Flag Counter

Flag Counter

Saturday, May 10, 2025

كشمير, برميل بارود قابل للإنفجار في أي لحظة

كانت تدعى في السابق شبه القارة الهندية وتضم الهند, باكستان, بورما وبنغلاديش. الهند تاريخ عريق, مئات الأديان واللغات والأعراق وأكبر ديمقراطية في العالم. الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس استعمرت شبه القارة الهندية بعد أن نجحت في التغلغل تدريجيا من خلال شركة الهند البريطانية وأسقطت دولة المغول واستولت على الهند عسكريا وأصبح لقبها "درة التاج البريطاني."   قاد المهاتما غاندي النضال السلمي ضد الإستعمار البريطاني و نجح و انسحبت بريطانيا من الهند سنة ١٩٤٧م. ولكن بريطانيا التي تعتبر شر من عليها لم تترك الهند بدون أن تدق مسامير الخلاف وبذور التقسيم والفرقة بين الهنود. هناك مشكلتين رئيسيتين, الأولى كشمير والثانية المياه وتحديدا نهر السند. حاليا, أخبار الاشتباكات المتجددة بين الهند وباكستان طغت على أخبار المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة. هناك مواجهة عسكرية مباشرة تتصاعد تدريجيا بين دولتين تمتلك كل منهما أسلحة نووية. باكستان دولة راعية للإرهاب حيث تتواجد على أراضيها عدة مجموعات إرهابية منها عسكر طيبة التي تعتبر المسؤولة عن الهجوم الذي وقع مؤخرا على السياح في كشمير.

إن تلك الاشتباكات التي وقعت مؤخرا بين الهند وباكستان ليس أول مناسبة تتواجه فيها الدولتان عسكريا فقد كانت هناك مواجهة في السنوات ١٩٤٧, ١٩٦٥, ١٩٧١, ١٩٩٩ ومؤخرا ٢٠٢٥. الإستعمار البريطاني تخلى عن تواجده في شبه القارة الهندية بعد أن ضمن نجاح خطة التقسيم حيث نجح في تجنيد مجموعة من الطلاب الباكستانيين الذين كانوا يدرسون في بريطانيا ودفعهم الى موقع الصدارة في الحركة الانفصالية التي كانت تروج أن الهندوس كانوا يعارضون العمل العسكري ضد الإحتلال البريطاني وأنهم يخططون للإنفراد بالحكم واضطهاد المسلمين. الخطة البريطانية نجحت في شيطنة المهاتما غاندي والهندوس ودفعت المسلمين الى الإنفصال بالمقاطعات الهندية ذات الأغلبية المسلمة وتأسيس دولة باكستان. ملايين اللاجئين وعائلات تشرد أفرادها على جانبي الحدود وعشرات الآلاف من القتلى وخراب اقتصادي نتيجة الانفصال.

الإستعمار البريطاني رسم خط التقسيم بين البلدين بذكاء حيث كانت مسألة المياه حاضرة بقوة. نهر السند ينبع من غرب التبت ويتجه شمال غرب من خلال الأراضي الصينية الى منطقة لاداخ في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من ولاية جامو وكشمير. عند هذه النقطة فإن النهر يتجه جنوبا ويمر من خلال الأراضي الباكستانية ملتقيا مع نهر كابول الذي ينبع من أفغانستان. هناك خمسة أنهار رئيسية في الشمال هي: (Jhelum), (Chenab), (Ravi), (Beas), (Sutlej) والتي تلتقي معا في مصب (Panjnad) والذي بدوره يلتقي مع نهر السند في منطقة (Chachran) على بعد ٤٠٠ ميل من مصبه في الخليج العربي ويطلق عليه حوض نهر السند. بريطانيا بدأت في التغلغل في المنطقة منذ القرن الثامن عشر وأكملت سيطرتها منتصف القرن التاسع عشر. البريطانيون عملوا على استغلال مياه حوض نهر السند حيث قاموا ببناء شبكة قنوات مياه بين الفروع المختلفة بداية من سنة ١٨٥٩م التي أصبحت بحلول سنة ١٩١٥ تغطي كامل منطقة البنجاب. سنة ١٩٤٧, كانت هناك في وادي السند 26 مليون هكتار من الأراضي الزراعية تعتمد على نظام الري الذي قامت بريطانيا ببنائه. مساحة الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة سنة ١٩٤٧ كانت تبلغ ٢٣ مليون هكتار. الإنفصال سنة ١٩٤٧ أدى الى تقسيم وادي السند بين الهند وباكستان حيث أصبحت معظم الأراضي الزراعية والقنوات المائية تقع في الجانب الباكستاني بينما المنطقة التي يقع فيها مصب (Panjnad) وفروعه الخمسة بالإضافة الى المنبع تحت سيطرة الجانب الهندي.

العمل باتفاق تقاسم المياه المؤقت بين الهند وباكستان إنتهى بتاريخ ١٩٤٨/٣/٣١ وكان ذلك تاريخ أول مواجهة بين البلدين. السلطات في البنجاب الشرقي(الهند) قطعت إمدادات المياه عن القنوات في البنجاب الغربي(باكستان) مما أدى الى جفاف مليون هكتار ومجاعة واسعة. الهند وباكستان وقعوا اتفاقا مؤقتا بتاريخ مايو/1948 ولكن الخلاف كان مستمرا بين البلدين حتى عرض البنك الدولي الوساطة ونجح في التوصل الى اتفاق تقاسم مياه وادي السند بين البلدين بتاريخ سبتمبر/١٩٦٠. البلدان خلال تلك الفترة عمل كل منهما على بناء قنوات مياه وسدود خاصة به بهدف تقليل الاعتماد على الآخر في مسألة المياه والزراعة. الهند سيطرت وفق بنود الإتفاق على ثلاثة مصبات رئيسية (Ravi), (Beas), (Sutlej) بينما سيطرت باكستان على (Chenab), (Jhelum) ومصب (Chachran). البنك الدولي وافق تمويل بناء سدود وقنوات جديدة في باكستان ونظام قنوات ري جديد في الهند. الإتفاق في نصه جعل من الهند تتلقى حصة من المياه أقل من باكستان على الرغم من سيطرتها على أهم المنابع والمصبات وعدد سكان أكبر من باكستان مما قد يعتبر وصفة حرب مستقبلية محتملة.

كشمير التي تسكنها غالبية من المسلمين تعتبر السبب الرئيسي الثاني للنزاع بين الهند وباكستان. المنطقة كانت تحكم من خلال مهراجا هندوسي قرر الانضمام الى الهند سنة ١٩٤٧ بعد ثورة السكان المسلمين ضده. السلطات البريطانية التي نظمت إستفتاء كانت نتيجته انضمام كشمير الى الهند رغم أن النتيجة مشكوك فيها. الهند وباكستان خاضوا عدة مواجهات مسلحة بسبب كشمير سنة 1948 حيث سيطرت الهند على جنوب وشرق كشمير تحت مسمى جامو وكشمير وباكستان سيطرت على شمال وغرب كشمير تحت مسمى ولاية آزاد و كشمير الحرة. سنة ١٩٦٥ خاضت البلدان حرب أخرى بسبب النزاع حول كشمير. سنة ١٩٩٠ كانت هناك جولة أخرى من الصراع بين البلدين حيث خاضت الهند حربا على جبهتين, الأولى قوى انفصالية تطالب باستقلال كشمير بينما الثانية ضد قوى مسلحة إسلامية هاجمت الجزاء الهندي من كشمير وكانت تتخذ من الأراضي الباكستانية قواعد ومعسكرات تدريب. سنة 1999 كانت جولة أخرى من النزاع العسكري حيث سيطرت قوات باكستانية على  مرتفعات جبال كارجيل في الجانب الهندي من كشمير وانسحبت في اللحظة الأخيرة بقرار من رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف مما كلفه منصبه حيث إنقلب عليه عدد من ضباط الجيش المؤيدين للتمرد المسلح في كشمير.

كشمير حاضرة بقوة في صراع السيطرة على موارد المياه بين البلدين. روافد نهر السند الرئيسية (Ravi), (Jhelum) و (Chenab) تمر في الهند قبل وصولها الى باكستان إنطلاقا من منابعها الرئيسية في الصين. هناك قوى دينية متطرفة في الهند وباكستان تعمل على إثارة الإضطرابات والتعصب الأعمى لأنها ذلك بالنسبة إليها وسيلة للبقاء والاستمرار, السلام يعني نهايتها. أحزاب المتطرفين السيخ والهندوس مثل حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف والجمعية الإسلامية في باكستان التي تعتبر الصراع على كشمير حربا دينية مقدسة. التحديات المستقبلية أمام البلدين تؤثر على زيادة التوتر حول منطقة كشمير ومشكلة المياه. زيادة عدد السكان خصوصا في الهند والتغيرات المناخية والبيئية تؤدي الى زيادة الضغط على موارد المياه. وكشمير دائما سوف تحتل صدارة الأخبار.

دمتم بخير وعافية

عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة

الوطن أو الموت

النهاية


No comments:

Post a Comment