قلتها وقالها الكثيرون أن الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان والتخلي عن أسلحة قيمتها ٨٥ مليار دولار وقواعد عسكرية كاملة حتى تستولي عليها حركة طالبان ليس لوجه الله تعالي. فيديوهات على يوتيوب عن أفغانستان من يشاهدها يعتقد أنها سويسرا. دعاية ممولة تمويلا جيدا لا تقوم بها إلا مؤسسات ومعاهد أبحاث غربية, شيئ لا يصدق. الولايات المتحدة ليست جمعية خيرية وعندما تقوم بأي خطوة فإنها تكون محسوبة جيدا والإنسحاب من أفغانستان أحد تلك الأمور التي قامت بها حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن احتار الكثيرون في تفسيرها.
هناك عدد من الأسباب مجتمعة وليس سببا وحيدا للغزو والانسحاب الأمريكي من أفغانستان. السبب الأول تواجد كميات ضخمة من عروق الليثيوم تزيد قيمتها عن تريليون دولار بالإضافة الى معادن أخرى منها النحاس. الليثيوم معدن مهم يدخل في صناعة بطاريات الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية. ثاني تلك الأسباب هو أن أفغانستان مصدر 80% من أفيون العالم وبالتالي فإن صناعة الأدوية خصوصا أدوية التخدير في العمليات تعتمد على الأفيون الأفغاني. ثالث تلك الأسباب خطوط أنابيب النفط والغاز التي من المفترض أن تمر في أفغانستان حيث يعتبر ذلك الطريق أقصرها وصولا الى موانئ تركيا وعلى رأسها ميناء جيهان. رابع تلك الأسباب جيو سياسي وليس اقتصادي وهو أن أفغانستان تعتبر رأس حربة أمريكية في الحرب ضد إيران والصين مستقبلا. هناك بالفعل إشتباكات وقعت بين قوات أفغانية وحرس الحدود الإيراني منذ بضعة أشهر حيث سقط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين. آلاف المقاتلين من تنظيم القاعدة والأجانب مازالوا يقيمون في أفغانستان وفي المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان التي تعرف بإسم منطقة القبائل أو وزيرستان.
متحذلق على الإنترنت وما أكثرهم هذه الأيام نشر فيديو ملخص محتواه أن الرئيس السوري أحمد الشرع لن يسقط وأنه جزء من مخطط أمريكي ضد الصين وأنه حليف الولايات المتحدة. أحمد الشرع كما صرح ذلك المتحذلق سافر سرا الى أفغانستان وأحضر معه ١٠ آلاف مقاتل كانوا رأس الحربة في إسقاط النظام والولايات المتحدة تريد إستعادة أولئك المقاتلين تحضيرا للمعركة ضد الصين. تصحيحا للمتحذلق فإنه ومع افتراض صحة كلامه من ناحية المبدأ فإن الرئيس السوري أحمد الشرع سافر الى باكستان وليس أفغانستان وأحضر معه ١٠ آلاف مقاتل من الإيغور المسلمين من الصين من المقاطعة التي يطلقون عليها تركستان الشرقية. حزب الإتحاد التركستاني الذي ينتمي إليه أولئك المقاتلون نشأ في باكستان وتحديدا في منطقة القبائل على الحدود الباكستانية-الأفغانية.
باكستان دولة راعية للإرهاب وحليف الولايات المتحدة الرئيسي في منطقة آسيا في رعاية الإرهاب والإرهابيين. إن ذلك حقيقة وليس مبالغات وتعود جذور ذلك الى فترة الحكم العسكري للجنرال ضياء الحق الذي نفذ انقلابا عسكريا برعاية أمريكية وأعدم رئيس الوزراء ذو الفقار علي بوتو والد بنازير بوتو التي أصبحت لاحقا رئيسة وزراء اغتالتها المخابرات المركزية الأمريكية من خلال عملائها في الجماعة الإسلامية الباكستانية وطالبان. جنرالات باكستان الإسلاميين تعاونوا مع الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة لإسقاط الإتحاد السوفياتي ودعم المقاتلين الأفغان. الولايات المتحدة تؤيد الانقلابات العسكرية في أمريكا اللاتينية, إفريقيا والشرق الأوسط لأن الجنرالات على العموم أصدقاء وبينهم وبين الإدارات الأمريكية خبز وملح.
ولكن الخبز والملح ليس فقط بين الجنرالات والإدارة الأمريكية ولكن بين الأخيرة والإسلاميين. المشهد السياسي العالمي معقد والأزمة بين باكستان والهند تزداد تعقيدا. الصين نجحت في تحقيق إختراق للنفوذ الأمريكي في باكستان ونجح الجيش الباكستاني بأسلحة صينية, مقاتلات وصواريخ, في تحقيق خسائر للجيش الهندي. الصين نشرت فيديو لأحد الصواريخ الفرط-صوتية الذي أطلقها الحوثيون على هدف إسرائيلي في فلسطين المحتلة وحقق إصابة مؤكدة. المثير للتسائل أنه يشاع على نطاق واسع أن إيران طورت ذلك الصاروخ بمساعدة الصين أو أنه صاروخ صيني حصل عليه الحوثيون عن طريق إيران بعد إعادة طلائه. إن جميع الوسائل الاعتراضية, الباتريوت فخر الصناعة الأمريكية, ثاد منظومة صواريخ اعتراضية أمريكية, حيتس منظومة دفاعية إسرائيلية ونظام القبة الحديدية فشلوا في اعتراض الصاروخ. الصين ترسل رسائل غير مباشرة الى الولايات المتحدة من خلال إيران ووكلائها في المنطقة. إيران أيضا مستفيدة من الوضع الحالي ومايقوم به الحوثيون ولا تصدقوا بيانات ذلك المتحدث بإسم الجيش اليمني الحوثي أن الصناعات الدفاعية وسلاح الجو في الجيش اليمني طوروا الصاروخ وأنهم عملوا كذا وكذا. بيانات حنجورية والجميع يعلم أن تلك الصواريخ مصدرها إيران والصين وربما كوريا الشمالية.
الحرب بين الهند وباكستان وإن هدأت مؤقتا إلا أن الجرح لم ولن يندمل بسبب قضية كشمير والمياه. الضربات العسكرية المتبادلة أصبحت تشمل الأماكن الدينية والتجمعات السكانية الرئيسية في عاصمة كل من البلدين. أنظار الولايات المتحدة تتوجه نحو السعي الى التهدئة ولكن بدون حل المشاكل العالقة بين البلدين فإن تلك التهدئة سوف تكون مؤقتة. ترامب أعلن مؤخرا عن عقد هدنة بين باكستان والهند وأن البلدين كانا على شفير حرب نووية. ترامب يخشى من الإختراق الذي حققته الصين في المنطقة حيث تعتبر باكستان حليف رئيسي للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب كما تعلن وسائل إعلام أمريكية ولكن الحقيقة أنها حليف للولايات المتحدة في نشر الإرهاب وتجنيد الإرهابيين.
تمنياتي للجميع الصحة والعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment