Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, April 17, 2018

نكسة الإعلام العربي في زمن ربيع برنارد هنري ليفي

سقط الكثير من المفكرين الغربيين كنعومي تشومسكي وحتى النخب العربية كمارسيل خليفة في فخ المثالية عن تحليلهم لما أصطلح إعلاميا على تسميته الربيع العربي. فكر نعوم تشومسكي متشبع بمفاهيم العدالة الإجتماعية والمدينة الفاضلة ومارسيل خليفة سوف يصدر قريبا ألبوم أناشيد إسلامي بدون موسيقى لإرضاء التيارات الدينية التي لديها أجندات معادية لكل شيئ جميل في الحياة. لست أعلم الحكمة في أن يستحضر ثوار الربيع العربي المزعوم ماضي الإستعمار الغربي والتركي ويرفعون أعلامه وحتى الأعلام الإسرائيلية. ماهذه القمة الهزلية للغباء وإستحمار العقل العربي الذي يقوم به الإعلام الغربي والعربي المتأخون الذي يريد أن يقنعنا بإنسانية دولة إحتلال قامت على جماجم السكان الأصليين يطلق جنودها النار على المواطنين المكبلين من مسافة صفر وتقوم في الوقت نفسه بمعالجة جرحى التنظيمات الأصولية وتقديم الدعم العسكري لها في محاولة لإعادة تجربة جيش لحد الجنوبي في لبنان ولكن بنكهة أخرى, إسلامية وليس مسيحية مارونية.
الحملة الإعلامية الغربية المؤيدة والمناصرة للربيع العربي يقابلها نكسة أخرى على غرار نكسة حرب-1967 ولكنها هذه المرَّة تعد نكسة إعلامية. الإعلام العربي صامت صمت القبور والمثقفين والنخب العربية كما ذكرت في بداية الموضوع سقطت في فخ اللعبة الإعلامية بان الأولوية لإسقاط الأنظمة حتى لو كان البديل هو أحزاب سياسية بنكهة دينية تعتنق الفاشية الإسلامية وذالك حتى يتم تبرير التواجد الغربي في المنطقة حيث أن تلك الفاشية لا تختلف عن الفاشية التي ظهرت في إيطاليا زمن موسوليني والنازية التي ظهرت في ألمانيا زمن هتلر إلا بالتسمية ولكن بنفس المبادئ التي حتى ولو أنكرها أولئك الفاشيون الإسلاميون, فقد تبين صحتها خصوصا بعد التعاون بين الأحزاب الإسلامية وبين الولايات المتحدة وبريطانيا بل وتلقيهم في مصر تمويلا أمريكيا للوصول إلى الحكم وتنفيذ الأجندة الغربية بإقتطاع أراضي سيناء في سبيل ضمها لقطاع غزة وتنفيذ مخطط الوطن الفلسطيني البديل.
المستوى الثقافي والمعرفي للإعلاميين العرب والنخب العربية متدني بطريقة لا تحتمل المنافسة مع ألة الدعاية الغربية التي تعمل وفق مخطط دقيق لا يترك للصدفة مجالا. فعلى سبيل المثال, فإن المطرب اللبناني مارسيل خليفة وهو من غنى للحزب الشيوعي ومجد القيم الشيوعية في أغانيه, يقوم بالدعاية للتنظيمات الأصولية التي تتواجد على الساحة السورية والتي تتنوع وتتوزع ولكنها في النهاية ترجع لفكر الإخوان المسلمين ومؤسسهم حسن البنا ومنظرهم سيد قطب. كما أنني ضحكت مؤخرا عند مشاهدتي تسجيلا مصورا للقاء مع المخرج الأردني فيصل الزعبي وهو شيوعي سابق, حيث ظهر وهو يدافع عن فكرة سوريا الطبيعية وأن الثورة السورية عندما تنتصر, كما يتمنى, فسوف تعمل على إستعادة تلك الجغرافيا. ذالك الشخص قد دعا الشيوعيين العرب في مناسبة سابقة إلى التخلي عن الجمود الفكري وإجراء مراجعات فكرية. ولعل ذالك يذكر بالدعوة إلى إجراء المراجعات الفكرية التي قامت بها الحركات الجهادية بتوصية أمريكية وبريطانية في محاولة فاشلة منها لتبييض صفحتها وتقديم أنفسهم أمام الرأي العام العربي والغربي كحركات تحمل الفكر الإسلامي وفق النموذج الغربي. تلك الثورة المزعومة والتي تعالج جرحاها في دولة الإحتلال الصهيوني وترفع علم تلك الدولة بدون خجل بل ويقوم منظروها خصوصا يوسف القرضاوي ومن على منابر الجوامع بإرسال رسائل واضحة للدول الغربية بأن عليهم أن لا يقلقوا على أمن ربيبتهم, إسرائيل, سوف تقوم بإعادة سوريا الطبيعية إلى ماقبل إتفاقية سايكس-بيكو.
المشكلة التي يعاني منها الإعلام الوطني في جميع البلدان العربية بلا إستثناء هو انه إعلام مقيد بقيود سياسية ومعايير وظيفية غير موضوعية. الإعلام الوطني مكبل بالمحسوبية السياسية والوظيفية والواسطة ومايسمى الرقابة التي يعمل فيها أشخاص هم في الأصل أعداء للقرائة والكتب ويتبعون جهات لا يحتاج أي قارئ للكثير من الذكاء ليعلم ماهيتها. أطلقوا الإعلام الوطني من عقاله, حرروا الصحفيين المخلصين من من قيود الرقابة وكليشية الإسائة للدول الشقيقة وشعرة معاوية والحفاظ على خط الرجعة وتوقفوا عن التشكيك بهم وبوطنيتهم. إن القيام بكل ذالك أمر لا مفر منه حتى يكتمل الإنتصار العسكري على الإرهاب وأحزاب الإسلام السياسي ويكون هناك نصر إعلامي يواكب كل عمل عسكري وحتى لا نسمح لأشباه المثقفين والطابور الإعلام الخامس وقنوات الكذب والتلفيق وأصحاب النظرية المثالية بأن يسيطروا على ساحة العمل الإعلامي وعلى عقول الجماهير فتنطلي عليهم تلك النظريات خصوصا النظرية المثالية الطوبائية التي أعتبرها من أشد اعداء الواقع والحقيقة.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة
الرجاء التكرم بالضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية

No comments:

Post a Comment