Flag Counter

Flag Counter

Sunday, September 23, 2018

العدالة العرجاء في مملكة الرحمة والإنسانية

بتاريخ 2\يناير\2016, قامت الحكومة السعودية بعملية إعدام جماعي لعدد 47 شخص في 12 منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية. وفي تشرين الثاني\نوفمبر\2017, قامت مايسمى لجنة مكافحة الفساد بإعتقال عشرات من أمراء الصف الأول ووزراء سابقين وكبار رجال الأعمال بتهمة الفساد وسجنهم في فندق الريتز كارليتون الفاخر في الرياض الذي تم إفراغه من نزلائه. في كلتا الحاليتن, لم تكن هناك أي محاكمات علنية للمتهمين. في الحالة الأولى أعلنت الحكومة السعودية بشكل مفاجئ تنفيذ أحكام الإعدام بأشخاص تتهمهم بالقيام بأعمال إرهابية وتفجيرات, أما في الحالة الثانية فقد تم الإعلان عن تسويات والإفراج عن بعض النزلاء منهم الأمير الوليد بن طلال والأمير متعب إبن عبدالله إبن عبد العزيز ولكن بقي مصير معتقلين أخرين مجهولا ولم يتم عرض المتهمين على القضاء أو محاكمتهم بالتهم الموجه إليهم كما يكون في الدول التي لديها نظام قضائي يتمتع حتى بالحد الأدنى من معايير النزاهة والشفافية.
لست أعلم إن كانت الإعدامات الجماعية ومصاردة أموال المتهمين بالفساد بتلك الطريقة هي أحد ملامح رؤية 2030, فإن كانت كذالك فهي كارثة بكل المعايير والمقاييس. إن تلك السياسات والتصرفات الخارجة عن القانون لن تعطي صورة إيجابية عن المملكة العربية السعودية حيث يمكن إعتقال أي شخص وإبتزازه ماليا بعد توجيه تهم وهمية له قد يكون الإرهاب أو محاولة قلب نظام الحكم أحدها وحيث يغيب حكم القانون ومؤسساته ويسود قانون الغابة مما لا يشجع المستثمرين للقدوم والإستثمار في السعودية. حتى أنه يتم تصيد المعارضين للسعودية عند قدومهم للحج او العمرة, قضية المحامي المصري أحمد الجيزاوي هي مثال حيث تم إعتقاله وتلفيق تهمة تهريب المخدرات إليه وهي تهمة عقوبتها في السعودية الإعدام. المحامي الجيزاوي الذي تظاهر في أكثر من مناسبة أمام السفارة السعودية في مصر قبل بسجنه 5 سنوات و300 جلدة مقابل إعترافه بالتهمة الملفقة وحتى لا يتم إعدامه. فتاة فلسطينية مراهقة لا يزيد عمرها عن 13 عاما حكم بإعدامها لأنها ليلة زفافها قتلت زوجها بمقص عندما حاول معاشرتها بالإكراه. عندما قرأت الخبر على السي إن إن عربي منذ بضعة سنين, كان عمر تلك المسكينة التي باعها اهلها لشخص يكبرها بعشرين عاما 16 عاما قضتها خلف القضبان حيث مازال أولياء الدم مصرين على القصاص وهناك محاولات لثنيهم عن ذالك وقبول الدية.

الإعلام السعودي ولجانه الإلكترونية أصبح تثير الضحك باخبارها التي تنشرها وتروج لها, فاشلون حتى في الكذب. فعلى سبيل المثال, تم الترويج لمشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ووصف بأنه أكبر مشروع في العالم بطاقة 2000 غيغاوات وبتكلفة تقدر بمبلغ 200 مليار دولار وهو مشروع خيالي بكل المعايير والمقاييس. مشروع نيوم هو فرقعة إعلامية أخرى تم رصد موازنة تقدر بمبلغ 500 مليار دولار وسوف يقام على مساحة 26 ألف كم\مربع ويستغرق إنجازه 30-50 عاما. وبعملية حسابية بسيطة يضاف إليها المشاريع المشتركة وصفقات السلاح التي أعلن عنها خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض فتكون: 460 مليار + 200 مليار + 500 مليار= 1160 مليار دولار, الدولار= 3.75 ريال سعودي = 4350 مليار ريال سعودي أي أكثر من 4 نريليون ريال وكل ذالك بدون حساب الموازنة السنوية وتكلفة بقية المشاريع التي يتم الإعلان عنها هنا وهناك. وكما أنهم فاشلون في الكذب, فهم فاشلون في النفاق والتزلف حيث خرج يوتيوبر يدعى يوسف علاونة في تسجيل لإحدى حلقاته محاولا التمسح بالسعودية يعلن أن للمسلمين عيدين: الأول هو عيد الأضحى والثاني هو عيد ميلاد ولي العهد السعودي. وحتى مطبلاتية الإعلام السعودي أعلنوا عن عيد ميلاد ولي العهد السعودي وإحتفلوا به كما لم يحتفلوا بعيد المولد النبوي وانه قائد نهضة حقيقية في السعودية. الإعلام السعودي وملحقاته كيوسف علاونة يعتبرون ثاني أفشل أجهزة إعلام حكومي في الوطن العربي بينما يحتل المرتبة الاولى بالطبع الإعلام المصري.
لست أعلم عن أي نهضة وعن أي رؤية يتحدث أولئك المغفلون: حرب في اليمن, بطالة, فقر, عجز في الموازنة, ضرائب وماخفي كان أعظم ضمن رؤية 2030 التي أعجبت الحكومة المصرية فخرجت هي الأخرى برؤية 2030 خاصة بها لم تكلفها سوى إعلان تلفزيوني يحتوي على الكثير من البروباغندا والقليل من الحقائق. كيف لدولة تقترض من الداخل والخارج أن تمول مشاريع بتلك القيمة الخيالية خصوصا مع هبوط أسعار النفط حيث لم تبدأ بالإرتفاع إلا مؤخرا وهو الأمر الذي لم يعجب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لم يتأخر في الإعلان عن عدم رضاه مستخدما وسيلته المفضلة في التخاطب مع العالم, موقع التغريدات تويتر. مشاريع وهمية وميزانيات خيالية بينما المدن السعودية ليس فيها نظام لتصريف مياه الأمطار حيث تغرق مدن سعودية كل سنة خصوصا في مدينة جدة رغم الإعلان عن إقامة مشاريع بنية تحتية ولكنها على الورق حيث تختفي بقدرة قادر الأموال المخصصة لتلك المشاريع. لست ضد نهضة أي بلد عربي حتى لو كان الصومال ولكنني أتمنى لو ان أجهزة الإعلام الحكومية والخاصة في الوطن العربي تحاول أن تقنن الكذب قليلا فقد قرفنا ويكفينا أخبار الحروب والقتل والدماء حتى يخرج علينا أولئك المنافقون والمطبلاتية بكذبهم ليكملوا على ماتبقى من بهجة حياتنا.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment