Flag Counter

Flag Counter

Friday, January 5, 2024

هل القضية ما زالت مفتوحة؟

الجدال مازال مستمرا حول مصداقية العهد القديم من الكتاب المقدس خصوصا التوراة والإعتماد على تاريخية الشخصيات والروايات التي ورد ذكرها في نصوصها. إنَّ تلك الحالة الجدلية يتنازع حولها فريقان, الأول يؤمن ويعتقد بأن وجود الأنبياء وأحداث التوراة مثل الخروج هي تمثل مرجعا تاريخيا يمكن الإعتماد عليه, بينما الثاني يتبنى وجهة نظر تتعارض تماما مع الفريق الأول حيث أنه لا يوجد أدلة أركيولوجية يمكنها من إثبات تاريخية وجود الأنبياء وحقيقة حادثة الخروج وغيرها من الشخصيات والحوادث التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس.

ولكن هناك أمر مهم لابدَّ من التأسيس عليه وهو أنه ليس جميع من يتسائلون أو ينفون تاريخية بعض الشخصيات والأحداث التي ذكرتها نصوص التوراة هم من الملحدون بل هناك علماء تاريخ وآثار وأشخاص عاديون مدفوعين بالفضول الطبيعي الموجود في كل إنسان منذ بدء الخليقة وهو الذي كان الشبب في أن آدم عليه السلام أكل من فاكهة الشجرة المحرمة. القرآن الكريم ذكر أنبياء الله إبراهيم, داود وسليمان كما وصف قيادة نبي الله موسى خروج اليهود من مصر وبالتالي فتلك مسائل بالنسبة الى المسلمين تعتبر من المُسَلَّمات التي لا تحتاج الى ادلة أركيولوجية حتى تُثبِتَ دقَّتها تاريخيا.

أما بالنسبة الى مرويات الكتاب المقدس فإنَّ القضية مختلفة تماما حيث تسعى الصهيونية العالمية الى إستخدامها في إثبات مشروعية الإحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين وأساطير مثل "أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل" و "أرض بلا شعب الى شعب بلا أرض" وغير ذلك من ترهات وأكاذيب الصهيونية العالمية ورديفتها المسيحية اليمينية المحافظة التي كانت ومازالت تسعى منذ القرن التاسع عشر خلال فترة حكم ملكة بريطانيا فيكتوريا الى إرسال البعثات التنقيبية_التبشيرية الى فلسطين من أجل البحث عن تطابق الأحداث والروايات التوراتية مع الأدلة الأركيولوجية وعلم الآثار.

هناك الكثير من الباحثين والمؤرخين المسلمين الذين يتهمون كل من تسائل عن مصداقية وتاريخية الأحداث والشخصيات التوراتية بأنه ملحد وأن الأنبياء لا يتركون معابد وتماثيل تدل عليهم ثم يبدأون بإلقاء محاضرة طويلة عن وصايا الرب الى موسى عن تحريم الصور والتماثيل وأن من ينكر وجود الأنبياء مثل إبراهيم, داود وسليمان أو حادثة خروج اليهود من مصر على سبيل المثال هو ملحد و وثني. نبي الله إبراهيم عليه السلام شخصية تاريخية ولكن الكثير من الأحداث المرتبطة به التي ذكرته التوراة هي مرويات شعبية وأساطير وذلك ينطبق على داود وسليمان عليهما السلام ونذكر على وجه الخصوص الوصف الأسطوري للهيكل الذي بناه الأخير والذي ليس هناك دليل تاريخي على المكان الذي بني فيه لو قبلنا مبدئيا أنه حقيقي وليس أحد الأساطير التوراتية.

القضية ماتزال مفتوحة ولم ولن تغلق الى أن تقوم الساعة ويبقى السؤال الأهم وهو برأي الشخصي محور النقاش الحقيقي والأهم هل هو نقاش حول المصداقية التاريخية للشخصيات والأحداث التي ذكرتها التوراة أو التنقيب في حطام الأساطير وتنقية تلك الروايات من الأكاذيب والمبالغات التي هناك بالتأكيد دوافع وعوامل ساهمت في ظهورها؟

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment