منظمات حماية البيئة تتلقى التمويل من شركات النفط و جمعيات مرضى السكري تتلقى التمويل من شركات صناعة الأغذية التي هي سبب رئيسي من أسباب إنتشار مرض السكري. لوبيات ضغط ومصالح مالية وسيطرة ونفوذ هي السبب في انتشار الدعاية عن نهاية عصر النفط. الكاتب الصحفي الاستقصائي شيموس برونر مؤلف كتاب "المسيطرون" الذي فضح من خلال أساليب المخادعة والمراوغة التي يستخدمها المليارديرات في سبيل استمرار سيطرتهم ونفوذهم وزيادة ثرواتهم. كتاب أخر "مشكلة بيل غيتس-The Bill Gates Problem" فضح الملياردير بيل غيتس الذي زادت ثروته مقدار الضعف رغم أنه من المفترض تبرع بها للأعمال الخيرية ويمارس التهرب الضريبي ويشتري الأراضي الزراعية ويحتكر براءات إختراع الأسمدة.
نهاية النفط هي أحد الأكاذيب المدفوعة مقدما التي تروج لها وسائل إعلام مختلفة تضاف الى أكاذيب أخرى مثل الاحتباس الحراري والتغير المناخي. هناك نظريتان متعارضتان في أصل النفط. النظرية الأولى هي أن أصل النفط مواد عضوية, حيوانات وديناصورات ونباتات تحولت الى النفط في باطن الأرض تحت ظروف معينة من الضغط والحرارة. بينما النظرية الثانية هي "الأبيونية" التي يمكن تلخيصها بأن النفط مادة متجددة تتكون في باطن الأرض وتهاجر من خلال قنوات تتجمع في منطقة محددة ليس لها منافذ أخرى وفي حالات نادرة يمكن أن تصل الى سطح الأرض. حقول النفط في حوض الدونيتس حيث يدور قتال شرس بين القوات الروسية والأوكرانية هي مثل على حقول النفط المهجورة التي وجدوا فيها النفط بكميات تجارية بعد مرور فترة زمنية على التخلي عنها وذلك معروف منذ أيام رئيس الإتحاد السوفياتي السابق جوزيف ستالين.
شركات النفط مهتمة بمصطلح "الندرة" الذي تروج له مؤسسات وهيئات دولية مثل نادي روما والسبب أن تلك الدعاية عن نهاية عصر النفط تسمح لهم بزيادة سعره. إن أكبر الرابحين من الحروب والأزمات هم شركات صناعة السلاح و شركات النفط والغاز. الشركات الأمريكية تبيع الغاز الى دول أوروبية بأربعة أضعاف سعره العالمي وتستغل الأزمة الأوكرانية حتى تحقق أرباح تصل الى ٢٠٠ مليون دولار في شحنة ناقلة الغاز(سوبر تانكر) العملاقة. كما أنه هناك صناعة أخرى تبلغ مليارات وتتلقى معونات حكومية ضخمة في الولايات المتحدة وأوروبا تستفيد من الدعاية حول نهاية عصر النفط وهي صناعة الطاقة البديلة. إن مكافحة التغير المناخي والاحتباس الحراري والحفاظ على البيئة تستخدم في نشر الأكاذيب التي سوف أوضح بعضها في الفقرة التالية.
إن قضية التغير المناخي والاحتباس الحراري تحولت الى لعبة قذرة تمارس فيها جهات دولية مستوى غير مسبوق من الديكتاتورية والسيطرة حيث تتلقى تلك الجهات تمويلات ضخمة مصدرها لوبيات ضغط وجهات حكومية. إذا القضية ليست الحفاظ على البيئة لكن هناك الكثير من الأموال على المحك وصناعة تبلغ مئات المليارات من الدولارات. هناك أخصائيون وأساتذة جامعيون في جامعات عريقة ومؤسسات بحثية مرموقة فصلوا من عملهم بسبب وجهة نظرهم أن التغير المناخي عبارة عن دورة مناخ طبيعية وأن الإحتباس الحراري أكذوبة سمجة.
السيارات الكهربائية ليست إلا وسيلة من أجل حلب جيوب الشعوب تحت مسمى الحفاظ على البيئة. هناك الكثير من القوانين و مواعيد نهائية من أجل التحول الكامل الى السيارات الكهربائية في عدد من الدول الأوروبية وكل ذلك ليس إلا هراء يستعملونه من أجل تحقيق أهداف سياسية وإقتصادية. إن التحول الكامل الى السيارات الكهربائية يعني زيادة استهلاك الكهرباء حيث يتم توليدها في محطات تستخدم الوقود السائل(الديزل) أو الغاز مما يعتبر من أكبر ملوثات البيئة. السيارات الكهربائية مرتفعة الثمن وقد يبلغ سعر السيارة ١٠٠ الف دولار أمريكي وهو يكفي ثمن بنزين سيارة تستخدم الوقود الأحفوري ربما ١٠ سنين أو ١٥ سنة. كما أن صناعة السيارات الكهربائية أحد أكبر مصادر تلوث البيئة حيث تستخدم معادن مثل الليثيوم والكوبالت والنحاس في صناعة البطاريات والتي يتم استخراجها من مناجم بدائية واستخدام عمالة الأطفال.
الجميع يعرفون ذلك بما فيهم المرتزقة في جمعيات حماية البيئة الذين يتحدثون في وسائل الإعلام المختلفة أن "فساء-ضراط" أو الغاز الذي يخرج من معدة الأبقار هو سبب رئيسي في تلوث الجو وأن تأثير غاز الميثان أكبر بكثير من تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه عوادم السيارات, الشاحنات والطائرات. وقد كشف إعلاميون وصحفيون استقصائيون عن أن جمعيات حماية البيئة التي تروج تلك المعلومات الكاذبة تتلقى التمويل من أشخاص مثل بيل غيتس وجمعياته الخيرية التي قام بتأسيسها مع زوجته ميليندا حيث هناك دعاية مكثفة للحوم الصناعية التي تقوم مختبرات بيل غيتس بإجراء التجارب عليها. صناعة المؤتمرات تحولت الى بيزنس مربح للغاية ومؤتمرات البيئة تعتبر جزءاً لا يتجزأ منها حيث يسافر المجتمعون الى مقر المؤتمر بإستخدام وسائل نقل مثل الطائرات الخاصة التي تترك خلفها بصمة كربونية مرتفعة لأنها ببساطة تستخدم الوقود الأحفوري التقليدي.
الممثل الهوليودي ليوناردو دي كابريو دعا في أحد مؤتمرات الأمم المتحدة الى زيادة سعر وقود السيارات الى ٧ دولار/غالون تحت مسمى الحفاظ على البيئة. ولكن ذلك المعتوه يعلم أنه يستطيع تحمل التكلفة بينما سوف يكون إرتفاع أسعار النقل الجنوني سببا في ارتفاع أسعار كل شيء بما في ذلك المنتجات الغذائية والزراعية حيث لن يستطيع الفقراء تحمل تلك الزيادة. المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي تسيطر عليها الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى ترفض تمويل مشاريع الوقود الأحفوري في دول أفريقيا الفقيرة رغم أهمية تلك المشاريع للنمو الاقتصادي وزيادة معدل الدخل. ولكن الدول الأوروبية سارعت الى ممارسة النفاق وسياسية تقبيل الأحذية من أجل أن تقوم تلك الدول الإفريقية بزيادة معدلات إنتاجها من النفط والغاز بعد الأزمة الأوكرانية وإغلاق بعض خطوط الأنابيب الروسية وتخريب بعضها الأخرى بأعمال تخريبية عن سابق إصرار وتصميم.
نهاية عصر النفط ليست قريبة وجميع البدائل التي يتم الترويج لها كاذبة وخادعة. الوقود الحيوي أو الإيثانول-٨٥ هو أحد أكثر الأكاذيب التي يتم الترويج لها في وسائل الإعلام المختلفة. إن صناعة الوقود الحيوي تتلقى إعانات حكومية ضخمة وبدون ذلك لا يمكنها الإستمرار. كما أن صناعة الوقود الحيوي تستهلك طاقة تقليدية يتم توليدها من خلال الوقود الأحفوري بمعدل ٢ وحدة طاقة تقليدية أحفورية مقابل ١ وحدة من الوقود الحيوي. المساحات الزراعية الواسعة التي تزرع فيها محاصيل مثل الذرة وقصب السكر تستخدم في إنتاج الوقود الحيوي كان من الممكن استخدامها في مكافحة المجاعات وإطعام الشعوب الجائعة. السفن التي تستخدم في نقل تلك المحاصيل تستهلك كميات ضخمة من الوقود الأحفوري, إذا من الواضح أن صناعة الوقود البديل قد تكون أكثر تلويثا للبيئة من الوقود التقليدي.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment