Flag Counter

Flag Counter

Sunday, April 23, 2017

معاهد التفكير والأبحاث وعلاقتها بإستراتيجية الطاقة وتقليص النمو السكاني

في نهاية فترة الستينيات وبداية السبعينيات فقد تم إطلاق مجموعة من معاهد التفكير والأبحاث المرتبطة برجل النفط ديفيد روكفيلر(David Rockefeller) مثل نادي روما(The club of Rome) ونادي(1001: Nature Trust) المرتبط بصندوق الحياة البرية العالمي(World Wildlife Fund), مؤتمر يوم الأرض في ستوكهولم التابع للأمم المتحدة(The Stockholm United Nations Earth Day Conference), دراسة بعنوان حدود النمو(The Limits of Growth) قام بها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا(MIT) واللجنة الثلاثية(The Trilateral Commission).
تلك المعاهد والمراكز البحثية النخبوية التي تتركز في الولايات المتحدة تم الترويج لها من قبل كافة وسائل الدعاية والإعلان على المستوى العالمي حيث تم إستخدام الأزمة النفطية في فترة السبعينيات كحصان طروادة للقيام بتخفيض مستوى المعيشة عالميا بحجة المحافظة على بقاء الجنس البشري.
أوروبا تعافت من دمار الحرب العالمية الثانية وأعادت بناء إقتصادها. اليابان أصبحت تنافس الولايات المتحدة من صناعيا وتجاريا. الإقتصاديات الأسيوية خصوصا كوريا الجنوبية وكذالك أمريكا اللاتينية كانت تنمو بوتيرة متسارعة. كانت تلك الدول تتطلع لبناء علاقات تجارية وإقتصادية ثنائية بعيدا عن الولايات المتحدة وهيمنتها وخصوصا مع إستياء الكثيرين مما إعتبروه طعنة في الظهر بسبب تخلي الولايات المتحدة عن إتفاقية بريتون وودز وترك حلفائها التجاريين بدولارات تتضائل قيمتها يوما بعد يوم. الإقتصاد العالمي بدأ بالخروج عن سيطرة النخب التقليدية التي كانت تمول تلك المراكز البحثية ومعاهد التفكير ولذالك كان لابد من طريقة للسيطرة على الوضع الذي بدأ ينفلت من عقاله.
كانت هناك تخطيط للقيام بأكبر حملة دعاية تستهدف الأجيال الشابة التي نشأت في ظل الثورات الطلابية والراديكالية سنة 1968 وعناوينها التقشف الإقتصادي والحد من النمو السكاني تحت ذريعة أن المصدر الأهم للطاقة وهو النفط قابل للنضوب في المستقبل القريب.
في الفترة التي سبقت الأزمة النفطية المفتعلة وتحديدا سنة 1972 فقد كان يتم الإعداد لحملة دعائية كبيرة لكتاب بعنوان حدود النمو(The Limits to Growth) متعلق بالنمو السكاني وخطره على التنمية والموارد حيث كان سوف يتم ترجمة الكتاب إلى 12 لغة وذالك جزء مهم من الحملة الدعائية لنشر أفكار الكتاب.
كتاب حدود النمو(The Limits to Growth) كان ثمرة عمل (Dennis Meadow) وهو طالب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا(MIT) ويبلغ من العمر 28 عاما وكان يعمل تحت إشراف البروفيسور جاي فوريستر(Jay Forrester). دينيس ميدواي(Dennis Meadow) كان قد حصل على منحة 200 ألف دولار من مؤسسة فولكسفاجن للتنمية بهدف تطوير نموذج كمبيوتري مستقبلي للتنمية على الكرة الأرضية. الكتاب حذر من أن النمو الإقتصادي سوف يبدأ بالإنحدار بشكل حاد في خلال 100 سنة القادمة.
الفكرة وراء الكتاب لم تكن مجرد نموذج كمبيوتري بل ترجع في جذورها إلى كتابات رجل الكنيسة وخبير الإقتصاد السياسي ثوماس مالثوس(Thomas Malthus) الذي حذر سنة 1798 في مقالة بعنوان(The Principle Of Population) من أن الزيادة السكانية وأثرها على التنمية حيث سوف تشهد البشرية في المستقبل أحداث مأساوية على مستوى كارثي مثل المجاعات, أمراض ومستوى مرتفع من الوفيات. نظرية ثوماس ماثوس(Thomas Malthus) تم تبنيها من قبل نادي روما ومرت بمراحل تطور على يد مستشار الشركات النفطية ماريون هوبرت سنة 1956 وصولا إلى سنة 1972 حين تم صياغتها في كتاب مدعومة بنماذج كمبيوترية وجداول وقاعدة بيانات.
نادي روما سنة 1987 أصدر تحذيرا بعد 180 سنة تقريبا على إصدار ثوماس مالثوس لمقالته ملخصه أن الزيادة السكانية سوف تتفوق على مقدرة الكرة الأرضية على توفير الموارد الضرورية اللازمة. وفي سنة 1974 أصدر نادي روما تحذيرا بأن الكرة الأرضية تعاني من سرطان وأن ذالك السرطان تم تشخيصه بالكائن البشري أي الإنسان. وأن العالم يعاني من مجموعات مشاكل وتحديات متداخلة ومتشابكة منها التزايد السكاني, نقص حاد في الغذاء, مصادر الطاقة الغير متجددة كالنفط, إنهيار بيئي وإدارة غير فاعلة.
وفي تقرير أخر تم إصداره من قبل نادي روما سنة 1974 بعنوان نقطة تحول في تاريخ البشرية (Mankind at Turning Point) فقد تم ذكر الحاجة إلى مؤسسة لها سلطة عالمية تختص بإعادة توزيع الموارد بين الدول بما يضمن تحقيق النمو الإقتصادي والحد من النمو المتزايد في عدد السكان.
بإعتماد نموذج كمبيوتري يدعى (World 3) قام علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا(MIT) بدمج خمسة معطيات بطريقة تفاعلية بالإعتماد على السكان, إنتاج الغذاء, الإنتاج الصناعي, التلوث وإستهلاك الموارد الغير متجددة ليكون المخرج هو نظرية(The limits of Growth).
بناء على الحسابات التي قام بها نادي روما(The Club of Rome) وبإستخدام النموذج الكمبيوتري (World 3) وإدخال بيانات عدد من السيناريوهات المختلفة حيث كانت النتيجة أن الوقود الأحفوري(النفط) سوف يؤول إلى النفاذ في الفترة بين 1992م-2022م.
إن ذالك ليس المحاولة الأولى من قبل نوادي النخبة ومعاهد الأبحاث الدعاية لمحدودية وندرة الموارد الطبيعية وأثر ذالك على التنمية ونوعية الحياة التي يحياها سكان الكرة الأرضية وبالطبع لن تكون المحاولة الأخيرة. النصب الحجري الغامض في ولاية جورجيا والذي يذكر 500 مليون هو العدد المناسب من السكان لتحقيق النمو في كوكب الأرض هو أحد تلك الوسائل. الإستهلاك الغير محدود للموارد غير ممكن الإستمرار به ويجب أن يصبح أمرا من الماضي. المثير لحيرة جميع من إطلعوا وقرئوا تلك التقارير أنها تجاهلت الجانب العسكري الذي يستتنفذ نسبة كبيرة من الموارد خصوصا في الصناعات العسكرية.
ومن أجل إعطاء المصداقية لكتب حدود النمو والنظرية التي يروج لها فقد صدر بإسم أرقى المعاهد العلمية(Smithsonian Institution) في العاصمة الأمريكية واشنطون وتم ترجمته إلى أربعين لغة والدعاية له في مختلف الوسائل الإعلامية حيث بيع منه أكثر من 30 مليون نسخة وهو رقم هائل بمعايير هذه الأيام وحتى تلك الأيام قبل خروج الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي إلى حيز الوجود.
مسؤول الدراسات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا(MIT) جاي فوريستر(Jay Forrester) في كتاب قام بنشره سنة 1971 بعنوان ديناميكية العالم(The World Dynamics) قد صرح علانية في كتابه بما يلي:
(إن زيادة الضغوط سوف تؤدي إلى تسريع اليوم الذي يستقر فيه عدد سكان العالم. الضغوط من الممكن أن تزيد عن طريق تقليص واردات الأغذية, تقليص الرعاية الصحية وتقليص النمو الصناعي).
وكما يقال أن الإعتراف هو سيد الأدلة فالقضية إذا ليست مؤامرة لأن ذالك يستلزم السرية والكتمان لتحقيق عنصر المفاجأة ولكنه مخطط واضح المعالم لايبذل واضعوه أي جهد لإخفائه وساحتهم الرئيسية هي وسائل الإعلام ومعاهد التفكير والأبحاث والمنظمات الغير حكومية حيث يتم إستخدام كل ذالك كستار في سبيل تحقيق أهدافهم.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment