Flag Counter

Flag Counter

Saturday, July 22, 2023

ديمقراطية فرانسيس يوكوهاما ونهاية التاريخ

يصف الكاتب والمؤرخ الأمريكي فرانسيس يوكوهاما في كتاب "نهاية التاريخ" أن الازدهار والرخاء الاقتصادي يعني الديمقراطية والحريات ولكن العالم يصبح أقل تسامحا وديمقراطية مع مرور الوقت. الولايات المتحدة هي أكثر دول العالم ثراء ولكنها لا يمكن وصفها بأنها ديمقراطية والآباء المؤسسون كانوا يعلمون ذلك وهم لم يؤسسوا دستور دولة ديمقراطية لأنها تعني حكم الأغلبية وخسارة الأقلية إمتيازاتها الطبقية.

في عالم ديمقراطي لا يمكن مناقشة الآراء والأفكار التي توصف بأنها تحرض على الكراهية مثل محرقة اليهود(الهولوكوست) أو المثلية الجنسية أو المتحولين جنسيا. إنَّ أي شخص يناقش تلك الأفكار سوف يتم إتهامه بأنه ضد السامية, المثليين أو النسوية. المفكر الفرنسي روجيه جارودي تعرض الى المحاكمة والمضايقات بسبب كتبه وآرائه والمؤرخ الأمريكي أنتوني ساتون تعرض الى الكثير من المضايقات وقطع عنه التمويل بسبب كتاباته وآرائه التي كشف فيها عن تمويل بنوك وول ستريت الحركة الشيوعية والنازية.

ولكن ذلك ليس نهاية رواية القمع وتكميم الأفواه في عالم الديمقراطية الغربي. وكما فهمت من كتاب "نهاية التاريخ" ومؤلفات الاقتصادي توماس فريدمان في كتاب "The Lexus and the Olive Tree" فإن الديمقراطية هي مصالح الدول الثرية ورؤوس الأموال, بنوك وول ستريت وإنجلترا وسويسرا التي تتحكم في الاقتصاد العالمي والتي تعمل متجاوزة جميع المبادئ الأخلاقية وأي اعتبارات إنسانية.

جماعات البيئة ومعارضي الاحتباس الحراري والتغيير المناخي يمارسون هم أيضا القمع وتكميم أفواه معارضيهم. العلم أصبح خاضعا لاعتبارات سياسية وليس العكس. القضية برمتها ليست إلا عبارة عن صراع مصالح. هناك شركات النفط التي كانت تشتري براءات اختراع السيارات الكهربائية حتى تبقيها حبيسة الأدراج ولوبيات مؤيدة لمشاريع الطاقة البديلة والوقود العضوي التي تضع أهدافا غير ممكن تحقيقها والهدف المزايدة السياسية.

العالم يعاني من الجوع وهناك الكثير من الجائعين في بلدان القارة الإفريقية وحتى في البرازيل نفسها التي يتم فيها زراعة ملايين الأفدنة بمحاصيل الذرة وقصب السكر بدلا من القمح أو محاصيل زراعية أخرى يمكن أن تسد أفواه الشعوب الجائعة والهدف إنتاج الوقود الحيوي. جمعيات حماية البيئة تعلن عن تأييدها إنتاج الوقود العضوي من الذرة وقصب السكر وتتجاهل الجائعين ولا يعنيها أن يموت ملايين الأفارقة من الجوع.

الأزمة الأوكرانية فضحت نفاق وزيف الدول الأوروبية وإدعائاتها الإنسانية الزائفة بداية من التعامل مع اللاجئين مرورا بقضايا البيئة والتغير المناخي. الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ومن خلال سيطرتهم على حركة رؤوس الأموال ومؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يرفضون تمويل مشاريع النفط والغاز في الدول الإفريقية تحت مسمى مكافحة التغير المناخي والاحتباس الحراري ولكنهم سارعوا الى الدول الإفريقية ذاتها رؤوسهم تسبق أقدامهم يعرضون تمويل تلك المشاريع بعد أن قطعت روسيا الغاز عنهم. إنَّ تعامل أوروبا مع اللاجئين الأوكرانيين وهم من ذوي البشرة البيضاء إختلف ١٨٠ درجة عن التعامل مع اللاجئين السوريين على سبيل المثال وذلك دليل أن قضية اللاجئين يتم إستخدامها من أجل خدمة أهداف وأجندات سياسية.

إن نظريات فرانسيس يوكوهوما و ثوماس فريدمان وبيل ماهر وغيرهم من منظري العلمانية والليبرالية الاقتصادية فاشلة تماما ولم تقدم أي حل للمشاكل التي تعاني منها البشرية مثل الجوع, الإيدز والنزاعات المسلحة خصوصا في القارة الإفريقية. نهاية التاريخ التي أعلن عنها فرانسيس يوكوهوما ليست إلا نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى وليست نهاية العالم على وجه الحقيقة أو كما يتحدث فرانسيس يوكوهوما أنها نهاية التاريخ والأيام دول, يوم لك ويوم عليك.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية





No comments:

Post a Comment