Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, February 9, 2022

واذكروا محاسن موتاكم

إنَّ أحد الأباطيل التي يروِّج لها أتباع وأنصار أحزاب الإسلام السياسي هي فكرة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة والتي التقطها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعزف على وترها من أجل تحقيق أهداف سياسية في التمسك بكرسي الحكم. إنَّ تلك الفكرة يترتب عليها تحصين الدولة العثمانية وحتى الدولة التركية المعاصرة ورئيسها دينيا وجعل توجيه النقد اليهم هرطقة وإنتقاد للإسلام نفسه. أردوغان ليس عبارة إلا عن أزعر سياسي يستغل عقول البسطاء والسذَّج عبر الدعاية الدينية ويختصر تاريخ الإسلام بشخصه والدولة العثمانية من قبله.

ولأنه هناك مقولة شائعة "اذكروا محاسن موتاكم" فقد بحثت في محاسن الخلافة العثمانية البائدة لا أعادها الله ووجدت بعض الأمور المثير للإهتمام وقرَّرت أن أشاركها معكم.

سليم الأول والد سليمان القانوني إنقلب على أبيه بايزيد الثاني الذي توفي في ظروف غامضة وقيل أنه مات مسموما. وفور توليه العرش قتل أخويه المنافسين وخمسة من أبنائهم. الخليفة العباسي المتوكل لم يتنازل الى سليم الأول عن الخلافة بعد معركة مرج دابق حيث لم يذكر أي من الكتاب المعاصرين الخبر وحيث أن مصر لم تكن إلا بقرة حلوب ومثلها باقي بلاد المسلمين التي احتلتها القوات العثمانية حيث ترسل الأموال والهدايا الى السلطان في إسطنبول وأصبحت الوظائف تباع مقابل المال لمن يدفع أكثر وتم إهمال البنية التحية والخدمات مثل الصحة في البلدان المحتَّلة حيث إنتشر الجهل والخرافات والدجالون يعالجون المرضى بدون أي معرفة أو خبرة في مجال الطب.

المماليك لم يتحالفوا مع الصفويين ضد العثمانيين وتلك كانت كذبة من الأكاذيب التي روَّجها المؤرخون العثمانيون ومن يؤيدهم. السبب الحقيقي هو مطامع العثمانيين في خيرات مصر والشام وقيام سلطان المماليك قايتباي بإيواء الأمير جم شقيق السلطان بايزيد الثاني وعلى الرغم من أن السلطان قايتباي رفض طلب الأمير جم إمداده بقوات من المماليك من أجل محاربة بايزيد الثاني إلا أن ذلك لم يشفع للسلطان المملوكي أمام العثمانيين الذين استعانوا بالعاطفة الدينية وأن المماليك كانوا يساعدون الشيعة الكفار ضد العثمانيين وسلطانهم سليم الأول حامي المذهب السني والمدافع عنه.

سليمان القانوني تحالف مع ملك فرنسا فرانسوا الأول ضد إسبانيا ولم يكتفي بذلك بل وقَّع مع فرنسا معاهدة الإمتيازات الأجنبية الذي كان فاتحة الشر وتقسيم الدولة العثمانية. عبد الحميد الثاني سلَّم جزيرة قبرص الى القوات الإنجليزية مقابل حماية الدولة العثمانية من الأسطول الروسي. كما أنه أصدر فرمانا ضد الزعيم الوطني المصري أحمد عرابي بأنه خائن وعاصٍ بسبب محاولته التصدي للقوات الإنجليزية مما ساعد في انفضاض الناس من حوله وهزيمته. وفي الحرب العالمية الأولى, تحالف عبد الحميد الثاني مع دولة ألمانيا القيصرية(الكافرة) ولكن الدعاية العثمانية الى يومنا هذا توجِّه اللوم الى العرب بسبب تحالفهم مع إنجلترا.

غزوات العثمانيين في البلدان العربية(المسلمة) وقتالهم المسلمين خصوصا في المغرب ليس لها سبب سوى رغبتهم في التوسع. وإلا ماهو سبب محاولة سليمان القانوني غزو المغرب في الوقت نفسه الذي كانت فيه القوات المغربية تصد الهجمات البرتغالية والإسبانية على ديار الإسلام؟ أليس ذلك طعنة في الظهر؟ قوات مملكة المغرب السعدية هزمت قوات العثمانيين وحلفائهم الجزائريين شر هزيمة في معركة وادي اللبن. العثمانيون قاموا بغزو الشام ومصر وتذرَّعوا بأن الأهالي كتبوا إليهم يستنجدون بهم من ظلم وفساد المماليك. ولكن المصادر التاريخية ومنها المؤيدة للعثمانيين تذكر أن القوات العثمانية قاتلت المصريين في القاهرة من شارع الى شارع ومن منزل الى منزل وأنَّ المقاومة المصرية كانت مستميتة مما ينفي ترحيب المصريين بالجيوش العثمانية وكتابتهم الى سليم الأول يطلبون تخليصهم من ظلم المماليك.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment