Flag Counter

Flag Counter

Friday, May 4, 2018

دول محور الشر تتحدى الهيمنة الأمريكية على العالم

لنكن واضحين ونتخلى عن دبلوماسية الحماقة التي تتبعها وسائل إعلام عربية وأجنبية تفوح منها رائحة النفط والبترودولار, هناك الكثير من المسائل التي تسبب الإزعاج للولايات المتحدة والقادمة من ناحية سوريا والخطوط الأمريكية الحمراء التي مازالت سوريا تتجاوزها وتتحدى محاولة الهيمنة الأمريكية على العالم. إن أفضل وسيلة لكي يخفي القاتل الهدف من إرتكابه لجريمته ولكي يضلل العدالة هو إرتكاب بضعة جرائم هناك وهناك فيتشتت إنتباه المحققين ولا يكونون قادرين على تركيز التحقيق في إتجاه معين. هناك الكثير ممن نسبوا لأنفسهم الفضل في إخراج مارد الشعوب من قمقمه ودفعه للثورة وتغيير أنظمة الحكم تحت راية الفوضى الخلاقة, جوليان أسانج كان أحدهم, وسوف نتوقف للحظة عند ذالك الشخص الذي تحول إلى أسطورة. إن أي شخص يحترم نفسه وله عقل يفكر به لا يصدق أن كل تلك الكمية من الوثائق التي تعرضها ويكليكس تم تسريبها من قبل جندي أمريكي يعمل ضمن قوات الإحتلال الأمريكي في العراق, برادلي مانينغ. جوليان أسانج يستفيد ماليا من تسريبات ويكليكس فهو لم يعرض وثائق مهمة عن قطر بعد أن تلقى مبلغا يسيل له اللعاب. محامي أسانج هي أمل علم الدين البريطانية من أصل لبناني والمتزوجة من الممثل الهوليودي جورج كلوني أحد أكبر الداعمين لإنفصال جنوب السودان والذي إستعان بشركة أقمار صناعية لتقديم معلومات عن تحركات الجيش السوداني للإنفصاليين. كما انها على صلة وثيقة بأحد أكبر المسؤولين في شركة غوغل, الصهيوني جاريد كوهين, وتعد من أكبر المؤيدين لما يطلق عليه الثورات الملونة.
الإعلام الأمريكي يسانده إعلام البترو-دولار يحاول تضليل الجميع ويكذب على الجميع ولا يتوقفون في سبيل ذالك أمام أي وازع أخلاقي. وكل من له إهتمام في عالم السياسة الدولية يعلم علم اليقين أن الأمريكيين لا يتركون ثأرهم وأن المواجهة الأخيرة بينهم وبين السوريين ليست المواجهة الأولى ولن تكون الأخيرة. ففي مواجهة سابقة سنة ١٩٨٣ في لبنان, تم إسقاط طائرة أمريكية بواسطة المضادات الأرضية للجيش العربي السوري. كما أن عددا كبيرا من الجنود الأمريكيين قتلوا في هجمات بواسطة سيارات وشاحنات مفخخة حيث رحلت قوات المارينز من سوريا مجلله بعار الهزيمة. أحداث الربيع العربي هي حروب بالوكالة يطلق عليها حروب الجيل الرابع حيث يتم تدمير الدولة من الداخل وبواسطة مواطنيها أنفسهم من دون تدخل جندي أجنبي واحد, الطابور الخامس يلعب دورا رئيسيا في ذالك. وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس هددت بنشر الديمقراطية في الوطن العربي تحت ماركة تجارية هي الفوضى الخلاقة. كما أن هيلاري كلينتون لعبت دورا كبيرا في أحداث الربيع المصري وقامت بزيارة ميدان التحرير ووصفت المتظاهرين بأنهم لا يمتلكون أي رؤية متعلقة بمستقبل مصر وأي نوع من الوعي السياسي.
