Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, August 26, 2020

كيف تساهم أزمة فيروس كورونا في تغيرر حياتنا وإعادة ترتيب أولوياتنا؟

هناك الكثير من الجدل الذي يدور في وسائل الإعلام المختلفة حول العودة الى الحياة الطبيعية إثر أزمة فيروس كورونا ومعاناة الشعوب مع الإغلاق وحظر التجول وتراجع الإقتصاد العالمي. في الولايات المتحدة, وسائل الإعلام المعارضة للرئيس دونالد ترامب تنتقد بشدة خطته من أجل عودة الطلاب الى المدارس وأن ذلك سوف يساهم في زيادة عدد حالات الإصابة بالفيروس. المشكلة التي لا يفهمها أولئك الإعلاميون الحمقى أنه لايمكن إبقاء المدارس مغلقة الى مالا نهاية ولايمكن إبقاء المصانع والمتاجر مغلقة الى مالا نهاية. لايوجد أي دولة يمكنها أن تتحمل ذلك حتى لو كانت في ثراء سويسرا. الجدل حول إعادة فتح الإقتصاد والمدارس هو جدل سياسي لأهداف سياسية لها علاقة بالتصويت والإنتخابات. خلال أزمة فيروس الإنفلونزا الإسبانية, تم اتخاذ حزمة إجرائات احترازية مثل تقليل عدد الطلاب والدراسة في العراء ونظام المدارس المفتوحة بدلا من حرمان التلاميذ من الدراسة حيث أجمع المختصون على الأثر السلبي لذلك على الصحة العقلية والجسدية للطلاب.
ومن المهم من أجل أن نفهم أثر فيروس كورونا وتداعياته على حياتنا, أن نقرأ ونفهم أفكار الفيلسوف سلافوي جيجيك الذي يصنف أنه أخطر فيلسوف سياسي في الغرب. الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجيك ذكر الحلَّ الذي يمكن إقتراحه لأزمة ما لا يجب أن يكون أسوأ من الأزمة نفسها وذلك يشمل أزمة فيروس كورونا. إن مرحلة مابعد كورونا لن تكون كما قبلها وعلى البشرية أن تؤسس لمفهوم الحياة الطبيعية مرة أخرى. إرتداء القناع والقفازات والتباعد الإجتماعي سوف تصبح هي الأمر الواقع مع مرور الوقت. 
ويعتبر جيجيك أن أزمة فيروس كورونا هي ضربة للرأسمالية قد تكون سببا في إعادة إختراع الشيوعية. إن الدلائل على صِحَّة كلامه هو الإجرائات التي إتخذتها دول مختلفة مثل إعلان حالة الطوارئ, الإغلاق وحظر التجول. ولكن إعادة إختراع الشيوعية أو المجتمع البديل الذي دعا إليه جيجيك تعني تجاوز حدود الدولة القومية, تعزيز دور مؤسسات مثل منظمة الصحة العالمية ومنحها المزيد من الصلاحيات وتأسيس شبكة رعاية صحية عالمية. إن ذلك يعني تأسيس نظام عالمي جديد يتوافق مع مبادئ سلافوي جيجيك أو إعادة إختراع الشيوعية(communism reinvented) وهو أمر يتعارض مع المبادئ التي تحدث عنها الإقتصادي الأمريكي من أصل نمساوي جوزيف شومبيتر الذي تحدث عن قوى التدمير الخلاق(Creative Destruction) وأن الرأسمالية لن تنهار لأنها تعيد بناء نفسها بشكل ذاتي حتى تتفادى ذالك.
الأسواق فشلت في الحفاظ على حالة التوازن مما أدى الى تدخل الحكومات وذلك ضد مبادئ الرأسمالية. في الولايات المتحدة على سبيل المثال, إستخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صلاحياته التنفيذية في السيطرة على مخرجات الإنتاج عبر إصدار الأوامر للشركات الأمريكية بتعزيز إنتاج أجهزة التنفس الصناعية والمعدات والمستلزمات الطبية. في بريطانيا, أعلنت الحكومة تأميم خطوط السكة الحديدية بشكل مؤقت. حكومات في دول إفريقية أعلنت مجانية وسائل المواصلات العامة. رغم أن ذلك الإجراء الأخير يبقى برأي الشخصي شكليا حيث ظروف حظر التجوال والحد من التنقل تمنع أو تقلِّلُ من إستخدام وسائل النقل العامة. ملخص كلامه حول هذه النقطة المهمة هو أنه لايمكن أن نمضي قدما في الطريق نفسه, وأنه لا بد من ضرورة التغيير الجذري.
إن فيروس كورونا قد كان السبب في إطلاق فيروسات أيديولوجية مدمرة في مجتمعاتنا أكثر من الفيروس نفسه. جميعنا شاهدنا إنفجار موجة العنصرية ضد كل ماهو آسيوي في الوطن العربي. أما في دول غربية, فقد تم إطلاق إسم الفيروس الصيني على فيروس كورونا على الرغم من تقارير تتحدث عن حالات وباء في دول أوروبية ظهرت في وقت سابق لظهور الفيروس في الصين. أمراض أيديولوجية مثل إنتشار الأخبار الكاذبة, نظريات المؤامرة بالإضافة الى ما ذكرته عن السلوكيات العنصرية. 
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment