Flag Counter

Flag Counter

Friday, January 28, 2022

الحرب الأهلية السريلانكية(١٩٨٣-٢٠٠٩)

الحرب الأهلية السريلانكية(١٩٨٣-٢٠٠٩) تعتبر أحد أطول الحروب الأهلية في آسيا حيث خاضت القوات الحكومية حربا دموية ضد المعارضة المسلحة نمور تحرير إيلام والتي كانت تمثِّلُ الأقلية التاميلية التي تعاني التمييز مقابل القومية السنهالية التي كانت تمثِّلُ الأغلبية. إنَّ الحرب الاهلية في سريلانكا تعود جذورها الى الإستعمار البريطاني الذي زرع بذور الفتنة والتمييز بين السنهاليين وهم السكان الأصليون والهنود التاميل الذين قدموا من الهند من أجل العمل في مزارع الشاي والمطاط. 

الجيش السريلانكي نجح سنة ٢٠٠٩ في الإنتهاء من التمرد وقتل قائد نمور تحرير إيلام فيلوبيلاي برابهاكاران في هجوم على أحد معسكرات الحركة التي كان مقاتليها محاصرين في منطقة لا تزيد مساحتها عن ٣٠٠كم٢. قتل أثناء الصراع ما يزيد عن ١٠٠ الف شخص اغلبهم من المدنيين. كما تم إغتيال رئيس الوزراء الهندي راجيف غاندي في تفجير انتحاري سنة ١٩٩١ قامت به أحد مقاتلات الحركة.

الهند انخرطت في النزاع خلال فترة الثمانينيات حيث قدَّمت الدعم الى جماعات المعارضة التاميلية وذلك عائد الى عدة عوامل. أول تلك العوامل أنها كانت تخشى من مطالبة التاميل الهنود الانفصال حيث يسكن ٦٠ مليون هندي تاميلي في ولاية تاميل نادو. ثاني تلك العوامل هو رغبة الهند في الظهور قوة إقليمية على الساحة السياسية. وقد تم توقيع إتفاق سلام ٢٩/يوليو/١٩٨٧ قدَّمت خلاله الحكومة السيرلانكية بعض التنازلات منها الإعتراف بلغة التاميل لغة رسمية وإنتقال الصلاحية الى المحافظات. الحكومة الهندية أوقف الدعم الذي كانت تقدِّمه الى المعارضة السيرلانكية وأرسلت قوات حفظ سلام الى شبه جزيرة جافنا حيث معقل التمرد.

هناك الكثير من التحليلات التي تتناول الحرب الأهلية السيرلانكية من كافة جوانبها مع إغفال جانب مهم وهو عمليات التدخل الخارجي وأهدافها. الهند أكبر دولة آسيوية بعد الصين من حيث التعداد السكاني والنمو الاقتصادي. وقد كانت شبه القارة الهندية في السابق مستعمرة بريطانية تضم بنغلاديش, بورما, باكستان, بوتان, نببال, سريلانكا, جزر المالديف والهند وتسمى شبه القارة الهندية. ولكن البريطانيين الذين كانوا يعتمدون على سياسة فرق تسد قاموا بتقسيم الهند وتقطيع أوصالها إلى عدة دول منها سريلانكا. 

الهند كانت إحدى الدول التي تتزعم حركة عدم الانحياز التي كانت تضم حوالي ٨٥ دولة سنة ١٩٧٦ حيث عقد اجتماع الحركة في العاصمة السريلانكية كولومبو. إنَّ حركة عدم الإنحياز كانت من بنات أفكار الزعيم الهندي جواهر لال نهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر واليوغسلافي جوزيف تيتو والهدف هو الإبتعاد عن سياسات الحرب الباردة وصراعاتها. إن أهداف منظمة عدم الانحياز كانت تتعارض مع مصالح دول استعمارية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا. كما أنها قد تقف عائقا في وجهة سياسات التجارة الحرَّة والعولمة التي كانت النخب المالية والسياسية في العالم تسعى الى تطبيقها. الهند كانت تعتبر سوقا واسعا وضخما مازال مغلقا نوعا ما أمام الشركات العابرة للقارات. كما أنَّ سريلانكا لديها موقع إستراتيجي يشرف على عدة طرق تجارية بحرية وقد كانت قاعدة لقوات الحلفاء في الحرب ضد اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.

إن جميع الدول التي كانت تقود حركة عدم الإنحياز كانت ومازالت هدفا لإثارة الإضطرابات والنزاعات تحت مسميات مختلفة مثل نزاعات دينية أو عرقية أو حروب أهلية. الهند خاضت عدة حروب أحدها النزاع مؤخرا مع الصين, حرب استقلال بنغلاديش, النزاع في منطقة جامو و كشمير, الحرب على الإرهاب والحرب الأهلية السريلانكية. كما أنه هناك عدة حركات انفصالية في الهند ومشاكل طائفية وعرقية بين المسلمين والهندوس, المسلمين والسيخ والهندوس والسيخ. مصر تعرَّضت ومازالت محاولات إثارة الإضطرابات الدينية بين المسلمين والمسيحيين الأقباط وتصعيد حالات الثأر والحرب على الإرهاب. الاضطرابات العرقية في يوغسلافيا أدَّت خلال الفترة التي أعقبت وفاة الزعيم جوزيف تيتو الى حرب عرقية ودينية لعبت على أوتارها دول غربية وإنتهت الى تقسيم يوغسلافيا الى عدة دول. 

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment