Flag Counter

Flag Counter

Friday, August 25, 2023

الدور القطري في المؤامرة ضد سوريا

إن قطر كانت ومازالت تعتبر رأس حربة في المؤامرة التي تشرف عليها الدول الغربية والتي تهدف الى تدمير سوريا وتفكيكها وتقسيمها الى عدد من الكانتونات الطائفية التي سوف تقتتل فيما بينها محافظة على حالة الإنقسام وبالطبع على أمن دول الكيان الصهيوني. قناة الجزيرة عملت ناطق إعلامي بإسم التنظيمات الإرهابية التي تقتل الشعب السوري خصوصا تنظيم الإخوان المسلمين الذي كان أحد زعمائه النافق مفتي قطر يوسف القرضاوي يصدر الفتاوى ضد القادة والرؤساء العرب بدون حساب.

إنَّ الذين يسخرون من كلمة مؤامرة ويتهمون من يرددها بإنه مصاب بالتخلف العقلي لا يستحضرون مفهوم الدول العميقة في الولايات المتحدة وطرقها في الحفاظ على مصالحها من خلال القصف الإنساني وعمليات التدخل العسكري وتدبير الإنقلابات أو المناطق الآمنة. هناك ١٧ وكالة أمنية/واستخباراتية في الولايات المتحدة يعمل فيها أو من خلالها أكثر من مليون ونصف شخص ولابد من إيجاد عمل لهم يملئون به وقت فراغهم وإلا سوف يبيعون خدماتهم لمن يدفع أكثر أو قد يثيرون مشاكل داخلية مزمنة للدولة العميقة.

رئيس الوزراء و وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني كان هو الشخص الذي يمسك بجميع خيوط المؤامرة السورية قد صرَّحَ سنة ٢٠١٧ خلال أحد المقابلات:"تهاوشنا(قطر والسعودية) على الصيدة(سوريا) وضاعت منا." حمد بن جاسم الذي يجلس حاليا على مقاعد الإحتياط يرفض أن ينسى أصله البدوي على الرغم من أنه كان يشغل خلال تلك الفترة ثاني أهم منصب في قطر يلي منصب الأمير مباشرة في الأهمية. قطر أنفقت أكثر من ٣٦ مليار دولار في سوريا ولكن السعودية وكما يستخدمون تعبيرا شائعا في عالم المافيا قد (أكلت الضفدع) حيث كانت هناك محاولة من أجل مخالفة اتفاق تقاسم الأرباح الناجمة عن عملية إجرامية واضحة المعالم.

قطر كانت تطمح الى لعب دور رئيسي في صادرات الغاز الى أوروبا وكان أفضل الطرق وأكثرها أمنا وأقلها تكلفة يمر من سوريا الى ميناء جيهان التركي حيث رفض الرئيس السوري بشار الأسد بحزم العرض المغري الذي قدَّمه اليه رئيس الوزراء القطري خلال زيارة قام بها الى سوريا في ربيع عام ٢٠١٢ عندما كانت الأزمة ماتزال في بداياتها حيث تضمن العرض منحة مالية نقدية ١٥ مليار دولا مقابل الموافقة على مشروع خط أنابيب الغاز والنفط القطري والإرتماء في أحضان الولايات المتحدة وتحالف أصدقاء سوريا الذي كانت تقف خلفه وتدعمه قطر. إن ذلك التحالف عمل على طرد سوريا من الجامعة العربية وحجب القنوات الفضائية السورية عن العالم من خلال منع بثها على الأقمار الفضائية وطرد سفراء سوريا من دول عربية وأوروبية ولعب دور قذر من خلال الجامعة العربية مماثل للدور الذي لعبته في ليبيا حيث مهدت الطريق للقصف الإنساني من طائرات الناتو الذي كانت تلقي قنابل الديمقراطية على رؤوس المدنيين الآمنين.

نعم هناك مؤامرة ضد سوريا وهي ليست وليدة اليوم بل منذ سنة ١٩٨٢ حيث وضع أوديد بينون المستشار لدى حكومة مناحيم بيغن في دول الكيان الصهيوني مخطط يمثل إستراتيجية العمل خلال ثمانينيات القرن العشرين ويشمل تفكيك جميع الدول العربية الى كيانات صغيرة وهشة لا تشكِّلُ خطراً على أمن دولة الكيان الصهيوني ولا على مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. لبنان سوف يتم تقسيمه الى خمسة أقاليم, العراق ربما الى ثلاثة وسوريا الى ثلاثة أقاليم والسعودية سوف يأتيها الدور. دول مثل ليبيا والأردن سوف تختفي تماما, السودان أيضا. إن جميع الشواهد تؤكد على ذلك خصوصا أن هناك نقطة هامة للغاية لابد من التأكيد عليها وهي أن جميع الدول التي حاربت أو قدمت الدعم الى سوريا و مصر سنة ١٩٧٣ سوف يتم تفكيكها حتى لا تتكرر تلك الخطيئة مرة أخرى وتقوم تلد الدول المارقة التي تجرأت على ذلك الفعل الشيطاني بإعلان توبته النصوحة عن كل تهديد لأمن دولة الكيان الصهيوني وبالتأكيد الإمتناع عن تهدد مصالح الولايات المتحدة (النفطية) في منطقة الشرق الأوسط.

العقيد في الجيش الأمريكي رالف بيترز نشر مخططه سنة ٢٠٠٥ مساهمة منه في تقسيم منطقة الشرق الأوسط.. الباحثة في المعهد الأمريكي للسلام نشرت مخططها سنة ٢٠١٣ مستفيدة من مناخ الفوضى الخلاقة الذي كان نتيجة حتمية للربيع العربي حيث أشارت بوضوح الى تقسيم السعودية واليمن وإنشاء دولة كردستان الكبرى. إن أوديد بينون هو العراب الروحي لجميع تلك المخططات بما فيها مخططات المستشرق البريطاني اليهودي برنارد لويس و صموئيل هنتنغتون الذي حاول تجميل كل تلك المؤامرت من خلال تسمية براقة للاستهلاك الإعلامي هي (صراع الحضارات) وبأن الأحداث الحالية واللاحقة في منطقة الشرق الأوسط ليست مؤامرة أو عملية تدخل غربية لكن صراع حضارات حتمي الوقوع تماما مثل حتمية الإيمان بالقضاء والقدر.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment