Flag Counter

Flag Counter

Monday, September 13, 2021

اللعبة الأمريكية الكبرى في منطقة بحر قزوين, شركات مرتزقة وأنابيب النفط والغاز

إن التسمية الصحيحة التي يجب أن تطلق على النفط هو اللعنة السوداء وليس الذهب الأسود. تواجد احتياطيات النفط بكميات تجارية في بلد ما سوف يجعله هدفا لمطامع شركات النفط العملاقة التي تدعمها حكومات لديها مطامع سياسية. منطقة بحر قزوين هي إحدى تلك المناطق التي تعتبر برميل بارود على وشك الإنفجار وأن يأخذ العالم معه الى الهاوية في منطقة رمادية حيث تلعب شركات المرتزقة الخاصة دورها في الظلال.إن منطقة بحر قزوين التي تضم إيران, تركمانستان, كازاخستان, أذربيجان وروسيا تحتوي على إحتياطيات من النفط تقدَّرُ 100 مليار برميل حيث سوف يمر خط أنابيب النفط(باكو-تبليسي-جيهان BTC) بطول 1100 ميل. 

اإنهيار الإتحاد السوفياتي سنة 1991 قدَّمَ فرصة لا تقدر بثمن الى الشركات النفطية الأمريكية والبريطانية المتحالفة معها من أجل الإستحواذ على حصة من كعكة الطاقة. ومن يقرأ الخارطة السياسية لتلك المنطقة سوف يدرك جيدا أن حسابات السيطرة على مصادر الطاقة في الإتحاد السوفياتي السابق كانت جزأً لا يتجزأ من محاولات تقسيمه. ليست القوة العسكرية لذلك البلد ما كان يخيف الولايات المتحدة بقدر ماتحتويه أرضية على مصادر هائلة من الطاقة خصوصا النفط والغاز.

الصراع بين أرمينيا وأذربيجان على منطقة ناغورني قره باغ له علاقة بمصادر الطاقة في بحر قزوين حيث من المقرر أن يمر خط أنابيب النفط على مقربة من المنطقة التي تعتبر السيطرة عليها أمرا حيويا من أجل ضمان أمن خط الأنابيب. شركات نفط أمريكية على رأسها يونيكال وإكسون-موبيل استثمرت مليارات الدولار في المنطقة خصوصا أذربيجان وجورجيا. هناك شخصيات أمريكية رفيعة مثل زيغينو بريجنسكي, ديك تشيني, جيمس بيكر الثالث وحتى هنري كيسنجر تعتبر عضوا فاعلا في لوبيات الضغط النفطية وأحد المستفيدين من مشاريع النفط والأنابيب في منطقة بحر قزوين. الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن أسقط سنة 2002 حظر تصدير السلاح الى دولة أذربيجان حيث تم اتخاذ قرار بزيادة القدرات العسكرية لدولتي كازاخستان وأذربيجان حيث زادت الأخيرة إنفاقها العسكري الى مليار دولار سنويا. وفي الوقت نفسه سنة 2004, وافق البرلمان الأذربيجاني على قرار يحظر تمركز قوات أجنبية في البلاد في مبادرة حسن نية الى روسيا وإيران التين كانتا تراقبان التحركات الأمريكية في المنطقة.

اللعبة الكبرى التي كانت الولايات المتحدة تديرها في منطقة بحر قزوين هي تكليف شركات المرتزقة بتدريب وتسليح قوات خاصة في كل من أذربيجان وجورجيا وإنشاء قواعد عسكرية لهم على مقربة من حدود إيران وروسيا. إن تواجد شركات المرتزقة سوف يخفَّفُ من إحتمال لفت الأنظار بوصفها شركة يتبع لها مجموعة من المتعاقدين المدنيين وباتالي ليسوا ذوي صفة عسكرية رسمية. وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد زار أذربيجان سراً ثلاثة مرات ولكن الخبر تسرَّب في النهاية الى وسائل إعلام محلية حيث نشرت صحيفة إيكو خيرا عنوانه:"رامسفيلد مهتم بالنفط." السياسة الأمريكية في بحر قزوين لها علاقة بإحتواء روسيا ومراقبة الوضع في إيران عن كثب. ومن أجل تحقيق ذلك تقوم واشنطن بالترويج لما يسمى تحالف غوام بين جورجيا, أوكرانيا, أذربيجان, أوزبكستان ومولدوفا. 

إن اهتمام الولايات المتحدة بنفط منطقة بحر قزوين ليس له علاقة بحاجتها الملحة له أكثر من التحكم والسيطرة وحرمان خصومها من الإستفادة منه والسيطرة على خطوط إنتاج ونقل الطاقة مما يعني تعزيز نفوذها سياسيا وإقتصاديا. وفي سبيل تحقيق أهدافها لا تمانع في التعامل مع أنظمة حكم ذات سمعة سيئة جدا في مجال حقوق الإنسان ولكنها تحافظ على المصالح الأمريكية. الولايات المتحدة لن تتردَّد في الإطاحة بحلفائها إن أظهروا العصيان كما فعلت مع رئيس جورجيا وزير الخارجية السوفياتي السابق إإدوارد شيفردنادزه الذي أطاحت به "ثورة الزهور" وهي إحدى الأدوات الناعمة التي إستخدمتها الإدارة الأمريكية لاجقا من أجل الإطاحة بأنظمة عربية مع تغيير إسمها الى الربيع العربي.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment