Flag Counter

Flag Counter

Friday, June 30, 2017

تعلم مكافحة الإرهاب من الصحفية اللبنانية حنان قهوجي

أعترف أن الكتابة باللغة العربية تحولت بالنسبة لي من هواية إلى إدمان. فعلى الرغم من قدرتي على الكتابة باللغة الإنجليزية إلا أنني مازلت أقاوم ذالك لمجموعة أسباب: هي لغتي الأم التي لن أتخلى عنها أبدا, إتقان أسلوب الكتابة وإستخدام التعابير, قواعد اللغة العربية التي يمكن إستخدامها في الكتابة بسهولة ويسر, وبالإضافة إلى كل ذالك فإن إيضاح طريقة عمل وتفكير الصحفيين, المؤرخين الغربيين ومراكز الأبحاث(Think Tanks) ومعرفة وجهة نظرهم في عدة قضايا منها الإسلاموفوبيا ومكافحة الإرهاب تحتل أولوية بالنسبة لي. في الوطن العربي, معرفتنا بمنهج العمل الذي يسير عليه هؤلاء الأشخاص يعد مجهولا بالنسبة للكثيرين. بالنسبة لي شخصيا فهم ليسوا إلا أشخاص باحثين عن المال والذي هو لا يأتي إلا بالشهرة والتي لا تأتي إلا من خلال تناول قضية جدلية. وفي هذه الأيام, فإن الموضة الرائجة هي الإسلاموفوبيا والإرهاب الإسلامي واللاجئون يحتلون أوروبا فتلك قضايا يتم تناولها في مراكز الأبحاث والندوات والمؤتمرات والبرامج التلفزيونية بشكل مستمر وممنهج. العرب, وذالك رأي شخصي, غارقون أكثر وأكثر بوهم الإعجاب بالغرب وتمجيد الثقافة والحضارة الغربية. وأنا أعترف بأن تلك مسألة جدلية وشائكة وتحتمل وجهات نظر مختلفة ومتناقضة. ومن أجل ذالك ولتوضيح حقيقة المساالة ما أمكن, فإنني مستمر إن شاء الله بالكتابة باللغة العربية.
بداية, فقد كتبت قبل ذالك مجموعة من المواضيع التي تتناول الإسلاموفوبيا والإرهاب والحرب على الإرهاب حيث أنني في تلك المواضيع, فقد حاولت أن أقوم بتوضيح الصورة بشكل عام خصوصا  الإسلاموفوبيا, عولمة الإرهاب, الأسلمة واللاجئين. ولكن الهدف اليوم مختلف قليلا فالموضوع متعلق بشخصية محددة وهي الصحفية الأمريكية بريجيت غابرييل وهي من أصل لبناني-ماروني وولدت تحت إسم حنان قهوجي. بريجيت غابرييل معروفة في الولايات المتحدة بأنها صحفية محافظة ومعادية للإسلام تقوم بكتابة المواضيع في الصحف والمجلات والظهور في البرامج التلفزيونية والندوات والمؤتمرات التي تعقدها مراكز التفكير والأبحاث المحافظة خصوصا مؤسسة التراث "The Heritage Foundation" وعلى فكرة, فإن معهد التراث لا يمت إسمه للواقع بأي صلة فهو ليس إلا عبارة عن أحد أقدم معاهد الأبحاث المحافظة التي تم إنشائها والتي تشكل نوعا من لوبيات الضغط والمصالح التي تهدف لتقدم أجندات العولمة وإتفاقيات التجارة الحرب وبالطبع ديمومة وإنتشار الإسلاموفوبيا من أهم أولوياتهم.
في ندوة عقدت تحت رعاية مؤسسة التراث وخصصت للبحث في تداعيات الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي, قامت بريجيت غابرييل بهجوم غير مبررعلى طالبة جامعية مسلمة قامت بتعليق عبارة عن توضيح بأنه لا يجوز وصم جميع المسلمين بالإرهاب. كما أنها قامت بإستخدام حجة تاريخية بأن الغالبية من الشعب الألماني كانوا مسالمين ولكن أقلية نازية فرضت أجندتها, وأن الغالبية من الشعب الياباني كانوا مسالمين ولكن ذالك لم يمنع من إرتكاب المجازر في أسيا, وأن غالبية الشعب الروسي كانوا مسالمين ولكن ذالك لم يمنع الشيوعية من إبادة عشرات الملايين وأن غالبية الشعب الصيني كانوا مسالمين ولكن ذالك لم يمنع من إبادة 70 مليون شخص. ولو نظرنا إلى ملخص كلامها فهو دعوة للحرب على الإسلام بمعتدليه ومتطرفيه.
وأرد على ذالك تاريخيا بأن غالية الشعب الألماني لم يكونوا مسالمين بل عاطلين عن العمل, بإقتصاد منهار وتضخم منفلت من عقاله(Hyperinflation) فكان الحل الأمثل لدى هتلر تجنيدهم في الجيش والصناعات الحربية فتحولت البطالة إلى نقص في العمال ونما الإقتصاد الألماني وإزدادت شعبية هتلر والحزب النازي. أما بالنسبة للشعب الياباني فهو من المعروف عنه بأنه أمة حرب منذ أيام الساموراي والنينجا وليس من الشعوب المسالمة حيث أنهم في تلك الفترة كانوا يتبعون إمبراطورهم والذي هو بمثابة إله. أما المقاربة التاريخية مع الصين وروسيا فلا يجوز القول ببساطة أنهم شعوب مسالمة ولكن أقلية متطرفة إستولت على الحكم وقتلت عشرات الملايين لأن ذالك من الناحية التاريخية غير مقبول وإلا, فمن قام بتمويل الثورة الشيوعية ومن كان السبب في الحرب الأهلية التي وقعت في الصين وكانت نتيجتها مقتل كل تلك الملايين؟ الجواب بكل بساطة هو التدخلات الغربية ورؤوس الأموال الغربية. حتى حروب اليابان مع روسيا وحروب روسيا مع تركيا قامت رؤوس الأموال الغربية بتمويلها والتي قامت أيضا بتمويل ألمانيا الهتلرية عن طريق مصارف سويسرية. التسطيح التاريخي للمسألة بأن أقلية إستولت على الحكم وجرت البلاد إلى المجازر والقتل أمر غير مقبول وغير صحيح وهو مقدمة لتبرير التدخل في شؤون الأخرين وتدمير بلدانهم والأمثلة التاريخية حاضرة: اليابان تم ضربها بالقنابل النووية وتدمير مدن كاملة لم يوجد فيها هدف عسكري واحد على رؤوس سكانها, روسيا تم إفتعال المشاكل معها تحت مسمى الحرب الباردة والشيوعية, بالإضافة إلى مدن ألمانية كاملة تم ردمها على رؤوس سكانها خصوصا مدينة دردسن.
قد يكون السؤال الذي سألته طالبة الحقوق صبا أحمد في غير محله وبدلا من سؤالها عن إضطهاد المسلمين وتعميم صفة الإرهاب عليهم, فقد كان يجب أن تسأل عن هوية قتلة السفير الأمريكي في ليبيا ومن كان يمولهم للإنقلاب على الشرعية الليبية تحت مسمى الربيع العربي ومن قدم لهم الدعم العسكري واللوجيستي ومن كان يرغب بتسليم حكم البلدان التالية لتنظيم الإخوان المسلمين: سورياو مصر, ليبيا,تونس,المغرب وغيرها من البلدان تحت مسمى الفوضى الخلاقة والربيع العربي. وكان عليها أن تسأل عن صحة الإشاعات بأن قتلة السفير الأمريكي في ليبيا قد قاموا بفعل فاحش معه كما قاموا مع الرئيس الليبي معمر القذافي بعد أن قبضوا عليه. وكما يقول بيت الشعر" إن أكرمت الكريم ملكته وإن أكرمت اللئيم تمردا." واللئيم في بيت الشعر السابق المقصود به التنظيمات المسلحة الليبية المتطرفة والتي بعد أن ساعدتها الإدارة الأمريكية وهيلاري كلينتون على الإستيلاء على الحكم في ليبيا فكان رد الجميل عبارة عن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي وخطف السفير الأمريكي وباقي الحكاية وفعل الفاحشة به قبل قتله بدم بارد. ربما كان هو ذالك السؤال المناسب ولكن ليس من المتوقع لأمثال صبا أحمد التي ترأس مايسمى إئتلاف المسلمين الجمهوريين وتدعو للتصويت للحزب الجمهوري في الإنتخابات الرئاسية وإنتخابات الكونجرس والهيئات التشريعية المختلفة. صبا أحمد, ورغم إختلافي مع طريقة الرد على سؤالها من قبل بريجيت غابرييل, إلا أنها تحاول التذاكي فهي لا تعلم أو تتجاهل أن بريجيت غابرييل معروف بأنها تنتمي لليمينيين المحافظين والمؤيدين تقليديا للحزب الجمهوري وسياساته التي تدعو صبا أحمد إلى التصويت له. كما أن مؤسسة التراث التي قامت برعاية الندوة تتبع نفس الجهات اليمينية المحافظة والتي تتبنى أجندات متعلقة بسياسات مالية متحررة وأجندات ضد الهجرة والمهاجرين.
في الختام أود أن أقول, أنه إذا نظرنا لأمثال صبا أحمد فسوف نعرف سبب الكوارث التي تنزل على رؤوس العرب والمسلمين في الولايات المتحدة فهناك عشرات المؤسسات التي يقوم العرب والمسلمون في الولايات المتحدة على إنشائها بهدف الإرتزاق وحب الظهور الإعلامي والحديث لوسائل الإعلام, وهاذا من جانب. أما من الجانب الأخر فيقابلهم أشخاص يتفاخرون بعدائهم للعرب والمسلمين والمهاجرين ويدعون لتبني أجندات هم أكثر الناس من يعلم أنها غير قابلة للتنفيذ. وأما عن سبب تبنيهم لتلك الأجندات فهو نفس الدافع الذي يقوم من أجله بعض العرب والمسلمين بإنشاء تلك المنظمات الكرتونية, حب الشهرة وزيادة الرصيد البنكي. بريجيت غابرييل وصبا أحمد هم وجهان لعملة واحدة, وجهان نكبة للعرب والأمريكيين أنفسهم.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment