Flag Counter

Flag Counter

Friday, November 10, 2017

الربيع المصري مستمر, كيف يتم التخطيط لإسقاط الدولة المصرية؟

لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ(متى 7:6)
تتعرض مصر لإستهداف مستمر وبطريقة لا تعرف المهادنة بهدف إسقاط الدولة المصرية ونشر الفوضى فيها فتتفكك مؤسسات الدولة وينتشر القتل الأعمى ويتم إعلان مصر دولة فاشلة في دوائر صنع القرار
الغربية تمهيدا لتدخل عسكري غربي فيها بذرائع إنسانية أو حماية الأقليات خصوصا المسيحيين الأقباط. إن ذروة ذالك الإستهداف كانت في إسقاط نظام حكم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك على إثر مظاهرات 25 يناير أو ماعرف بثورة الغضب وذالك على هامش الربيع العربي. إن خطة العمل التي وضعها برنارد لويس لتفتيت الدول العربية تعد الأساس التي تقوم عليه خطة الإستهداف تلك وخصوصا في مصر التي يجري العمل على تقسيمها لأربعة دول: دولة مسلمة سنية عاصمتها مدينة القاهرة, دولة مسيحية قبطية عاصمتها مدينة الإسكندرية, دولة النوبة التي سوف يتم دمجها مع الجزء الذي سوف يتم
إقتطاعة من السودان وعاصمتها أسوان, دولة سيناء التي من المنتظر أن يضم جزء منها لقطاع غزة وتصفية القصية الفلسطينية مرة واحدة وإلى الأبد. محاور الإستهداف التي سوف يتم من خلالها تنفيذ تلك الخطة هي: العمل على إضعاف وتفتيت الجيش المصري, زيادة حدة الإحتقان الطائفي عبر إستهداف الطائفة المسيحية القبطية, خلق مشكلة عرقية مع سكان مصر من أصول نوبية, تحويل منطقة سيناء لبؤرة خارجة عن سيطرة الدولة ومقر للجماعات المسلحة التي تسعى لزعزعة أمن مصر حيث لعب مرشح الرئاسة السابق والمعتقل حاليا على ذمة عدد من قضايا الإرهاب حازم صلاح أبو إسماعيل دورا رئيسيا في تقديم التمويل والدعم لتلك الجماعات.
صرح وائل غنيم في إحدى الندوات التي عقدها في الولايات المتحدة وعلى رؤوس الأشهاد بأن الجيش المصري هو العقبة الوحيدة الباقية في سبيل تحقيق أهدافهم وطموحاتهم. فمنذ بداية الأحداث في مظاهرات 25 يناير التي شارك فيها بحماس وقدم للمحرضين عليها النصيحة والدعم الصهيوني والفيلسوف برنارد هنري ليفي, يتم التركيز على القوات المسلحة المصرية بطريقة منسقة بين مختلف القنوات التلفزيونية الأجنبية والمصرية المعادية لمصر لتشويه سمعة الجيش والشرطة في مصر. ولعل أشهر تلك القنوات الإعلامية إن لم تكن بالفعل أشهرها والتي ساهمت في ذالك هي قناة الجزيرة والتي لعبت دورا رئيسيا في الضخ الإعلامي ونقل صورة سلبية عن الأحداث في مصر ودور القوات المسلحة المصرية ووزارة الداخلية في تلك الأحداث. تلك القناة تحولت لمنبر لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وعبارة عن ماكينة لإختلاق الأخبار الكاذبة ونشر الإشاعات وتضخيم الأحداث خصوصا أعداد المتظاهرين بل ووصلت درجة الإنحطاط إلى إصدار توجيهات لمن يطلقون على أنفسهم تسمية ناشطين بأماكن وأوقات التظاهر حيث أن أولئك الناشطين تلقوا تدريبات كيفية إفتعال الإضطرابات وقلب أنظمة الحكم في عدة دول منها دولة إسرائيل المحتلة وصربيا. قناة البي بي سي بالعربي ساهمت في نشر التضليل والأخبار الكاذبة حين قامت بنشر إشاعة عن 70 مليار دولار مودعة في البنوك الخارجية من قبل الرئيس السابق محمد جسني مبارك وأسرته وأنه بإستعادتها, فإن مصر سوف تتحول لسويسرا الوطن العربي. ولأن الثورة تحتاج إلى صاعق تفجير وكما كان في تونس التي إتخذت من محمد البوعزيزي رمزا ثوريا, فقد وجدت المحركون للأحداث في مصر ضالتهم في خالد سعيد الذي توفي إختناقا أثناء ملاحقة الشرطة المصرية له بسبب إبتلاعه كمية من مادة الحشيش كانت بحوزته. وائل غنيم قام وعلى الفور بإنشاء صفحة بإسم (كلنا خالد سعيد) التي إجتذبت عددا كبيرا من المتابعين بطريقة تثير الدهشة وتجعل من مسألة أن ذالك مجرد صدفة امر مثير للضحك. صفحة خالد سعيد نجحت في إستقطاب المصريين وتحريك مشاعرهم بعد نشرها صورة لخالد سعيد تم تسريبها من المشرحة من قبل أشخاص يتبعون أيمن نور وهو رئيس حزب الغد والذي تم إتهامه بتزوير توكيلات ترخيص الحزب. الصورة تم إلتقاطها من على طاولة التشريح على الرغم من أن تشريح الجثة في تلك الحالة هو إجراء قانوني ومتبع في حالات مماثلة ولكن وائل غنيم لم يخبر المتابعين بحقيقة الصورة ولا بحقيقة أخرى هي أن خالد سعيد صاحب سوابق في تجارة وتوزيع المخدرات وسلوكه أثناء أدائه الخدمة العسكرية كان سيئا كما هو مذكور في شهادة ادائه الخدمة العسكرية الإلزامية.
ولكن من هو وائل غنيم؟
هو فتى غوغل المدلل ويعمل كمدير تسويق في الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا حيث يعد على علاقة وثيقة بجاريد كوهين أحد أهم المدراء في الشركة وداعية لما يطلق عليه الثورات المخملية وباقي حكاية وائل غنيم وحقيقة جاريد كوهين تصبح من حكم المعلوم بالضرورة. إن المثير للضحك فيما يتعلق بصفحة كلنا خالد سعيد انها تزعم أن معركتها الوعي وفضح المخططات الصهيونية التي تدبر لمصر بينما من يدير الصفحة وهو وائل غنيم يعد الخادم المطيع لتلك المخططات ومشارك رئيسي فيها فهو كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته.
الإعلام المنافق خصوصا الأجنبي والذي يمارس سقوطا حرا من الناحية الأخلاقية يبكي على ضحايا الأقباط في مصر بينما يطلق ألقاب مسلحين معتدلين على من يمارسون القتل على الهوية الطائفية بحق المسيحيين السوريين. ولكن بالإضافة إلى الضخ الإعلامي فإن أصحاب الأدوار الرئيسية في الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط هم المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير في مصر الذي يترأسه شخص يدعي خالد الحربي ومجموعة غرف على البالتوك يتحكم فيها بشكل أو باخر شخص يدعى وسام العبدالله. الأداة الرئيسية هي مجموعة قضايا لفتيات قبطيات تحولن إلى الإسلام وبعضهم تم إحتجازه من قبل الكنيسة القبطية في اديرة معزولة بعدما تم تسليم الفتيات من قبل الشرطة المصرية حيث إشتهرت قضية وفاء قسطنطين حيث يزعم المركز الإسلامي لمقاومة التنصير إحتجازها من قبل الكنيسة القبطية في دير وادي النطرون الذي يقع في منتصف الطريق القاهرة-الإسكندرية في منطقة صحراوية. خالد الحربي ووسام العبدالله لعبوا أدوارهم ببراعة بالتبادل فيما بينهم حيث تتولى مجموعة غرف تتبع وسام العبدالله على البالتوك ومعروفة بإسم (غرف الحوار الإسلامي المسيحي) وعددها ثلاثة النفخ على الرماد في قضايا المسلمات المختطفات المزعومة بالإضافة إلى التحريض على المسيحيين في مصر وإهانة معتقداتهم بينما يكون دور الحربي ومرصده هو إثارة تلك المشكلات خصوصا من الناحية الإعلامية.
فمن هو وسام العبدالله؟
وسام العبدالله هو مواطن مصري من بورسعيد هاجر للولايات المتحدة سنة 1983 حيث تخصص في دراسة الكتاب المقدس ويقيم في مدينة نيويورك. إن وسام العبدالله يقوم بالإتصال على قساوسة الكنيسة المصرية بعد أن يجمع أرقام هواتفهم التي تكون منشورة في مواقع الكنائس التي تنشر أرقام هواتف القساوسة في مواقعها على الشبكة العنكبوتية بينما يزعم وسام العبدالله انه حصل عليها من عملاء له في شركات الإتصالات المصرية ومن أشخاص داخل الكنيسة القبطية. إن ذالك ليس إلا إدعائات كاذبة فلو كانت تلك الإتصالات تتم على كنائس قبطية داخل مصر ولكن ماذا عن إتصالاته بالكنائس المصرية في الخارج؟ وسام العبدالله يقوم بالإتصال بمختلف الفضائيات الدينية ولا ينادى إلا بلقب الشيخ وسام وحتى في البالتوك لا يقبل إلا أن ينادى بذالك اللقب على الرغم من أنه لا صورة معروفة له ومكان إقامته الحقيقي مجهول فهناك من يزعم انه مقيم في المملكة العربية السعودية وليس في نيويورك. كما أنه لا تتوافر عنه أي معلومات متعلقة بشهادته الجامعية وأين اتم دراسته في الكتاب المقدس حتى يتخصص فيه وهي صفة لا تطلق إلا على أشخاص من أمثال بارت إيهرمان الذي يحتل مكانة علمية مرموقة في ذالك المجال. إذا فوسام العبدالله شخص مجهول الشخصية, مجهول الهوية, مجهول مكان الإقامة ولا أحد يعلم مصادر تمويله. فإذا كان يقوم بعمله تطوعا كما يزعم ويجمع التبرعات لدفع نفقات غرفه المتعددة على البالتوك حيث يتحدد إشتراك كل غرفة بمقدار عدد الزائرين الذي تستوعبه والغرف التي يديرها وسام العبدالله تسمح بأقصى عدد وأظنه 250 شخض للغرفة, فمن يدفع نفقاته هو في مدينة كنيويورك مصنفة كأحد أعلى المدن في تكاليف المعيشة؟ بإختصار فإن وسام العبدالله ليس عبارة إلا عن شبح مجهول الهوية يعيش في الزوايا المظلمة يقتات على الفتات ويظن أنه شريك مهم في لعبة كسر عظم مع الدولة المصرية في محاولة لإحداث فتنة طائفية في مصر بالتعاون مع خالد الحربي.
وعند هذه النقطة تطرح الأسئلة عن المعلومات المتوفرة لدى الدولة المصرية بذالك المخطط وحجمه ولماذا لم يتم التحرك في الوقت المناسب. هناك تحليلات تذكر أن الدولة تفاجات بحجم ذالك المخطط على الرغم من علمها بخطوطه العريضة كما أن من قاموا على تنظيم تلك التظاهرات ورفعوا شعارات كشعار, عيش حرية عدالة إجتماعية, قاموا بتنسيق تحركاتهم من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وقام عدد من قادة المظاهرات بإستخدام أجهزة إستقبال إنترنت لا تخضع للرقابة الحكومية لأنها لا تستخدم مزودات الخدمة التابعة لشركات الإنترنت في مصر وبالتالي من الصعب بل من المستحيل مراقبتها وتتبع المستخدمين لأنه وعلى الرغم من قطع شبكة الإنترنت وخدمات الهاتف المحمول والثابت في مصر فإن قدرة تنسيق وتنظيم المظاهرات لم تتأثر بشكل كبير.
وفي ختام الموضوع, أرغب في أن أمر سريعا على أمرين إثنين وهما مسألة النوبة وقضية سيناء حيث أن الرؤية فيما يتعلق بهما لم تتضح تماما ولذالك ليس عندي معلومات تفصيلية كما سبق وذكرت في قضيتي تشويه سمعة الجيش المصري وأحداث الفتنة الطائفية. إن الدولة المصرية نجحت في نزع فتيل المشكلة النوبية, على الأقل من الناحية الإعلامية, ولكن ذالك لن يمنع بعض مثيري الفتنة والشغب من محاولة اللعب على ذالك الوتر الحساس وإثارة المشاكل للدولة المصرية خصوصا وأن هناك أموالا هائلة تدفع في كل إتجاه وهدفها شراء ذمم ضعفاء النفوس حتى يلعبوا على عواطف النوبيين وهم مصريون شرفاء وأصلاء لا يشك أحد في إخلاصهم وولائهم لبلدهم إلا فئة قليلة تريد أن ترتدي ثوب الخيانة والعمالة فتبيع بلدها بحفنة دولارات تنفيذا لمخططات اعداء مصر. أما بالنسبة لسيناء فالقوات المسلحة المصرية وقوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية تخوض معركة مشرفة في سيناء التي إتخذتها التنظيمات الأصولية مركزا لعملياتها بالتعاون مع حركة حماس في قطاع غزة خصوصا عبر الأنفاق التي تستخدم في تقديم الدعم لأفراد التنظيمات المسلحة التي تقاتل الجيش المصري في تلك البقعة التي تحتل مكانة مهمة في مخطط برنارد لويس لتقسيم مصر حيث يعد تاريخ التعاون بين تنظيم الإخوان المسلمين والدول الإستعمارية الغربية يرجع لأيام حسن البنا الذي قامت الحكومة البريطانية بتبنيه عبر شركة قناة السويس وقبلت بتمويله بمبلغ 500 جنيه مصري لبناء اول مسجد للجماعة في مدينة الإسماعيلية المصرية.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment