Flag Counter

Flag Counter

Sunday, December 4, 2016

الإعلام في ظل إنتشار الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي

وسائل الإعلام الرئيسية سوف تجد أنفسها عاجزة عن المنافسة في عالم الإنترنت والإتصالات وثورة المعلومات خصوصا بالمقارنة مع وسائل التواصل الإجتماعي من ناحية السرعة في نقل الأخبار وحصريتها. تويتر وهو أحد منصات التواصل الإجتماعي وأحد أهم وسائل الدعاية والإعلان تمنح مستخدميها القدرة على كتابة تغريدات قصيرة وإرفاق روابط بدون المرور بالعملية التقليدية التي تمر بها عملية نقل الخبر في وسائل الإعلام المختلفة. الفيسبوك وسناب تشات وإنستجرام تحتل مكانتها كوسيلة غير تقليدية لنشر الأخبار. إن المثل بأن الوقت من ذهب من الممكن تطبيقها بحرفيتها فيما يتعلق بالعمل الإعلامي بالمجمل حيث السرعة في نقل الأخبار تعد عاملا رئيسيا. ولكن البعض سوف يذكرون أن تلك السرعة سوف تكون على حساب المصداقية حيث أن عملية نقل الأخبار في الوسائل الإعلامية التقليدية تمر بعملية تمحيص وتدقيق أو هكذا تزعم تلك المحطات. الوسائل الإعلامية الأجنبية او العربية على حد سواء تزعم الإشتراك في ذالك وأن المصداقية والشفافية هي المعايير التي يعتمدها بينما العكس هو الصحيح فالمعايير التي يتم بناء عليها إختيار الأخبار والأنباء وإبرازها تحمل إزدواجية وتخضع لمعايير سياسية وليس للشفافية أي علاقة بطريقة عملها.
الوسائل الإعلامية التقليدية سوف تفقد سيطرتها وتأثيرها على الجمهور ولكن ليس لتلك الدرجة التي يتخيلها البعض حيث سوف ينقسم ولائهم مناصفة بينها وبين منصات كتويتر وفيسبوك. المحطات الإخبارية على وجه الخصوص تحاول التعويض بدخولها وإنتشارها في مواقع التواصل الإجتماعي حيث تعمل تلك المواقع مرادفا للطريقة التقليدية في بث الأخبار.
المراسلون الصحفيون هم من أكبر المستفيدين من ثورة الإتصالات والمعلومات خصوصا في نقل الأخبار الحصرية والعاجلة من أماكن قد تكون بعيدة عنهم ألاف الأميال بدون المخاطرة في الذهاب إليها وتعريض حياتهم للخطر حيث من الممكن الإعتماد على مصدر محلي وإستخدام منصات التواصل الإجتماعي أو حتى مواقع مشاركة الفيديوهات مثل يوتيوب. كما أنه في المستقبل سوف تكون هناك منصات تستخدم نظام التشفير(Encryption) لحماية مصادرها ومعلوماتها. ويكليكس هو أحد تلك المنصات وهناك عشرات المنصات الأخرى التي تبرعمت وفق نفس طريقة العمل التي يتبعها ويكليكس وبعضها سوف يكون تابعا لمنظمات غير حكومية(NGO).
إن بروز تقنيات التشفير وإستخدامها في مجالات العملات الإلكترونية كالبيتكوين أدى أيضا إلى بروز مايدعى (VPN – الشبكات الإفتراضية الخاصة – Virtual Private Network) وإعتماد عدد متزايد من الوسائل الإعلامية على تلك الشبكات للقيام بنقل وتبادل الأخبار والمعلومات مع الحفاظ على السرية والخصوصية.
مواقع مشاركة الفيديوهات ومنصات التواصل الإجتماعي قللت من الإعتماد على وسطاء في نقل الأخبار حيث من الممكن لنجوم السينما والغناء إستخدام تلك المنصات لإطلاق خدمة إخبارية خاصة بهم تتمتع بالمصداقية وتستأثر بقطاع عريض من المتابعين بما يجلبه ذالك من منافع خصوصا العوائد الإعلانية.
في عالم ثورة الإتصالات والتكنولوجيا فإن الحفاظ على الخصوصية وسرية المعلومات تمثل تحديا للشركات والأفراد. شركات مثل غوغل ومايكروسوفت وأبل تحاول تطوير أحدث الأدوات للحفاظ على سرية معلومات زبائنها ويترك لهم كيفية إستخدامها.
شركة سوني تعرضت لمحاولة إختراق حيث تمت سرقة معلومات عن حسابات حوالي 47 ألف موظف وتسببت إحراجا كبيرا للشركة حيث إحتوت رسائل بريد إلكتروني متبادلة بين موظفي الشركة تعليقات سلبية وعنصرية بحق شخصيات سياسية ونجوم في هوليود كأنجيلينا جولي. كما أن شبكة ألعاب سوني للكمبيوتر تعرضت للإختراق حيث تم سرقة معلومات من حسابات المستخدمين كبطاقات الإئتمان.
خدمة تخزين البيانات السحابية التابعة لشركة أبل تعرضت أيضا للإختراق وتم نشر معلومات من حسابات عدد كبير من المستخدمين منهم نجوم في هوليود وتضمنت صورا خاصة وشخصية تسببت لهم بإحراج كبير.
وعلى الرغم من مستويات الأمان العالية التي تتمتع بها مواقع شبكات التواصل الإجتماعي ولكنها مازالت تمثل هدفا حيث تعرضت لهجمات تؤدي أحيانا لإبطاء الموقع أو تعطيله لفترة زمنية مؤقتة أو سرقة حسابات فردية ونشر معلومات مغلوطة.
موقع فيسبوك هو الأكثر شهرة بين شبكات التواصل الإجتماعي يثار حوله الجدل بين فترة وأخرى لمشاكل متعلقة بخرقة لخصوصية حسابات مستخدميه ومشاركة معلوماتهم مع شركات تسويق ودعاية وكذالك إعدادت الخصوصية التي يرى البعض أنها تجعل من الصعب على المستخدم التحكم في الحجب الكامل لمعلوماته وبياناته من عدمه.
هناك مشكلة تواجه كل من يمتلك جهاز حاسوب أو كمبيوتر محمول أو لوحي حيث يشاع على نطاق واسع فاعلية طريقة حذف المعلومات الحالية بإرسالها إلى سلة المهملات(Recycle Bin) أو إستخدام خيار المسح(Delete). ولكن ذالك ليس إلا عبارة عن وهم حيث تعرف تلك المشكلة بإسم(Data Remanence) ويمكن إستعادة الملفات عن طريق برامج معينة حيث من الصعب حذفها بشكل نهائي إلا في حالة إعادة الجهاز إلى حالته المصنعية(Manufacture setting).
إن التقدم في تكنولوجيا الحماية المستخدمة في الخدمات السحابية المختلفة كغوغل وأبل وغيرها سوف تؤدي إلى زيادة نسبة المستخدمين لتلك الخدمات وبالتالي فإن ذالك سوف يؤثر على العالم الإفتراضي في المستقبل مقارنة بخدمات التخزين التقليدية حيث تعني خدمات التخزين السحابية السرعة وتوفير الوقت والتكاليف التي تترتب على الخدمات التقليدية.
يعتبر جيلنا الحالي أول جيل يعيش في عصر من الممكن إطلاق إسم(Indelible Information Age - عصر المعلومات الغير قابلة للمسح). إن ذالك يعني أنه حتى مكالمات الرئيس الأمريكي يتم تسجيلها وكذالك إيميلاته ويحق للعامة تقديم طلب للإطلاع عليها بموجب قانون التسجيلات الرئاسبة(Presidential Records Act).
في المستقبل فإن هناك الكثير من حواجز الخصوصية سوف تتساقط خصوصا مع الضغوطات التي تتعرض لها شركات الإنترنت والهواتف المحمولة بالسماح لها حرية الوصول إلى معلومات المستخدم تحت ذرائع مختلفة لعل أهمها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. شركة أبل خاضت صراعا قضائيا مع الأجهزة المختصة في الولايات المتحدة بخصوص عدم السماح بفك تشفير هاتف أيفون إس-5(S5) عائد للإرهابي سيد فاروق الذي نفذ هجوما في أحد مدن ولاية كالفورنيا بالإشتراك مع زوجته. الأجهزة المختصة في الولايات المتحدة إستعانت بأحد الخبراء في فك التشفير ودفعت له مبلغا ماليا كبيرا حيث نجح في كسر شيفرة الهاتف والإستحواذ على الملفات التي بداخله. كما أن الحكومة الأمريكية تستعد لفتح معركة قضائية مع شبكة فيسبوك التي تمتلك تطبيق واتساب بخصوص تقنية التشفير التي بدأت بتطبيقها مؤخرا.
الكثير من مستخدمي الإنترنت سواء عبر أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو اللوحية أصبحوا أكثر وعيا في محتوى المواد التي يتشاركونها مع الأخرين أو يقومون بنشرها عبر الشبكة العنكبوتية لأنه لايمكن التحكم بنوعية المتابعين لتلك المواد. حمزة الكشغري هو خير مثال على ذالك فرغم حذفه للتغريدات المثيرة للجدل بعد ستة ساعات من نشرها وهروبه إلى ماليزيا إلا أنه تمت إعادته للسعودية ومثل أمام الجهات القضائية المختصة حيث طالب الكثيرون بمحاكمته بتهمة التجديف.
هناك الكثير من التطبيقات والشركات التي سوف يكون نشاطها الرئيسي متعلقا بخدمات التخزين السحابية وكلها تزعم إمتلاكها الحل لمشكلة الخصوصية وحفظ سرية البيانات والمعلومات الشخصية ولكن ذالك لم يكون إلا سبب في المزيد المشاكل حيث أن خبراء فك الشيفرات يطورون مهاراتهم ويقومون بتحديثها دوريا مع تقدم وتطور تقنيات التشفير التي تستخدمها تلك الشركات.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment