Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, November 29, 2022

مظاهرات في ألمانيا تطالب برحيل الناتو وتهتف ضد الولايات المتحدة

الولايات المتحدة دولة حديثة في التاريخ تجمع مئات العرقيات الإثنية والديانات وفيها مهاجرون من جميع دول العالم ولكن لا يوجد أي رابط ثقافي أو من أي نوع يجمع بينهم إلا رابط المصالح اليومية والحياتية المشتركة بين جميع المقيمين على أراضي الولايات المتحدة. إن الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها التوحيد بين كل تلك الفئات المختلفة هو العدو الخارجي, الولايات المتحدة في رحلة مستمرة من أجل البحث عن أعداء, كل رئيس أمريكي بلا إستثناء كان يجد عدوه الخاص به بداية من روسيا الشيوعية, ألمانيا النازية, كوريا الشمالية, فيتنام, كوبا وعدد لا متناهي من الدول ضحية السياسة العسكرية العدوانية للولايات المتحدة.

الولايات المتحدة ومن خلال شركاتها العابرة للقارات كانت تبحث عن أعداء حتى في أعماق أدغال وغابات الأمازون. السكان الأصليون من الهنود الحمر قاوموا بشراسة محاولة تلك الشركات تدمير الغابات المطيرة التي يعيشون فيها بحثا عن الثروات والمعادن خصوصا النفط والأخشاب وردَّت الشركات من خلال وسائل الإعلام بإتهامهم أنهم يتلقون السلاح والتدريب من تنظيم القاعدة.

الولايات المتحدة حاليا وبعد أن استنفذت الحرب على الإرهاب أغراضها وفقدت زخمها الذي بدأت به سنة ٢٠٠١ في حاجة إلى حرب جديدة تخرجها من أزماتها الإقتصادية والتي بدأت سنة ٢٠٠٨ وتفاقمت مع أزمة فيروس كورونا(٢٠٢٠-٢٠٢١). دونالد ترامب الذي فاز في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ٢٠١٦ لم تكن لديه الرغبة في خوض حروب جديدة مفضلا الإهتمام بالوضع الداخلي خصوصا الإقتصادي حيث بدأ في التقرب الى روسيا ومحاولة تحجيم نفوذ الصين التجاري. دونالد ترامب تم إسقاطه في إنتخابات ٢٠٢٠ من خلال مظاهرات حركة حياة السود مهمة وتحميله مسؤولية فشل نظام تم التأسيس عليه منذ إعلان الإستقلال الأمريكي ولمن يعرف طبيعة الحياة السياسية في الولايات المتحدة فهي محكومة بنظام وليس شخص الرئيس الذي هو عضو في ذلك النظام قد يتفق أو يختلف معه.

الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن هو ممثل المجمع العسكري-الصناعي الذي يعتبر هو نظام الحكم الذي برز دوره خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. جو بايدن تم انتخابه من أجل مهمة محدَّدَة و واضحة وهي إدارة الصراع مع روسيا من خلال الأزمة الأوكرانية والتي هي أزمة مفتعلة يستفيد منها المجمع العسكري-الصناعي وبنوك وول ستريت وشركات الطاقة الأمريكية. الأسلحة الأمريكية التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا هي أسلحة متقادمة من مخازن الجيش الأمريكي أو أسلحة يتم تجربتها عمليا من خلال إستخدامها في ساحة الحرب الأوكرانية ويتحمل تكلفتها دافع الضرائب الأمريكي. ولكن في الوقت نفسه فإن هناك كميات كبيرة من تلك الأسلحة يتم بيعها في السوق السوداء بدلا من أن يتم إرسالها إلى أوكرانيا. الشركات الأمنية الأمريكية هي أيضا من المستفيدين من الأزمة الأوكرانية من خلال تجنيد وإرسال المرتزقة تحت مسمى متطوعين وجني أرباح ضخمة. بنوك وول ستريت تستفيد من الأزمة الأوكرانية من خلال تمويل مبيعات الأسلحة وتقديم القروض إلى أوكرانيا ودول أخرى متورطة في الأزمة الأوكرانية.

أوروبا حاليا في حالة من الفوضى الاقتصادية والسياسية بسبب الأزمة الأوكرانية. هناك طوفان من اللاجئين الأوكرانيين المتوجهين إلى دول أوروبية مما يؤدي إلى الضغط على مواردها المستنزفة بسبب أزمة اللاجئين السوريين. هناك تصاعد في شعبية الأحزاب اليمينية المتطرفة حيث فازت في الانتخابات في عدد من البلدان الأوروبية منها السويد ونجحت في اجتذاب عدد متزايد من الأصوات في ألمانيا وفرنسا ودول أخرى. أوروبا هي المتضرر والولايات المتحدة هي المستفيد من الأزمة الأوكرانية. الولايات المتحدة تبيع الغاز والنفط إلى دول الإتحاد الأوروبي بأربعة أضعاف سعره و تحاول احتكار قطاع الطاقة من خلال فرض عقوبات على شركات النفط الروسية وتخريب خطوط نقل الطاقة التي تنقل النفط والغاز الى الدول الأوروبية. كما أنَّ الولايات المتحدة كانت تستهدف إحتواء دول الإتحاد الأوروبي من خلال توريطها في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا خصوصا فرنسا التي قام رئيسها إيمانويل ماكرون بالدعوة الى تشكيل قوة عسكرية أوروبية خارج إطار حلف الناتو وهو مايعني عمليات بداية النهاية بالنسبة الى الحلف.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية






No comments:

Post a Comment