العالم بأكمله سوف يتحول الى معتقل غولاغ مع إستمرار قرارات الإغلاق والحظر خصوصا في أوروبا مع تفشي سلالات جديدة من فيروس كورونا في بريطانيا وجنوب إفريقيا. ولكن خلال هذه الفترة فإن الأمر مختلف بسبب تزامن تفشي السلالة الجديدة مع عطلات الأعياد ورأس السنة الميلادية. رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تبنى نظرية مناعة القطيع قبل أن يبتلع كبريائه ويصاب بفيروس كورونا أو هكذا تم التصريح للإعلام, أعلن عن حظر تجول في العاصمة لندن وبعض المناطق المحيطة بها يمتد خلال العطلات الى شهر يناير من سنة 2021. دول عديدة حظرت الرحلات من والى بريطانيا ودول عربية مثل لبنان والأردن أبدت إعجابها بالأسلوب البريطاني وأعلنت عن ظهور أول حالات سلالة كورونا البريطانية. دول أخرى في أوروبا مثل ألمانيا أعلنت إستباقيا حظرا شاملا للتجول يمتد الى 10/يناير/2021. العالم أصيب بالجنون وأصبح يقف على حافة الهاوية.
إن قرارات حظر التجول بل ومعاقبة المخالفين بالغرامة والسجن تضع العالم بأكمله أمام معضلة أخلاقية أو سؤال أخلاقي وهو: الى أي مدى على الشعوب أن تكون مستعدة حتى تضحي بحريتها في ظل أزمة انتشار فيروس وبائي؟ إن ذلك يذكرنا بالحرب على الإرهاب التي أعقبت هجمات 11/سبتمبر في الولايات المتحدة وكيف جعلوا العالم يصدق أن هناك جواز سفر أحد خاطفي الطائرات التي ضربت أبراج التجارة وجد سليما بين الحطام وأن هناك طائرة ضربت مبنى البنتاغون رغم أنه لم توجد ولا حتى قطعة حطام صغيرة تدل على ذلك. الحكومة البريطانية أعلنت عن سلالة جديدة من فيروس كورونا وعندما لم يحدث ذلك التأثير المطلوب, أعلنوا عن سلالة ثالثة قادمة من جنوب إفريقيا وذلك بدون أن يقدموا أي دليل علمي يدل على صحة كلامهم. الدول العربية التي أعلنت عن إكتشاف السلالة الجديدة من فيروس كورونا لم تقدم بدورها أي دليل علمي وهي دول فشلت حتى في تصنيع عينات اختبار فيروس كورونا محليا ولذلك فإن التصريحات الصادرة منها مشكوك في صحتها.
وقد تابعنا جميعا السلوكيات الإجتماعية السيئة التي انتشرت مع بداية أزمة فيروس كورونا حيث يقوم المتسوقون وبسبب عوامل الذعر والخوف بشراء السلع بشكل مفرط مما أدى الى فقدان بعضها من الأسواق وإرتفاع أسعارها خصوصا المستلزمات الطبية ومعدات الوقاية مثل الكمامات والقفازات البلاستيكية والمعقمات بكافة أنواعها. حتى أن هناك سلعة مثل أوراق التواليت(المرحاض) قد أصبحت من السلع النادرة بل وأصبح هناك مزادات على مواقع مثل إيباي حيث يفوز صاحب أعلى عرض بورق التواليت الثمين. وقد يكون هناك عدة تفسيرات من أجل تهافت المتسوقين على المواد الغذائية أو معدات الوقاية ولكن لايمكن تفسير تلك الظاهرة بخصوص بعض السلع التي لا تعتبر أساسية أو ضرورية مثل ورق التواليت إلا أن هناك من فسرها بأن الكثيرين كانوا يصنعون منها أقنعة واقية حين تعذر شرائها بسبب فقدانها من الأسواق.
الحكومة البريطانية مصابة بانفصام الشخصية حيث تمنع سكان لندن من مغادرتها بينما في الوقت نفسه تسمح لرحلات قادمة من البرازيل, إيطاليا والصين بالقدوم الى بريطانيا ومغادرتها كما يحلو لهم. إن الإجرائات التي تتخذها الحكومات خصوصا الحكومة البريطانية متناقضة وغير مفهومة من أجل مكافحة مرض تبلغ معدلات الشفاء منه أكثر من 99% للفئات العمرية من 0-79 عاما بينما تبلغ للفئات العمرية 80+ نسبة 94% تقريبا. إن الإنفلونزا الموسمية تقتل سنويا أكثر مما يفعل فيروس كورونا والكثير من بروتوكولات العلاج أثبتت فشلها بل ساهمت في زيادة نسبة الوفيات. خلال إحدى حلقات برنامج رحلة في الذاكرة على قناة آر تي الروسية الناطقة بالعربية, صرَّح البروفيسور سيمون ميسكيبيشفيلي لمقدم البرنامج خالد الراشد كيف نجح في معهد المركز الطبي التابع لجامعة موسكو الرسمية في علاج حالات مستعصية من مصابي كوفيد-19 بدون إستخدام جهاز التنفس إلا في أضيق الحدود ونسبة وفيات لم تتجاوز 1%. ولكن وسائل الإعلام الغربية الرئيسية ليس لها أي مصلحة في نشر تلك المعلومات حتى لايعزى الفضل في تحقيق أي تقدم طبي في علاج فيروس كورونا الى طبيب روسي وذلك بسبب الخلافات السياسية.
إن عملية إدارة أزمة فيروس كورونا هي عملية عسكرية بامتياز تجري في جميع دول العالم بإدارة وإشراف الجيش خصوصا في دول غربية مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية مثل بريطانيا وفي الدول العربية بالطبع حيث يعاقب من يخرق حظر التجول في الأردن سنة سجن وغرامة مالية حتى لو كان خرق حظر التجول من أجل إلقاء القمامة في المَكَب أمام منزله. رئيس الوزراء البريطاني هدد من يخالف قرارات الحظر بتوجيه تهمة جنائية له مما يعني السجن والغرامة. القوات المسلحة في الولايات المتحدة وكندا سوف تتولى بشكل رئيسي توزيع اللقاح وربما حتى إعطائه للمرضى.
إن ما يحصل الأن بدأت تفوح منه رائحة مؤامرة على الشعوب والقضية تجاوزت فيروس انتشر وبائيا ولابد من كبح جماحه. هناك الكثير من الأمور التي لايمكن تفسيرها مثل منع السينما والمسرح والتجمعات وكافة الأنشطة الأخرى بينما يسمح بتكدس المسافرين على الطائرات. إن قضية أزمة فيروس كورونا أصبحت سياسية بإمتياز وخرجت من نطاق العلم والعلماء حيث يتم التحكم فيها من السياسيين. خلال مظاهرات حركة حياة السود مهمة, كان المسؤولون عن تلك المظاهرات ومن يحركهم و يوجههم يشنون حملات إعلامية على التجمعات الانتخابية للرئيس دونالد ترامب بتهمة تعريض حياة الأمريكيين الى الخطر بسبب عدم الالتزام بالتباعد الإجتماعي وعدم ارتداء الكمامة. بينما هم في تجمعاتهم الإنتخابية لا يرتدون الكمامات ولايلتزمون بالتباعد الإجتماعي حيث يتكدسون بجانب بعضهم البعض الكتف الى جانب الكتف.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment