أخر أخبار فيروس كورونا التي أصبحنا نتابعها مثل أخبار مسلسلاتنا و أفلامنا المفضلة أن البشرية لم تكد يتنفس بظهور اللقاحات, حتى ظهرت سلالة ثانية من الفيروس في بريطانيا وثم سلالة أخرى في جنوب إفريقيا. وقريبا جدا سوف يكون لكل بلد في العالم سلالة خاصة من فيروس كورونا تماما مثل العلامات التجارية. لبنان على سبيل المثال أعلن أول إصابة بالسلالة الجديدة قادمة من بريطانيا. ولكن هناك فيروس آخر يغزو العالم ويتسلل في صمت وهو فيروس الغباء الذي يجعلنا نصدق الإعلام ويجعلنا نصدق أولئك المسؤولين الذي يتلقون لقاحات وهمية حيث إفتضح أمرهم في بعض الفيديوهات. فيروس الغباء يجعلنا نصدق أن اللقاحات فعالة وأن تقي من الفيروس بنسبة 95%.
وأقول فيروس الغباء لأن هناك تجارب سابقة مع فيروس إنفلونزا الخنازير على سبيل المثال. بريطانيا قامت بشراء دواء تاميفلو بقيمة تتجاوز 400 مليون دولار بعد أن لعب الإعلام على وتر الخوف وإثارة الرعب. وقد كان مصير العقار المخازن ومن ثم التخلص منه إما عبر إتلافه أو بوسيلة أقل تكلفة وهي التبرع به الى الدول الفقيرة في إفريقيا وآسيا. وليس بريطانيا بل دول أخرى قامت بشراء العقار بمئات الملايين من الدولارات على الرغم من أن تأثيره قد لايتجاوز تأثير دواء الباراسيتامول كما ورد في بعض الدراسات.
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر ساحة لإجراء التجارب الطبية والإجتماعية حيث أنه سنة 1976, أصيب بعض العسكريين في إحدى القواعد بفيروس إنفلونزا الخنازير مما أدى الى حملة تلقيح واسعة النطاق رافقتها دعاية أشبه بأفلام الرعب حول مخاطر عدم تلقي اللقاح. حصيلة الضحايا في قاعدة فورت نوكس في ولاية نيوجيرسي كانت وفاة جندي وإسعاف 13 الى المستشفى. يعني المعرفة بفيروس إنفلونزا الخنازير كان قائما منذ سنة 1976 مما يجعلنا نتسائل عن الحملة الإعلامية وحملة التطعيم التي رافقت ظهور الوباء سنة 2099 بداية من المكسيك وتفشيه في دول العالم.
هناك عدد من المشاكل الخطيرة التي تعترض مصداقية أي لقاح طرح في الأسواق أو سوف يتم طرحه مستقبلا. أول تلك المشاكل هي عدم وجود اختبارات طويلة المدى وبيانات كافية تثبت فاعلية اللقاح وأثاره الجانبية و الإكتفاء ببيانات صحفية من شركات الأدوية. ثانيا, هناك تساؤلات حول كمية الجرعة المناسبة أثارها لقاح شركة أستازينيكا وهي شركة بريطانية سويدية مشتركة حقنت عن طريق الخطأ مجموعة من المرضى بنصف كمية اللقاح التي حقن بها باقي المتطوعين والنتيجة كانت نتائج أفضل للمجموعة الأولى. ثالثا, هناك مفاهيم خاطئة منتشرة عن اللقاح أنه علاج أو دواء بينما هو ليس كذلك. الطبيب الأمريكي أنتوني فاوتشي والذي يقود بشكل رئيسي جهود مكافحة كورونا في الولايات المتحدة ذكر في إحدى مقابلاته أن مهمة اللقاح هو منع تطور الأعراض وليس منع الإصابة بالفيروس. رابعا, هناك مشكلة في الإختبارات البشرية التي تجري على المتطوعين وهو أنهم نسبة كبيرة منهم ليست مصابة بالفيروس أو لم تكن مصابة في السابق ممايعني انخفاض نسبة الفاعلية عن تلك التي يتم الترويج لها في وسائل الإعلام. خامسا, في الوقت الذي حصلت أكثر من لقاح على موافقة طارئة في مجموعة من البلدان منها الولايات المتحدة وبريطانيا, تستمر المرحلة الثالثة من التجارب مما يثير التساؤلات حول الغاية من ذلك. سادسا, التجارب على مدى تأثير اللقاح على الخصوبة لدى الحيوانات لم تكتمل مما يعني أن تأثيره على الخصوبة لدى البشر وعلى النساء الحوامل ليست متوفرة.
إن السرعة في طرح اللقاح في الأسواق تثير عددا من التساؤلات خصوصا في الجانب الأخلاقي والإجتماعي حول الغاية والأهداف من وراء ذلك حيث يتم طرح عدد من نظريات المؤامرة أو أن أزمة فيروس كورونا هي أزمة دولية متفق عليها بديلا للحرب العالمية الثالثة أو أن هناك هدفا يتمثل في تقليص عدد سكان العالم. إن كل تلك النظريات جديرة بالبحث خصوصا أن هناك سباقا محموما بين الدول حول الدولة التي تسبق في التوصل الى اللقاح والذي يثبت نجاحه وفاعليته وهو ما تحول الى أزمة سياسية حيث سارعت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية الى إنتقاد اللقاحات التي تم التوصل اليها في روسيا والصين ووصفها بأنها غير فعالة وأنه لم تجري عليها الأبحاث الكافية. ولكن المثير للدهشة أن ذلك ينطبق تماما على اللقاحات التي توصلت إليها شركات مثل اللقاح المشترك بين شركتي فايزر & بيوتيك ولقاح شركة موديرنا ولقاح شركة أسترازينيكا والتي تم الموافقة عليها بموجب طلبات موافقة طارئة وفي ظروف تنطبق تماما على اللقاح الذي تنتجه شركات روسية وصينية.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment