والإلكترونيات حيث تفوقت على أمريكا نفسها. ولكن اليابان أيضا لديها مشكلة ديون ضخمة وكساد مستمر منذ ربما ثلاثة عقود. قناة آر تي الروسية الناطقة باللغة العربية نشرت تقريرا سنة ٢٠٢٠ على صفحتها في الإنترنت أن اليابان تتقدم على الغرب خطوتين في طريقها نحو الإنهيار الإقتصادي. ولكن الفرق بين اليابان ودولة مثل الولايات المتحدة أن ديون اليابان السيادية في أغلبها مملوكة للمواطنين وشركات يابانية بينما الديون السيادية الأمريكية مملوكة في أغلبها الى جهات خارجية مثل الصين.

إنَّ التوقعات تشير الى أنَّ الأزمة المالية العالمية القادمة قد تبدأ من الولايات المتحدة كما حصل في أزمة الكساد العظيم(١٩٢٩-١٩٣٣) و أزمة الرهون العقارية المنخفضة الجودة(٢٠٠٧…). ولكن هناك من يخالف ذلك الرأي وأن الأزمة قد تبدأ في الصين أو اليابان. هناك نظرية في علم الإقتصاد تدعى (نظرية التعقيد - Complexity Theory) والتي يمكن شرحها من خلال الإنهيار الثلجي حيث تتراكم الثلوج ولكن ندفة ثلجية صغيرة سوف تكون السبب في بداية إنهيار ثلجي مدمر يأتي على ما في طريقه. مثل هو أزمة الرهون العقارية منخفضة الجودة التي بدأت من خلال فقاعة عقارية في ولاية فلوريدا ولكن زيادة نسبة التخلف عن السداد في مدينة أمريكية هي كليفلاند أعطى بداية مؤشرات على انهيار مالي كامل أقيم على قواعد ضعيفة أو تكاد تكون وهمية.

الثلوج تراكمت الآن في أكثر من مكان من العالم والاقتصاد العالمي لم يتعافى بعد من أزمة الرهون العقارية منخفضة الجودة. حتى أوروبا تئن تحت وطئة الديون وكانت على وشك الإنهيار خلال أزمة الديون اليونانية سنة ٢٠١٠. النظام المالي العالمي مازال بدون اتفاق رئيسي منذ إلغاء العمل بإتفاقية بريتون وودز سنة ١٩٧١. العالم بأكمله يترقب الكارثة التي توقعها البعض أن تقع سنة ٢٠١٦ ومن ثم تم تمديد ذلك التاريخ الى سنة ٢٠٢٠ والآن نحن سنة ٢٠٢١ حيث توقع المحللون أن تقع الأزمة سنة ٢٠٢٢ خصوصا مع تبعات أزمة فيروس كوفيد-٢٠١٩ واستفحال أزمة الكساد ومشكلة سلاسل الإمداد والشحن العالمية.

والسؤال هو أين سوف تسقط ندفة الثلج؟

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment