Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, July 25, 2023

نهاية التاريخ أو نهاية الحضارة الغربية كما نعرفها

الحقيقة أنها نهاية الحضارة الغربية و ليست نهاية التاريخ التي أعلنها الفيلسوف والاقتصادي الأمريكي من أصول يابانية فرانسيس فوكوياما في كتاب "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" الذي أعلن فيه أنَّ الديمقراطية الليبرالية هي صورة نظام الحكم البشري النهائية وأنها نهاية التطور الأيدولوجي للإنسانية. فرانسيس فوكوياما يرى من وجهة نظره أن الديمقراطية والحرية سوف تؤدي الى الازدهار الاقتصادي والإنساني والعكس صحيح. المثير للدهشة أن العالم يسير في طريق معاكس لأن الأكثر دقة هو وصف نهاية الحضارة الغربية وليس نهاية التاريخ لأنه ببساطة لا ينتهي.

إن نظريات نهاية التاريخ وصراع الحضارات ومقالة جذور الغضب الإسلامي التي كتبها برنارد لويس في منتصف التسعينيات هي دعوة الى حرب مفتوحة على عدو ما, أي عدو لا يهم. الحضارة الغربية تحتاج بإستمرار الى عدو لأن المجمع الصناعي-العسكري هو الوجه المظلم الذي يعبر عن تلك الحضارة ولايمكن أن يزدهر دون حروب وأزمات. الحرب العالمية الأولى كانت ضد ألمانيا القيصرية وظهرت الحركة الشيوعية. الحرب العالمية الثانية كانت ضد ألمانيا النازية. أما الحرب العالمية الثالثة فقد كانت ضد الإتحاد السوفياتي وتم تعريفها مجازا بأنها الحرب الباردة وانتهت الى سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي. ولكن الحرب العالمية الرابعة تنتظر دورها وفي كل حرب يتحدثون أنها حرب من أجل السلام وأنها الحرب التي سوف تنهي جميع الحروب.

الديمقراطية الليبرالية التي تروِّج للنيوليبرالية الإقتصادية ورأسمالية الكوارث كانت نتائجها إزدياد الفقر والفقراء والفوارق الطبقية وتقلص أعداد الطبقة الوسطى. القطاع المالي, البنوك والأسهم والبورصات, أصبح رمزا الازدهار الاقتصادي بينما القطاعات الاقتصادية الحقيقية مثل الصناعة أصبحت على الهامش.

دول الغرب الصناعي التي توصف بأنها متقدمة تقوم بترويج الجندرية والشذوذ الجنسي وجميع المفاهيم الهدامة ضد الأسرة والمجتمع ثم تنشر إعلانات تلفزيونية مدفوعة الأجر تشجع المواطنين على الإنجاب بسبب المعاناة من قلة عدد المواليد مما يؤدي الى زيادة عدد المهاجرين الذي يتحدثون عنه في وسائل الإعلام والنتيجة صعود اليمين المتطرف. حكومات الدول الغربية مصابة بانفصام الشخصية وتصرفاتها تناقض بعضها البعض.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment