هناك مقولة وهي ربما لأحد أفراد أسرة روتشيلد يقول فيها:"أعطوهم البرلمان وخذوا البنوك" وذلك يعني أن الديمقراطية الزائفة لاتعني شيئا وغير قادرة على فعل أي شيئ أو أحداث أي تغيير لأن من يمتلك المال هو من مصدر القرار الحقيقي. وهناك مقولة أخرى تعود الى الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين:"الإنتخابات يقرر نتيجتها ليس الذي يصوتون ولكن الذين يفرزون الأصوات."
كانت أحد النتائج الغير مباشرة لعملية طوفان الأقصى إحداث زلزال حقيقي على مستوى العالم في مقياس القوة الأمريكية وعن مقدار الدعم الذي تقدمه الى دولة الكيان الصهيوني خصوصا من الناحية السياسية. ولكن الزلزال لا يمكن أن يستمر الى الأبد وهناك الكثير من التفاؤل حول فاعلية مظاهرات الجامعات الأمريكية ضد الجرائم الصهيونية في قطاع غزة والمدى الذي يمكن أن تؤثر في سياسة دعم الولايات المتحدة دولة الكيان الصهيوني.
إنَّ قرار رئيسة جامعة كولومبيا رفعت شفيق وهي أمريكية من أصول مصرية وذلك بالطلب من شرطة ولاية نيويورك دخول الحرم الجامعي وفض المظاهرات بالقوة أدى الى نتيجة عكسية, إنتشار المظاهرات في عدد أكبر من الجامعات الأمريكية وازدياد عدد المشاركين فيها رغم وسائل الترهيب والابتزاز الذي تمارسه منظمات صهيونية, لوبيات ومراكز أبحاث في الولايات المتحدة ضد الطلاب, أعضاء هيئة التدريس ورؤساء الجامعات.
هناك عدد من اللوبيات ومجموعات الضغط التي تعمل على حشد المؤيدين لدولة الكيان الصهيوني داخل الولايات المتحدة ولعل أشهرها هي أيباك(لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية) وتعتبر أقواها وأكثرها نفوذا وتمويلا. ولكن هناك منظمات أخرى تمتلك نفوذا لا يمكن إنكاره مثل تحالف إسرائيل داخل الحرم الجامعي(Israel on campus coalition) التي أعلنت عن مظاهرات ضخمة في الولايات المتحدة مؤيدة لإسرائيل حيث نشرت إعلانا وعدت كل أمريكي يشارك بمبلغ ٢٥٠ دولار ومنظمة تدعى (Canary Mission) على إرتباط مباشر مع الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية ولديها موقع تعرض معلومات عن أشخاص يشاركون في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين وتقوم بالاتصال بالشركات وتطالبهم بعدم توظيفهم وقد تم طرد عدد منهم بالفعل من أعمالهم, كما أن هناك شركات تمتنع عن توظيف أشخاص يكون إسمهم مذكورا في الموقع بسبب تهمة معاداة السامية.
السبب الرئيسي في أن الفشل سوف يكون مصير المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين وضد المجازر الصهيونية في قطاع غزة كما فشلت مظاهرات خلال الستينيات والسبعينيات في إيقاف حرب فيتنام هو أنها قائمة على عدم الوعي الكافي حول الإحتلال الصهيوني, الأسباب التي قام عليها والحقائق التي تفضحه أمام العالم. السردية الصهيونية حول ما يحصل في فلسطين وأسبابه مازالت صامدة رغم جميع الضغوطات. دولة الكيان الصهيوني تقتل وتذبح الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين سنة وأخبار تلك الجرائم تمتلئ بها أخبار جميع الصحف, الإذاعات ونشرات قنوات الأخبار ودخول مواقع التواصل الإجتماعي في ساحة الصراع العربي-الإسرائيلي قد أدى الى مزيد من سهولة التواصل وإنتشار الأخبار.
لماذا إنتظر الأمريكيون كل تلك السنين حتى يتحركوا؟ هل كان الأمر يحتاج الى أكثر من ٣٠ ألف شهيد فلسطيني أكثر من نصفهم من النساء والأطفال وكبار السن حتى يشعر المواطن الأمريكي أو الطالب الجامعي بأهمية الأمر وأن دولة الكيان الصهيوني هي عبارة عن كيان عنصري مجرم؟
المواطن الأمريكي أو الأوروبي (حمار) أو يتم استحماره وهو يشترك في ذلك مع المواطن العربي لأنهم ينتجون البضاعة الفاسدة ذاتها. برلمانات فاسدة ونواب يبحثون عن مصالحهم الشخصية, خطباء مفوهين لا يمنحون ناخبيهم إلا الخطب العصماء بدون أي فعل حقيقي سوف إستغلال فترة تواجدهم في المجلس النيابي في مراكمة الثروات وبناء شبكة من العلاقات الشخصية. إنَّ الأمر ذاته ينطبق على واقع الحال في الولايات المتحدة حيث الوضع سيئ جدا ونواب الشعب الأمريكي(الكونغرس) ومجلس الشيوخ ينتخبون من أصحاب الأموال والأثرياء وكبار الشركات ويتم التعامل مع الناخبين وفق مبادئ القطيع و سيكولوجية الجماهير وغيرها من مبادئ علم النفس التي يتم تطبيقها بنجاح في الولايات المتحدة وأوروبا. هناك فجوة بين رغبات وآراء الناخبين ومايتم حصوله على أرض الواقع.
والآن الإنتخابات الرئاسية والنيابية الأمريكية تقترب أكثر وأكثر ومن الواضح أن الوضع سوف يبقى على ماهو عليه لأن هناك خيارات أمام الناخب الأمريكي, الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري, وكلاهما يحاول منافسة الأخر في تأييد دولة الكيان الصهيوني ويعلن أنه يضمن أمن إسرائيل قبل أن يضمن أمن بلاده نفسها ويحدث عن حل المشاكل التي تعاني منها إسرائيل أكثر من حديثه عن مشاكل بلده ومواطنيه. التغيير الحقيقي يبدأ عندما يكون لدى ذلك الطالب الجامعي إرادة حقيقية وتلك لا يمكن أن تكون إلا من وعي حقيقي بطبيعة المشكلة وذلك سوف ينتج عنه نواب منتخبون في الكونغرس ومجلس الشيوخ يتعاطون بواقعية مع ذلك الناخب ويحترمونه وليس كما هو الحال في وقتنا, الناخب مجرد صوت في صندوق إنتخابي.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة
الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة
النهاية
No comments:
Post a Comment