هناك حقيقة لها علاقة بإسقاط نظام زين العابدين في تونس وهي أن تجاوز الخطوط الأمريكية الحمراء في حربه على الإرهاب حيث قضت الأجهزة الأمنية التونسية على خلايا الإرهاب من الناحية العسكرية وساهمت ترسانة قوانين في مكافحته مجتمعيا. الرئيس المصري محمد حسني مبارك رفض إقامة قواعد عسكرية أمريكية في مصر ورفض مخططات أمريكية لها علاقة بتصفية القضية الفلسطينية من خلال السماح بالإستيطان الفلسطيني في شبه جزيرة سيناء. الرئيس الليبي معمر القذافي قام بإصدار الدينار الأفريقي الذهبي وحاول إقناع دول أفريقيا بعدم بيع ثرواتها الطبيعية إلا إذا تلقت ذهبا كثمن مقابل. الرئيس العراقي السابق صدام حسين تم إسقاطه بعد تحول الجيش العراقي لرابع أقوى الجيوش على مستوى العالم بما يهدد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة خصوصا منابع النفط.
إن أي نظام سياسي في أي دولة حول العالم يتعدى الخطوط الأمريكية الحمراء سوف يتعرض لمحاولات مستمرة لإسقاطه بعدة وسائل وذرائع, أسلحة الدماء الشامل قد تكون أحدها أو ملف حقوق الإنسان هو ذريعة أخرى. تلك الخطوط الأمريكية الحمراء تتلخص بالتالي: بيع النفط مقابل عملة أخرى غير الدولار الأمريكي, بنك مركزي حكومي, مكافحة الإرهاب بما يضر بالمصالح الأمريكية, إمتلاك أسلحة الدمار الشامل وتحقيق الإكتفاء الذاتي ومن محصول القمح على وجه الخصوص. ولعل البعض لا يعلم ولكن الولايات المتحدة كانت تلقي بمحاصيل الحبوب خصوصا القمح في البحر وذالك للحفاظ على مستوى سعري معين لتلك المادة الحيوية ولكن تغيرا على تفكير الإدارة الأمريكي حدث خلال عهد حكم الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور بإستغلال كميات القمح الفائضة لتحقيق أهداف سياسية عبر تقديمها كمعونات خصوصا لدول في الشرق الأوسط. إن هدف تلك النوعية من المعونات هو خلق حالة إدمان والتوقف عن زراعة القمح محليا بما يعرض الأمن الغذائي في بلد لا تتوافق سياسته والولايات المتحدة للخطر. مشروع زراعة القمح في المملكة العربية السعودية هو مثال واضح على التدخل الأمريكي في أدق التفاصيل في بلدان المنطقة حيث أصدرت الأوامر بإيقاف المشروع الذي كان مملوكا لشركة خاصة وتعرض لخسائر كبيرة. إن ذريعة الأمن المائي التي تم إيقاف المشروع بسببها هي واهية فهناك دول عديدة تزرع القمح ولديها إكتفاء ذاتي منه بل وتصدر لدول أخرى وليس هناك نقاش فيها حول مسألة المياه لأن القمح سلعة إستراتيجية هامة وزراعتها تحقق الأمن الغذائي.
إن الإدارة الأمريكية الحالية وكل إدارة سابقة تعبر عن إنزعاجها من السياسات المستقلة التي تتبعها سوريا في المنطقة لأن ذالك قد يشجع دولا أخرى على التمرد على الولايات المتحدة وتحدي الهيمنة الأمريكية على مستوى العالم. إن جميع الدول التي تصنفها الولايات المتحدة وفق نظرية محور الشر ككوبا وسوريا وإيران وكوريا الشمالية تعدت أحد الخطوط الأمريكية الحمراء وذالك أمرٌ أصبح من حكم المعلوم بالضرورة. إن سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة ومستشار الرئيس دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي هو من قام بتوسيع تلك اللائحة التي بدأها الرئيس جورج بوش الإبن لتشمل ليبيا وسوريا وكوبا على الرغم من أن تلك الدول لا تشكل أي تهديد ظاهري للأمن القومي الأمريكي ولكنها تتحدى بإستقلالية قرارها السياسي الولايات المتحدة وهيمنتها على العالم.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment